-
℃ 11 تركيا
-
4 أغسطس 2025
عمال مرفأ يوناني يرفضون تفريغ شحنة فولاذ عسكري موجهة لإسرائيل
من سنغافورة إلى حيفا: مسار الشحنة تحت المجهر
عمال مرفأ يوناني يرفضون تفريغ شحنة فولاذ عسكري موجهة لإسرائيل
-
10 يوليو 2025, 7:23:41 م
-
429
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تفاصيل السفينة والشحنة
محمد خميس
في موقف غير مسبوق يعكس تصاعد موجة التضامن مع الفلسطينيين، أعلن عمال مرفأ بيرايوس اليوناني، أحد أهم الموانئ في البحر المتوسط، رفضهم تفريغ حمولة سفينة الشحن “إيفر غولدن” التي تُقل شحنة فولاذ عسكري موجهة إلى إسرائيل، احتجاجًا على العدوان الإسرائيلي المتواصل ضد سكان قطاع غزة.
"لا لتفريغ حمولة الموت"
في بيان صادر عن نقابة “إنيديپ” لعمال الموانئ في أثينا، أكد العمال التزامهم بموقف مبدئي، جاء فيه:
"لن نفرغ شبرًا واحدًا من هذه الحمولة القاتلة، ولن نكون شركاء في الجريمة. لا لتورط اليونان في الحرب، نعم للحرية لفلسطين."
ويأتي هذا الموقف في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي الذي خلّف آلاف القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، ودمّر البنى التحتية في غزة بشكل واسع.
تفاصيل السفينة والشحنة
وفقًا لموقع تتبع السفن (Vessel Finder)، فإن السفينة Ever Golden، المملوكة لشركة يابانية وتبحر تحت علم بنما، كانت قبالة سواحل غرب إفريقيا مؤخراً، ومن المتوقع أن تصل إلى مرفأ بيرايوس بتاريخ 14 يوليو.
وتحمل السفينة نحو 75 حزمة من الفولاذ العسكري عالي الجودة، مصدرها الهند، والمقرر نقلها لاحقًا إلى سفينة شحن أخرى تُدعى Folk Dammam، تمهيدًا لتسليمها في ميناء حيفا الإسرائيلي.
من سنغافورة إلى حيفا: مسار الشحنة تحت المجهر
يُذكر أن السفينة "إيفر غولدن"، التي أُنشئت عام 2018، توقفت في ميناء سنغافورة لمدة ست ساعات في يونيو الماضي. وقد كشفت حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) أن الحمولة مخصصة للاستخدام في الحرب الإسرائيلية الجارية ضد 2.3 مليون فلسطيني في غزة.
وذكرت الحركة أن السفينة Folk Dammam، التي ستنقل الشحنة إلى حيفا، تابعة لشركة Folk Maritime السعودية، المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF)، وقد تم شراؤها مؤخرًا في مايو 2024.
BDS تدعو للتحرك الدولي
في بيانها، دعت حركة “بي دي إس” النشطاء في اليونان والسعودية واليابان وتايوان وبنما إلى الضغط على حكوماتهم لمنع تورط بلادهم في دعم عمليات نقل عسكرية غير قانونية.
وأكدت أن هذه المشاركة تُسهم في استمرار ما وصفته بـ"الإبادة الجماعية" بحق الفلسطينيين.
الميناء ليس قاعدة حربية
في موقف حاسم، شددت نقابة "إنيديپ" أن مرفأ بيرايوس "ليس موقعًا متقدمًا لحلف الناتو أو الاتحاد الأوروبي أو تجار السلاح، بل مكان عمل ونضال للطبقة العاملة".
وأضاف البيان النقابي:
"نرفض أن نكون أدوات بيد الولايات المتحدة أو الناتو أو إسرائيل أو حتى الصين. نختار أن نقف في الجانب الصحيح من التاريخ."
تحركات أوروبية متزايدة
تأتي هذه الخطوة في إطار سلسلة من التحركات العمالية في أوروبا، حيث سبق أن رفض عمال مرفأ مرسيليا الفرنسي في 4 يونيو تفريغ شحنة تحتوي على 19 منصة لقطع غيار أسلحة رشاشة موجهة إلى إسرائيل.
وفي إيطاليا، حذر عمال ميناء جنوى من رسو السفينة CONTSHIP ERA، مؤكدين رفضهم للمشاركة في "الإبادة المستمرة في غزة"، وفق تعبيرهم.
موقف نقابي يعيد تعريف التضامن
رفض عمال ميناء بيرايوس تفريغ الحمولة العسكرية يمثّل رسالة قوية، تؤكد أن العمل النقابي قادر على التأثير السياسي والإنساني، رافضين التورط في جرائم حرب أو أن تتحوّل بلادهم إلى منصة لصراع دموي لا نهاية له.






