-
℃ 11 تركيا
-
3 أغسطس 2025
عمليات الاحتلال في مخيمات الضفة الغربية.. أداة عسكرية أم مشروع سياسي لتفكيك الوجود الفلسطيني؟
بالأرقام.. نكبة متجددة في المخيمات
عمليات الاحتلال في مخيمات الضفة الغربية.. أداة عسكرية أم مشروع سياسي لتفكيك الوجود الفلسطيني؟
-
13 يوليو 2025, 4:37:09 م
-
420
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
تتجاوز العمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة في مخيمات شمال الضفة الغربية مجرد كونها إجراءات أمنية، لتكشف عن مشروع سياسي شامل يستهدف إعادة صياغة المشهد الميداني والسكاني الفلسطيني، خاصة في ظل التطورات المتلاحقة منذ اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023.
ظاهرها أمني.. وعمقها سياسي
يرى محللون وكتاب أن العدوان الإسرائيلي على مخيمات الضفة لا يقتصر على استهداف المقاومة المسلحة، بل يتعداه إلى إعادة تشكيل هذه المخيمات جغرافيًا وسكانيًا، بما يخدم مخططات الضم والتهويد وفرض وقائع جديدة على الأرض استعدادًا لأي "حل سياسي مفروض" أو ترتيبات ما بعد الحرب.
ويوضح هؤلاء أن ما يجري في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس والفارعة وغيرها، يُعد بمثابة تفكيك قسري للذاكرة الوطنية والمكان الرمزي للمقاومة، تحت غطاء "عمليات أمنية".
بالأرقام.. نكبة متجددة في المخيمات
وفقًا لتقارير رسمية صادرة عن دائرة شؤون اللاجئين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، فإن العدوان على مخيمات الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى الآن أسفر عن:
414 شهيدًا من أصل 986 شهيدًا في عموم الضفة.
1,390 جريحًا.
2,540 معتقلًا.
1,067 اقتحامًا عسكريًا.
1,540 مبنًى دُمّر جزئيًا أو كليًا.
نزوح أكثر من 52,000 مواطن من المخيمات.
عدوان واسع النطاق.. وجنين في الصدارة
بدأ العدوان الإسرائيلي الأوسع على مخيم جنين ومدينة جنين في 21 يناير 2025، وامتد ليشمل لاحقًا:
طولكرم ومخيميها (طولكرم، نور شمس).
محافظة طوباس ومخيم الفارعة.
ويُعد هذا التصعيد الأكبر منذ اجتياح الضفة الغربية في عام 2002 إبان انتفاضة الأقصى، من حيث مدة العمليات، وحجم التدمير، وعدد الضحايا، وسيناريو التهجير القسري المتسارع.
تدمير المخيم.. تمهيد لتصفية القضية
لا يمكن فصل عمليات الاحتلال في المخيمات عن سياق محاولات تصفية حق العودة وإعادة تعريف اللاجئ الفلسطيني، إذ يُنظر إلى المخيمات كرمز سياسي ووطني يحمل دلالة على النكبة، وتفكيكها هو جزء من تفكيك هذا الرمز.
ما يجري هو أبعد من حملة عسكرية، إنه مشروع سياسي لإفراغ المخيمات من سكانها، وتحويلها إلى مناطق فارغة قابلة لإعادة الهيكلة بما يخدم الاحتلال.
المجتمع الدولي مطالب بالتحرك
في ظل هذا التصعيد، يُحمّل مراقبون المجتمع الدولي والمنظمات الأممية مسؤولية الصمت المطبق تجاه ما يحدث في الضفة الغربية، في حين يتم التركيز فقط على قطاع غزة، رغم أن المخيمات في الضفة تتعرض لعدوان مركب: عسكري، ديموغرافي، وسياسي.









