-
℃ 11 تركيا
-
16 يونيو 2025
عيد تحت الحصار: غزة تحيي العيد بالجوع والدموع بدلًا من الأضاحي والفرح
صمت المجاعة وصوت الإنهاك: واقع لا يُنكر
عيد تحت الحصار: غزة تحيي العيد بالجوع والدموع بدلًا من الأضاحي والفرح
-
6 يونيو 2025, 1:48:42 م
-
420
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
بينما يحتفل العالم بعيد الأضحى، تحوّلت المناسبة في قطاع غزة إلى يوم جديد من البؤس والمعاناة. لم يعد العيد وقتًا للفرح والذبح وتبادل الزيارات، بل أصبح مجرد تاريخ يُضاف إلى تقويم الألم الفلسطيني المستمر، حيث لا طحين، لا لحوم، ولا حتى قدرة على إعداد الخبز.
جوعٌ في زمن الأعياد: الطحين بدل الأضحية
في مشهد يُجسّد الكارثة الإنسانية، تصطف طوابير طويلة من المدنيين المنهكين تحت شمس غزة الحارقة، بانتظار شاحنة مساعدات لا تصل. الاحتلال الإسرائيلي يواصل منع توزيع المساعدات من قِبل الأمم المتحدة، فيما تخضع شحنات الإغاثة لتنسيقات أمنية معقدة، وتحوّلت إلى أداة ابتزاز سياسي بدلاً من كونها حقًا إنسانيًا.
صمت المجاعة وصوت الإنهاك: واقع لا يُنكر
رغم غياب الضجيج الإعلامي، المجاعة تنتشر بصمت. التقارير الطبية الصادرة من مستشفيات غزة تكشف عن حالات إغماء بين الأطفال والنساء الحوامل، وتحذيرات من كارثة صحية بسبب سوء التغذية الحاد.
وبحسب منظمة "أطباء بلا حدود"، فإن "مستوى الجوع تجاوز حدود التحمل"، في حين أشار برنامج الغذاء العالمي إلى أن غزة تسجل أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي في العالم.
المساعدات كسلاح: الاحتلال يعسكر الغذاء
رغم وصول بعض شحنات الإغاثة إلى المعابر، فإن إسرائيل تُقيّد حركة التوزيع، وتُجبر الجهات الإغاثية على التنسيق مع أجهزة أمنية تابعة لها.
ووفق شهادات من العاملين في المجال الإنساني، تُترك الشاحنات فريسة للنهب أو الاستهداف الجوي، في سياسة متعمدة لتحويل الطحين إلى ورقة مساومة.
يقول أحد العاملين في الإغاثة: "الناس تموت جوعًا، والعالم يتفاوض على الطحين كأنه سلاح."
لا عيد في الشوارع: خيام وألم وخيال الأطفال
لا أضواء في غزة، لا ملابس جديدة، ولا حلويات. في المخيمات، تحاول الأمهات إلهاء الأطفال بدمى مصنوعة من أقمشة بالية، فيما تُسمع تكبيرات العيد خافتة وسط الركام والدمار.
هدن كاذبة وواقع موجع: حين يُستبدل العيد بيوم الحشر
رغم الحديث الدولي المتكرر عن "هدنة إنسانية" و"ممرات آمنة"، لا يجد الفلسطيني في غزة من تلك المصطلحات سوى الخذلان والتجويع.
ومع ذلك، لا تزال غزة تحاول أن تتنفس تحت الرماد. أمهات يقبّلن أطفالهن رغم الجوع، وآباء يرفعون دعاءهم إلى السماء لعلّ الفرج قريب.
لكن الحقيقة تبقى مرّة: طالما أن الطحين يُمنع، والغذاء يُعسكر، والموت يُساوم عليه… فإن العيد لم يأتِ بعد، ولن يأتي قريبًا.










