-
℃ 11 تركيا
-
12 يونيو 2025
عيد الأضحى في غزة: مشاهد الحزن تطغى على مظاهر العيد
صواريخ الاحتلال تحرم الأطفال من الفرح
عيد الأضحى في غزة: مشاهد الحزن تطغى على مظاهر العيد
-
5 يونيو 2025, 2:38:50 م
-
421
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
في الوقت الذي يستعد فيه المسلمون حول العالم للاحتفال بعيد الأضحى المبارك، يعيش أهالي قطاع غزة أيام العيد في ظروف إنسانية كارثية، تحت وقع الغارات والقصف المدفعي الإسرائيلي.
فبينما تُمطر سماء غزة بالصواريخ، تتبخر فرحة العيد، وتتحول مظاهره من صلاة وتكبير وذبح للأضاحي، إلى صرخات واستغاثات، وأنين الجرحى، ودموع الفقد.
صواريخ الاحتلال تحرم الأطفال من الفرح
اعتادت غزة أن تصنع الفرح رغم الألم، لكن هذا العام كان مختلفًا. فقد قتلت صواريخ الاحتلال الإسرائيلي أحلام الأطفال واغتالت ملامح العيد من وجوههم.
لم تعد هناك ساحات للعب، ولا هدايا، ولا ملابس جديدة. بل باتت الأمهات يلملمن أجساد أطفالهن من تحت الركام، وتودع العائلات أحبابها بدلًا من استقبال الضيوف والتهاني.
تقول إحدى الأمهات في حديث لوكالة محلية: "كان طفلي ينتظر العيد ليشتري لعبة جديدة... اليوم دفنّاه بيدينا."
غارات متواصلة تستهدف المدنيين والمناطق السكنية
ومنذ اليوم الأول للعيد، شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات عنيفة استهدفت منازل المدنيين في مناطق مختلفة من قطاع غزة، أبرزها في خان يونس، ورفح، ودير البلح، ومحيط مدينة غزة.
ووفق مصادر طبية، أسفرت هذه الغارات عن سقوط عدد من الشهداء، بينهم نساء وأطفال، بالإضافة إلى عشرات الجرحى، معظمهم في حالة حرجة. وقد رُصدت حالات كثيرة لأسر قُصفت وهي تستعد لصلاة العيد أو في لحظات تناول الإفطار البسيط.
أجواء الحصار والمجاعة تزيد من معاناة السكان
ولم تتوقف مآسي العيد عند القصف، بل تفاقمت نتيجة استمرار الحصار ونقص المواد الغذائية الأساسية، وغياب الأضاحي عن الأسواق، وارتفاع الأسعار بشكل جنوني.
حُرم معظم سكان القطاع من أبسط مظاهر العيد، فلا طعام، ولا ألبسة جديدة، ولا وسائل للنقل أو التنقل، فيما تكتظ مراكز الإيواء بالنازحين، دون ماء أو كهرباء أو خدمات طبية كافية.
دعوات دولية لوقف العدوان وفتح المعابر
وفي ظل هذا التصعيد الدموي، أطلقت منظمات دولية وإنسانية عدة دعوات لوقف إطلاق النار فورًا، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع. كما طالبت جهات أممية بضرورة حماية المدنيين، واحترام حرمة الأيام المقدسة.
لكن وعلى الرغم من هذه الدعوات، تستمر آلة الحرب الإسرائيلية في استهداف الأحياء المكتظة بالسكان، في تجاهل صارخ لكل القوانين الدولية والإنسانية.
تحوّل عيد الأضحى 2025 في غزة إلى يوم حداد جماعي، ومناسبة حزينة يتبادل فيها الناس العزاء بدلًا من التهاني.
إنها غزة التي رغم الألم، لا تزال صامدة، تكبّر وتُصلّي، لكنها اليوم تنزف، وتستغيث، وتنتظر من الضمير العالمي أن يستيقظ.










