-
℃ 11 تركيا
-
13 يونيو 2025
عيد الأضحى في غزة: مجاعة وحصار ورفاق غابوا عن موائد الأضاحي
شعيرة الأضحية تغيب.. ورفاق الأمس يرتحلون شهداء
عيد الأضحى في غزة: مجاعة وحصار ورفاق غابوا عن موائد الأضاحي
-
4 يونيو 2025, 4:36:14 م
-
452
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
بينما يستعد ملايين المسلمين حول العالم لاستقبال عيد الأضحى المبارك، وما يسبقه من أيام العشر الأوائل من ذي الحجة المليئة بالفرح والطاعات، تحلّ هذه المناسبة الدينية في قطاع غزة للعام الثاني تواليًا تحت وابل النار والجوع والدمار. فالعيد الذي كان يومًا عنوانًا للبهجة والشعائر، غاب عن بيوت الغزيين الذين باتوا يحيون أيّامه في الملاجئ وبين الركام، يُكابدون القهر والمجاعة بدلًا من الأضاحي والتكبيرات.
تُعد العشر اأوائل من ذي الحجة مناسبة دينية عظيمة في الإسلام، تتوّج بعيد الأضحى المبارك. وكانت غزة، قبل اندلاع حرب الإبادة، تحوّل هذه الأيام إلى عيد ممتد يعمه الفرح والاستعداد لشعيرة الأضحية رغم الحصار الطويل وقلة الإمكانات.
وأعلن مركز الفلك الدولي أن غرة ذي الحجة صادفت الأربعاء 28 مايو 2025، على أن يكون يوم الجمعة الموافق 6 يونيو هو أول أيام عيد الأضحى في معظم الدول الإسلامية. لكن هذا العيد، كما يصفه الغزيون، لم يزر قطاع غزة منذ بدء الحرب، ولا مكان له في قلوب المحرومين والمفجوعين.
شعيرة الأضحية تغيب.. ورفاق الأمس يرتحلون شهداء
في يوليو 2023، وقبل الحرب، كانت غزة تضج بالحياة في موسم الأضاحي. فقد أعلنت وزارة الزراعة آنذاك أن السكان قدموا نحو 17 ألف رأس من العجول و24 ألف رأس من الأغنام، فيما بلغت نسبة الأسر المضحية 28% من إجمالي السكان، رغم ضيق الحال.
أما هذا العام، فقد اختفت مشاهد الأضاحي والأسواق، وغاب رفاق الأضحية شهداء، كما يروي "أبو محمد"، أحد سكان القطاع: "كنا سبعة نشترك سنويًا في عجل واحد، اليوم فقدت أربعة منهم. كنا نرافق أطفالنا لمزارع المواشي، نختار أضحيتنا ونردد التكبيرات، أما الآن فالموت يرافقنا بدل الأمل."
مجاعة خانقة تشتد مع العدوان
تواجه غزة حاليًا أصعب ظروفها الإنسانية منذ بدء العدوان. فمع تزايد وتيرة القصف والتدمير، تُستخدم المجاعة كسلاح ضمن حرب الاحتلال المستمرة. وأكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" نفاد مخزون الغذاء، مشيرة إلى وجود أكثر من 100 ألف نازح في مراكز الإيواء التابعة لها، مع ارتفاع مستمر في الأعداد.
كما صرّح عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي لـ"أونروا"، أن 80% من مناطق غزة تخضع لأوامر نزوح، في حين دُمرت 92% من المباني والبنى التحتية، بما في ذلك المدارس والجامعات والمستشفيات ومحطات المياه.
سياسة التجويع والتهجير.. أدوات ممنهجة للإبادة
المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان كشف أن الاحتلال الإسرائيلي أصدر 35 أمر تهجير قسري منذ مطلع العام الجاري، ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى تفريغ غزة من سكانها وتجويعهم لكسر صمودهم.
وأكد المرصد أن ما يجري في غزة هو جريمة إبادة جماعية متكاملة الأركان، تتضمن القتل الجماعي، التجويع المتعمد، والتدمير الواسع، وهي ليست تصرفات عشوائية بل أدوات محسوبة بدقة ضمن مشروع الاحتلال الدموي.




