-
℃ 11 تركيا
-
21 أغسطس 2025
عاجل | برنامج الأغذية العالمي يحذر: الجوع في غزة لا يقتصر على نقص الطعام بل يهدد الحياة
الجوع في غزة: كارثة إنسانية تتفاقم
عاجل | برنامج الأغذية العالمي يحذر: الجوع في غزة لا يقتصر على نقص الطعام بل يهدد الحياة
-
20 أغسطس 2025, 2:11:21 م
-
423
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
برنامج الأغذية العالمي
محمد خميس
أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في تقرير عاجل، أن الأزمة الغذائية في قطاع غزة وصلت إلى مستويات حرجة، حيث تواجه العائلات الفلسطينية هناك خطر الموت جوعًا، وليس مجرد نقص في الغذاء. وأكد البرنامج أن سوء التغذية في القطاع يتزايد بشكل سريع ويُعتبر "القاتل الصامت"، خصوصًا بين الفئات الأكثر ضعفًا مثل الأطفال وكبار السن والنساء الحوامل.
الجوع في غزة: كارثة إنسانية تتفاقم
وأشار التقرير إلى أن مستويات سوء التغذية في غزة تجاوزت حالة الطوارئ، وأن الوضع يزداد سوءًا مع استمرار الحصار الإسرائيلي على القطاع وتدمير البنية التحتية الحيوية. وأوضح البرنامج أن العائلات في غزة لا تحصل على الحد الأدنى من احتياجاتها الغذائية اليومية، ما يجعل خطر الوفاة بسبب الجوع أمرًا واقعيًا.
وأضاف البرنامج أن نسبة كبيرة من السكان، خصوصًا الأطفال دون سن الخامسة، يعانون من نقص البروتين والمعادن الأساسية، وهو ما يزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض المزمنة والوفاة المبكرة.
سوء التغذية القاتل الصامت
وصف برنامج الأغذية العالمي سوء التغذية في غزة بأنه "القاتل الصامت"، لأنه لا يترك آثارًا فورية في كثير من الحالات، لكنه يؤدي إلى تدهور صحي تدريجي قد ينتهي بالموت إذا لم يتم توفير مساعدات غذائية عاجلة.
كما أشار التقرير إلى أن استمرار انقطاع الكهرباء والمياه وتوقف العديد من المستشفيات عن العمل بسبب نقص الوقود يزيد من تعقيد الأزمة، حيث لا يمكن تبريد أو تخزين المواد الغذائية الأساسية بشكل آمن.
حاجات عاجلة للوصول الآمن للمساعدات
أكد البرنامج أن الوصول الآمن لتقديم المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة أصبح أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. فالقيود المستمرة على دخول الغذاء والدواء والمعدات الطبية تجعل عمل فرق الإغاثة محدودًا للغاية، وتضع حياة الآلاف في خطر يومي.
وأشار المسؤولون في البرنامج إلى أن استمرار الحصار والإغلاق يمنع إيصال الأغذية والمستلزمات الأساسية إلى العائلات المحتاجة، مما يزيد من معدلات سوء التغذية وارتفاع المخاطر الصحية.
الأطفال في قلب الأزمة
تعتبر الأطفال أكثر الفئات تأثرًا بالأزمة الغذائية في غزة. فبحسب برنامج الأغذية العالمي، يعاني أكثر من نصف الأطفال تحت سن الخامسة من نقص في الوزن أو التقزم نتيجة سوء التغذية المزمن.
ويؤكد خبراء الصحة أن هذا الوضع لن يؤثر فقط على النمو الجسدي للأطفال، بل سيترك آثارًا نفسية وتربوية طويلة الأمد، ويضعف المناعة لديهم، ما يجعلهم عرضة للأمراض المعدية وحتى الموت المبكر.
العائلات الفلسطينية تحت وطأة المجاعة
يعاني الفلسطينيون في غزة من نقص شديد في المواد الغذائية الأساسية، بما في ذلك الحبوب، والزيوت، والحليب، واللحوم، والفواكه والخضروات الطازجة. ومع استمرار الحصار والعمليات العسكرية، لم تعد الأسر قادرة على تأمين غذاء يكفي يومها، مما دفع البعض إلى تقليل وجباتهم إلى مرة أو مرتين فقط يوميًا.
وأشار برنامج الأغذية العالمي إلى أن تقديم المساعدات الغذائية وحده لن يكون كافيًا ما لم يتم فتح معابر آمنة وتسهيل دخول المواد الأساسية بشكل منتظم، وضمان توزيعها بعدالة لجميع المحتاجين دون تمييز.
التحذيرات الدولية من تفاقم الأزمة
حذر البرنامج المجتمع الدولي من أن استمرار الوضع على حاله قد يؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة. فالقطاع الصحي المتدهور، والمرافق العامة المدمرة، والقيود على الحركة، كلها عوامل تجعل غزة بيئة مثالية لارتفاع معدلات الجوع والموت بسبب سوء التغذية.
وقد دعت الأمم المتحدة والدول المانحة إلى تقديم دعم عاجل ومستدام، يشمل توفير الغذاء، والمياه النظيفة، والمساعدات الطبية، وتأمين وصول آمن لموظفي الإغاثة.
خطوات عاجلة لإنقاذ حياة الفلسطينيين
يشدد برنامج الأغذية العالمي على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة تتضمن:
فتح المعابر وتسهيل مرور المواد الغذائية بشكل منتظم وآمن.
زيادة التمويل الدولي للمساعدات الغذائية لتغطية الاحتياجات اليومية للسكان.
توفير دعم خاص للأطفال والحوامل وكبار السن لضمان تقليل معدلات الوفاة وسوء التغذية.
تعزيز برامج التغذية المدرسية لضمان حصول الأطفال على وجبات يومية متوازنة.
إعادة تأهيل المستشفيات ومراكز الصحة العامة لضمان تخزين المواد الغذائية والدوائية بشكل آمن.
تشير تحذيرات برنامج الأغذية العالمي إلى أن غزة تواجه أزمة غذائية كارثية لم يشهد لها مثيل منذ سنوات، حيث لا يقتصر الأمر على الجوع فقط، بل يمتد إلى تهديد حياة السكان بشكل مباشر. ومع استمرار الحصار والقيود المفروضة على دخول المساعدات، يبقى الوصول الآمن للغذاء والدواء هو الحل الأكثر إلحاحًا لإنقاذ آلاف الأرواح، خصوصًا الأطفال وكبار السن.
ويؤكد البرنامج أن أي تأخير في الاستجابة الإنسانية سيزيد من معدلات سوء التغذية والموت جوعًا، ويجعل إعادة بناء القطاع بعد انتهاء النزاع تحديًا مضاعفًا، مما يحتم على المجتمع الدولي التدخل العاجل والفوري لضمان استمرار الحياة في غزة وتخفيف المعاناة الإنسانية.








