-
℃ 11 تركيا
-
25 يونيو 2025
طهران وتل أبيب: مخرج اضطراري لا انتصار حاسم
مشهد معقّد
طهران وتل أبيب: مخرج اضطراري لا انتصار حاسم
-
25 يونيو 2025, 2:12:23 م
-
412
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
طهران وتل أبيب
محمد خميس
مشهد معقّد يعكس خسائر فادحة للطرفين ومكاسب استراتيجية محدودة
بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار بين إيران و"إسرائيل"، يتصدّر السؤال عن ميزان الربح والخسارة المشهد السياسي والإعلامي، وسط معطيات متداخلة تكشف عن حرب غير متكافئة، خلفت خسائر كبيرة لكل طرف، ومكاسب رمزية تكتنفها التعقيدات.
إيران: خسائر استراتيجية وعسكرية مؤلمة
1. خسائر بشرية من الصف الأول
فقدت إيران عددًا من أبرز قياداتها العسكرية، بينهم رئيس الأركان وقائد الحرس الثوري، في اليوم الأول من الهجمات الإسرائيلية، وهو ما يُعد ضربة مباشرة لهرم القيادة العسكرية.
2. اغتيالات طالت كبار العلماء النوويين
قُتل عدد من كبار العلماء النوويين الذين كانت تعتمد عليهم طهران في تطوير برنامجها النووي، ما يضعف بنيتها العلمية ويؤثر على استمرارية البرنامج في المدى المنظور.
3. أضرار بالغة في المنشآت النووية
تعرضت منشآت حساسة، مثل "فوردو"، لأضرار جسيمة جرّاء الضربات الأميركية الدقيقة، وسط تقديرات غير مؤكدة بشأن حجم التدمير، لكن المؤكد أن البرنامج النووي تأخر لعدة أشهر على الأقل.
4. خسائر اقتصادية وبُنية تحتية
تكبدت إيران خسائر اقتصادية كبيرة، إلى جانب دمار ملحوظ في البنية التحتية جراء القصف الإسرائيلي، بالتوازي مع مقتل وجرح المئات من الجنود والمدنيين.
إسرائيل: نقاط ضعف مكشوفة رغم التفوق
1. ضربات صاروخية غير مسبوقة
تعرضت الأراضي الإسرائيلية لضربات هي الأشد في تاريخها من حيث التغطية الجغرافية والتوقيت، ما كشف عن ثغرات في منظومة "القبة الحديدية" والدفاعات الجوية.
2. خسائر بشرية ومادية
قُتل وجُرح العشرات من الإسرائيليين، كما تضررت عدة مدن من الناحية العمرانية والاقتصادية، وهو ما خلف تساؤلات حول مدى جهوزية الجبهة الداخلية.
3. استنزاف في جبهات متعددة
تأتي هذه المواجهة في وقت تخوض فيه "إسرائيل" صراعًا متواصلًا في غزة وجنوب لبنان، مما يجعل استمرار العمليات مكلفًا على كل المستويات.
الولايات المتحدة: استعراض قوة ورسالة استراتيجية
يرى محللون أن اتفاق وقف إطلاق النار يمثل مكسبًا نسبيًا لجميع الأطراف، لكن الولايات المتحدة خرجت بصورة الطرف الأكثر ربحًا، عبر:
تنفيذ ضربات دقيقة على المنشآت النووية الإيرانية.
إيصال رسالة ردع مزدوجة لإيران وخصومها في المنطقة.
فرض واقع سياسي دون التورط في حرب شاملة.
الاتفاق يشكّل بالنسبة لـ"إسرائيل" فرصة لالتقاط الأنفاس في ظل حرب متعددة الجبهات. أما لإيران، فقد يكون طوق نجاة بعد تعرضها لاختراقات أمنية خطيرة، وضربات هزت ثقة الشارع بالنظام، في وقت تُعاني فيه من أزمات اقتصادية خانقة.
ارتياح دولي واسع: أوروبا تدعو للدبلوماسية
لاقى الاتفاق ترحيبًا واسعًا على المستوى العربي والدولي، خصوصًا في أوروبا التي عبّرت خلال اجتماع وزرائها في بروكسل عن مخاوف من اتساع رقعة الحرب وانعكاسها على الاقتصاد العالمي، مطالبة بالاحتكام إلى المسارات الدبلوماسية.
وقف إطلاق النار بين إيران و"إسرائيل" أنهى جولة عنيفة من الصراع، لكن دون منتصر واضح. فالجميع خرج مجروحًا بدرجات متفاوتة، ما يعكس هشاشة "توازن الردع" الإقليمي، ويُبقي على جذوة التصعيد قائمة في أي لحظة.










