-
℃ 11 تركيا
-
3 سبتمبر 2025
عاجل | الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي برتبة نقيب أول جنوب قطاع غزة
المقاومة الفلسطينية: عمليات نوعية تستنزف الاحتلال
عاجل | الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي برتبة نقيب أول جنوب قطاع غزة
-
30 أغسطس 2025, 6:32:47 م
-
432
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء اليوم السبت، عن مقتل جندي برتبة نقيب أول خلال المواجهات الدائرة في جنوب قطاع غزة، في أحدث خسارة بشرية يتكبدها الاحتلال منذ بداية الحرب المستمرة على القطاع. ويأتي هذا الإعلان في ظل تصاعد العمليات الميدانية، واتساع رقعة الاشتباكات مع المقاومة الفلسطينية التي تؤكد مواصلتها القتال حتى إنهاء العدوان ورفع الحصار.
تفاصيل الإعلان العسكري
وفي بيان مقتضب، اعترف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بمقتل الجندي دون الكشف عن اسمه الكامل أو تفاصيل إضافية حول ظروف مقتله، مكتفيًا بالقول إنه سقط خلال عمليات عسكرية جنوب القطاع. وأشار البيان إلى أن عائلته أُبلغت بالخبر، في حين سادت حالة من الترقب داخل الأوساط العسكرية والسياسية الإسرائيلية مع تزايد عدد القتلى في صفوف الجيش.
وبهذا الإعلان، يرتفع عدد القتلى في صفوف قوات الاحتلال منذ بداية الحرب الأخيرة إلى عشرات الجنود، بينهم ضباط كبار، وهو ما يؤشر إلى حجم الخسائر الميدانية التي تتكتم عليها إسرائيل قدر المستطاع.
المقاومة الفلسطينية: عمليات نوعية تستنزف الاحتلال
في المقابل، أكدت مصادر من المقاومة الفلسطينية أن وحداتها الميدانية نفذت عمليات مركّزة استهدفت آليات وجنود الاحتلال في محاور جنوب قطاع غزة، مؤكدة أن هذه العمليات أسفرت عن خسائر مباشرة في صفوف الجنود الإسرائيليين. وأوضحت أن المقاومة استخدمت العبوات الناسفة والقذائف المضادة للدروع في استهداف القوات المتوغلة، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد منهم.
وشددت المقاومة على أن استهداف الضباط في الجيش الإسرائيلي يوجه ضربة موجعة لمنظومة القيادة والسيطرة، ويؤكد أن الاحتلال بات عاجزًا عن حماية قواته في الميدان.
انعكاسات الخسائر على الداخل الإسرائيلي
مقتل الجندي برتبة نقيب أول أثار جدلًا واسعًا داخل المجتمع الإسرائيلي، حيث بدأت عائلات الجنود القتلى بزيادة ضغوطها على حكومة بنيامين نتنياهو، متهمة إياها بالتضحية بأبنائهم في حرب “غير محسوبة العواقب”.
ويرى محللون أن الإعلان عن مقتل ضابط بهذه الرتبة يعكس حجم الاستنزاف البشري والمعنوي الذي يتعرض له الجيش الإسرائيلي، خاصة وأن عددًا من القتلى الذين تم الإعلان عنهم خلال الأشهر الماضية كانوا من الضباط وقادة الوحدات الميدانية.
الإعلام العبري: صدمة جديدة
وسائل الإعلام العبرية تفاعلت مع الخبر باعتباره خسارة موجعة للجيش الإسرائيلي، خصوصًا أن الضابط القتيل يحمل رتبة عالية نسبياً مقارنة بجنود الخدمة الإلزامية. واعتبر محللون إسرائيليون أن مقتل النقيب الأول جنوب غزة يمثل مؤشرًا على قوة العمليات التي تخوضها المقاومة، ويكشف أن الجيش لا يزال يفتقر إلى خطة واضحة للخروج من مستنقع غزة.
صحيفة “يديعوت أحرونوت” أشارت في تقرير لها إلى أن “الخسائر المستمرة تضعف ثقة الجنود بقيادتهم”، فيما رأت قناة “كان” العبرية أن الحرب تحولت إلى نزيف يومي يرهق الجيش والمجتمع الإسرائيلي.
السياق الميداني: معارك الجنوب تشتد
منذ أسابيع، تشهد المناطق الجنوبية من قطاع غزة، لا سيما محيط خان يونس ورفح، معارك عنيفة بين المقاومة والجيش الإسرائيلي. وقد استخدمت المقاومة تكتيكات الأنفاق المفخخة والكمائن المباغتة لاستهداف القوات المتوغلة. ويؤكد خبراء عسكريون أن مقتل ضابط برتبة نقيب أول في تلك الجبهة يعكس أن المعارك هناك ليست تحت السيطرة الكاملة للجيش الإسرائيلي كما يدّعي.
كما أن الجنوب بات يمثل مأزقًا استراتيجيًا للاحتلال، حيث يتعرض جنوده يوميًا لضربات نوعية، في وقت تعجز فيه إسرائيل عن تحقيق أي اختراق حقيقي أو حسم ميداني.
انعكاسات على القيادة السياسية
سياسيًا، يشكّل الإعلان عن مقتل ضابط جديد في غزة عبئًا إضافيًا على حكومة نتنياهو، التي تواجه احتجاجات داخلية متصاعدة، خاصة من عائلات الأسرى والقتلى. ويرى مراقبون أن هذه الخسائر قد تسرّع في طرح أسئلة داخل الكنيست حول جدوى استمرار الحرب بالشكل الحالي، في ظل غياب أهداف واضحة، وتزايد الكلفة البشرية والعسكرية.
ردود أفعال فلسطينية
رحّبت فصائل فلسطينية في بيانات لها بالعملية التي أدت إلى مقتل الضابط الإسرائيلي، معتبرة أنها دليل على فشل الجيش في تحقيق أهدافه، وأن المقاومة لا تزال قادرة على فرض معادلات جديدة في الميدان. كما اعتبرت أن استهداف الضباط تحديدًا يضرب هيبة الجيش الإسرائيلي ويؤكد هشاشة المنظومة الأمنية والعسكرية للاحتلال.
البعد الإقليمي والدولي
على المستوى الدولي، يرى مراقبون أن استمرار الإعلان عن قتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي، لا سيما من الرتب العسكرية المتقدمة، يعزز الضغوط على حكومة الاحتلال لوقف الحرب، ويؤثر على صورتها أمام حلفائها الغربيين الذين يتابعون تطورات غزة بقلق.
كما أن هذه الخسائر قد تدفع بعض الأطراف الدولية إلى زيادة الضغط نحو وقف إطلاق النار وإيجاد حلول سياسية، خاصة في ظل ارتفاع الكلفة الإنسانية داخل غزة من جهة، والخسائر العسكرية داخل إسرائيل من جهة أخرى.
إعلان الجيش الإسرائيلي عن مقتل جندي برتبة نقيب أول جنوب قطاع غزة ليس مجرد خبر عسكري عابر، بل يعكس عمق المأزق الذي يواجهه الاحتلال في حربه ضد غزة. فالمقاومة الفلسطينية تواصل استنزاف قواته وضرب قياداته الميدانية، فيما تتزايد الضغوط الداخلية والخارجية على حكومة نتنياهو لإنهاء حرب تُوصف بأنها الأطول والأكثر كلفة في تاريخ إسرائيل الحديث.
ومع استمرار المعارك في الجنوب، يبدو أن الاحتلال مقبل على مرحلة أكثر تعقيدًا وخسارة، وأن خبر مقتل الضباط والجنود سيبقى حاضرًا في المشهد الإعلامي والسياسي الإسرائيلي، ما لم يحدث تحول جوهري في مسار الحرب.








