-
℃ 11 تركيا
-
4 أغسطس 2025
عام على اجتياح رفح: الاحتلال يعزل المدينة ويواصل عدوانه وسط دمار غير مسبوق
خروقات متكررة وجرائم مستمرة بدعم دولي
عام على اجتياح رفح: الاحتلال يعزل المدينة ويواصل عدوانه وسط دمار غير مسبوق
-
8 مايو 2025, 3:14:43 م
-
410
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
رفح من "أكبر مركز إيواء في العالم" إلى مدينة معزولة
في 6 أيار/مايو 2024، شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي في عملية عسكرية وُصفت بـ"المحدودة" ضد محافظة رفح، الواقعة أقصى جنوب قطاع غزة.
لكن بعد عام كامل، تحولت رفح إلى مدينة معزولة بالكامل عن باقي محافظات القطاع، وسط استمرار عمليات التدمير الممنهج للعام الثاني على التوالي.
قبل العدوان، كانت رفح تُعرف بأنها "أكبر مركز إيواء مفتوح في العالم"، إذ أجبرت قوات الاحتلال نحو 1.9 مليون فلسطيني على التكدس في شريط ضيق غرب المدينة، على أطراف محور فيلادلفيا المحاذي لمصر.
الاحتلال يجهض الوساطات ويشن عدوانه رغم التحذيرات
رغم التحذيرات الدولية المتكررة من مخاطر العدوان على المدنيين، نفّذت قوات الاحتلال عملية الاجتياح، وسط تعثر وساطة مصرية قطرية كانت على وشك تحقيق اتفاق تهدئة، بعد موافقة "حماس" على مقترحات مدعومة من واشنطن.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تراجع عن تنفيذ الاتفاق، ليُستأنف العدوان بوتيرة أشد.
مسار العملية العسكرية: من التمهيد الناري إلى السيطرة الشاملة
بدأ العدوان فعليًا يوم 27 نيسان/أبريل 2024، بتمهيد مدفعي عنيف طال الشريط الشرقي للمدينة، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان.
وفي 6 أيار/مايو، أعلن جيش الاحتلال السيطرة الكاملة على رفح، محكمًا الطوق عليها، وناشرًا آلياته على طول محور فيلادلفيا، في خرق صريح لاتفاق كامب ديفيد الموقع مع مصر عام 1978.
ومنذ ذلك الحين، أُغلق معبر رفح الحدودي بالكامل، ليُحرم الفلسطينيون من آخر منفذ إنساني يربط القطاع بالعالم الخارجي.
استشهاد يحيى السنوار وعمليات نوعية للمقاومة
استغلت كتائب القسام وجود الاحتلال داخل رفح لتنفيذ عمليات نوعية موجعة، أبرزها تفجير ناقلة جند إسرائيلية يوم 15 حزيران/يونيو 2024، أسفر عن مقتل 10 جنود.
وقد أشرف الشهيد يحيى السنوار، قائد حركة "حماس"، على إدارة العمليات القتالية في رفح حتى استشهاده في مواجهة مباشرة مع قوات الاحتلال غرب المدينة، إثر استهدافه بقذيفة دبابة إسرائيلية في "الحي السعودي".
"محور موراغ": مشروع لفصل رفح عن القطاع
مع استئناف العدوان على غزة يوم 18 آذار/مارس 2025، أطلق الاحتلال مشروع "محور موراغ" بهدف فصل رفح عن باقي القطاع.
يمتد هذا المحور من بوابة معبر صوفا شرقاً حتى شاطئ البحر غرباً، بطول 12 كيلومترًا، وبعرض يتراوح بين 500 - 1500 متر، ويُنفذ تحت قيادة الفرقة 36 المدرعة التي تعمل على تدمير الأحياء السكنية وإنشاء طريق أسفلتي يعمّق الفصل الجغرافي.
وحتى الآن، أُجبر أكثر من 140 ألف فلسطيني على مغادرة رفح قسرًا، وسط استمرار القصف والهدم.
خروقات متكررة وجرائم مستمرة بدعم دولي
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، يواصل الاحتلال عدوانه الشامل على قطاع غزة برًا وبحرًا وجوًا، بدعم أمريكي وأوروبي غير محدود.
وقد أسفر العدوان عن استشهاد وإصابة أكثر من 170 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، فيما لا تزال آلاف الجثث تحت الأنقاض، وسط دمار شامل في البنية التحتية.
ورغم هدنة دخلت حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير 2025، إلا أن الاحتلال خرق الاتفاق مرارًا، مستأنفًا عملياته العسكرية العنيفة دون رادع دولي فعلي.
مأساة إنسانية متواصلة وسط غياب المساءلة
بعد عام على اجتياح رفح، يعيش القطاع واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، حيث يواجه الفلسطينيون العزل والحصار والتجويع والنزوح، بينما تستمر آلة الحرب الإسرائيلية في تدمير ما تبقى من حياة.
وفي ظل غياب المساءلة الدولية، تبقى مأساة رفح شاهدة على تواطؤ العالم وصمته أمام جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة.








