أكثر من نصف مليون فرصة عمل ضائعة في غزة

عمال فلسطين في يومهم العالمي: معاناة متفاقمة تحت نير الاحتلال وتجاهل عالمي

profile
  • clock 1 مايو 2025, 1:11:22 م
  • eye 405
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

في بيان مؤثر أصدرته بمناسبة يوم العمال العالمي، حذّرت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد"، وهي منظمة مستقلة تُعنى بحقوق الإنسان، من تفاقم معاناة العمال الفلسطينيين في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، واستمرار السياسات التمييزية في الضفة الغربية. وأكدت الهيئة أن عمال فلسطين يتعرضون لـ"عقوبات جماعية ممنهجة تصل إلى حدود الإبادة"، وسط غياب شبه كامل للحماية الاجتماعية والاقتصادية.

 

أكثر من نصف مليون فرصة عمل ضائعة في غزة

 

بحسب بيان "حشد"، فإن العدوان المتواصل منذ أكثر من سبعة أشهر أدى إلى استشهاد وجرح الآلاف من العمال الفلسطينيين، إضافة إلى تدمير شبه كامل للبنية الاقتصادية في القطاع. ونتيجة لذلك، فقد أكثر من 500 ألف عامل مصدر رزقهم، في وقت يعيش فيه معظمهم داخل مراكز الإيواء أو في الخيام، بعد أن دمرت منازلهم ومواقع عملهم.

علاوة على ذلك، حذرت الهيئة من أن العمال يعانون من مجاعة حادة وظروف إنسانية كارثية، نتيجة استمرار الحصار ومنع إدخال المساعدات، ما ينذر بكارثة أكبر إن لم يتم التدخل الدولي الفوري.

 

تدمير شامل وتهجير قسري يزيد من المأساة

ووفقًا للتقرير، تم تدمير 88% من منشآت قطاع غزة، مما تسبب في تهجير مئات آلاف العائلات قسرًا. وأسفر ذلك عن تفاقم غير مسبوق في معدلات الفقر والبطالة، التي وصلت إلى أكثر من 95%، ما يضع المجتمع بأسره أمام كارثة إنسانية واقتصادية شاملة.

 

الضفة الغربية ليست بمنأى عن الأزمة

أما في الضفة الغربية، فقد ألقت "حشد" الضوء على الإغلاقات الإسرائيلية المستمرة، والاستيطان، ومصادرة الأراضي، والتي أدت إلى فقدان أكثر من 250 ألف فرصة عمل. وأشارت إلى أن هذه الإجراءات تسببت في انخفاض الناتج المحلي بنسبة تزيد على 28%، وسط تقويض منهجي لأي نواة لاقتصاد وطني مستقل.

 

أزمات مالية وتخلي مؤسساتي عن العمال

وانتقدت الهيئة احتجاز سلطات الاحتلال لأموال المقاصة الفلسطينية، ما حال دون قدرة الحكومة على صرف الرواتب أو تقديم أي نوع من الدعم للعاملين المتضررين. كما لفتت إلى أزمة تمويل وكالة الأونروا والمنظمات الأهلية، والتي أدت إلى تسريح آلاف الموظفين، وانهيار شبكات الحماية الاجتماعية التي كانت تُمثّل آخر خطوط الدفاع أمام الفقراء.

 

دعوات للتحرك: من المسؤولية الوطنية إلى الضغط الدولي

في هذا السياق، دعت "حشد" إلى تحرك عالمي واسع يشمل النقابات العمالية وأحرار العالم، للضغط على الاحتلال من أجل وقف العدوان وتقديم الدعم العاجل والتعويض للعمال الفلسطينيين. كما طالبت السلطة الفلسطينية بتحمل مسؤولياتها، من خلال إنشاء صندوق خاص لدعم العمال وضمان الحماية الاجتماعية لهم ولأسرهم.

 

توصيات عاجلة لـ"الأونروا"

كما وجهت الهيئة نداءً عاجلًا إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" لمراجعة قراراتها المتعلقة بفصل الموظفين، والعمل على توسيع برامج التشغيل المؤقت، وزيادة المساعدات المقدمة للعاطلين عن العمل، في ظل الانهيار التام في سوق العمل الفلسطيني.

 

سياق مظلم: أسوأ كارثة إنسانية منذ النكبة

ويأتي هذا البيان في وقت يعيش فيه الفلسطينيون أسوأ كارثة إنسانية منذ نكبة عام 1948، حيث تسبب العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة في استشهاد وإصابة عشرات الآلاف، وتشريد ما يزيد عن 80% من سكان القطاع، وسط حصار مشدد يمنع دخول المساعدات الإنسانية لأكثر من شهرين.

 

يوم العمال العالمي بطعم الألم في فلسطين

 

يُحيي الفلسطينيون هذا العام يوم العمال العالمي في ظل انهيار اقتصادي واجتماعي غير مسبوق، وغياب أي تدخلات حكومية فاعلة، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع النفسية والاجتماعية، وشلل شبه تام في مؤسسات الدولة، وارتفاع معدلات البطالة إلى مستويات غير مسبوقة في غزة والضفة على حد سواء.

 

التعليقات (0)