وسط اتهامات بدعم جرائم حرب في السودان

أكاديمية "المؤثرين" في الإمارات: محاولة جديدة لتلميع السمعة

profile
  • clock 30 أبريل 2025, 3:53:48 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة مؤخرًا أكاديمية جديدة تستهدف تدريب المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، في خطوة اعتبرها منتقدون محاولة أخرى لـ"تبييض" سجل الدولة في مجال حقوق الإنسان. المبادرة، التي أُعلن عنها في دبي، هي مشروع مشترك بين دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي ووكالة "بيوتيفول ديستينيشنز" (Beautiful Destinations) المتخصصة في محتوى السفر.

توفر الأكاديمية للمشاركين تذاكر السفر، والإقامة في شقق فاخرة مخدّمة، بالإضافة إلى دخل شهري يغطي نفقات المعيشة خلال البرنامج الممتد لثلاثة أشهر. ويُطلب من "الطلاب" نشر محتوى عن تجربتهم في دبي، ويحصلون في نهايته على شهادة من كلية السياحة في دبي، بينما يُعرض على "المميزين" منهم وظيفة بدوام كامل في الوكالة.

الرئيس التنفيذي للشركة، جيريمي جونسي، أوضح أن البرنامج لا يستهدف مقدمي البرامج أو من يسعون لمهنة أمام الكاميرا، بل يهتم بقدرتهم على "سرد قصة سفر"، على حد تعبيره.

تلميع الصورة وسط اتهامات بجرائم حرب

لكن منظمات حقوقية وناشطين سودانيين وصفوا الأكاديمية بأنها مجرد أداة جديدة ضمن حملة ممنهجة لتحسين صورة الإمارات عالميًا، رغم تورطها المزعوم في انتهاكات جسيمة، خصوصًا في السودان. عبد اللهي حلاقه، كبير المدافعين عن شرق وجنوب أفريقيا في منظمة "ريفيوجيز إنترناشونال"، صرح لموقع "ميدل إيست آي" أن الأكاديمية جزء من أسلوب "دبي المعتاد" الذي يقوم على جذب أجانب لا يمارسون أي نقد حقيقي للواقع السياسي والحقوقي، في بيئة أشبه بـ"مدينة سينمائية مصطنعة بعناية".

وأشار حلاقه إلى أن تحت هذا "الواقع البلاستيكي المصنوع" تكمن انتهاكات صارخة ارتكبتها الإمارات في أماكن عديدة خلال العقدين الماضيين. 

يأتي ذلك بينما تواجه أبو ظبي اتهامات مباشرة من الحكومة السودانية أمام محكمة العدل الدولية بخرق اتفاقية الإبادة الجماعية من خلال دعمها لقوات الدعم السريع، المتهمة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

الإمارات والسعي لإجهاض التحول الديمقراطي في المنطقة

وفقًا لحلاقه، فإن الدافع الحقيقي وراء انخراط الإمارات في النزاع السوداني هو سعيها المستمر لإجهاض أي محاولة لظهور أنظمة ديمقراطية في المنطقة. وقال: "لقد ساهمت في سحق الربيع العربي، ومنعت قيام حكومة فاعلة في ليبيا، والآن تكرر السيناريو نفسه في السودان".

 

السياحة والتجميل الإعلامي: بين الواقع والبروباغندا

دبي خصصت موارد هائلة لتحويل نفسها إلى مركز سياحي عالمي، وشهدت توافد المؤثرين من مختلف دول العالم إلى شواطئها ونواديها ومنتجعاتها الفاخرة. على منصة "تيك توك"، وُثّقت أكثر من 37.9 مليون فيديو باستخدام وسم #Dubai. وفي عام 2023، سجلت الإمارات رقمًا قياسيًا بلغ 18.72 مليون زائر دولي.

لكن خلف هذه الصورة اللامعة، تستمر الانتقادات بشأن سجل الإمارات في قمع الحريات العامة، حيث وُثقت اعتقالات واسعة لناشطين سياسيين منذ احتجاجات الربيع العربي عام 2011، ضمن محاكمات شابها غموض، بحسب منظمات رقابية. ولا يقتصر الأمر على المواطنين؛ فقد تعرض مسافرون أجانب للاعتقال والتعذيب، كما حدث مع البريطانيين ماثيو هيدجز وعلي عيسى أحمد، بالإضافة إلى رايان كورنيليوس، الذي ما يزال محتجزًا منذ 16 عامًا بتهم "مشبوهة" تتعلق بالاحتيال.

ورغم تقديم صحيفة "ذا تايمز" لهذه الأمثلة إلى جونسي، نفى معرفته بها، مشيرًا إلى أنه وزملاءه "لم يواجهوا أي مشاكل من هذا النوع".

ردود فعل غاضبة ومنظمات تحذر من المخاطر

مؤسسة "ديتيند إن دبي"، التي تدافع عن حقوق المحتجزين في الإمارات، علقت على المشروع بقول رئيستها، رادها ستيرلينغ: "مكتب دبي للتسويق يروّج لأكاذيب متكررة... يقولون إن البلد آمن للسائحات وإنه حديث ومتسامح، بينما الواقع أنه نظام استبدادي يسجن الناس لمجرد منشورات على فيسبوك، ويعاقب ضحايا الجرائم". وطالبت المنظمة الحكومة البريطانية بتحديث إرشادات السلامة المتعلقة بالسفر إلى الإمارات.

وختمت ستيرلينغ بالقول: "أكاديمية المؤثرين ليست سوى محاولة أخرى لتبييض وجه نظام يعاقب حتى من يتحدث عن حقوقه".

المصادر

ميدل إيست آي

التعليقات (0)