-
℃ 11 تركيا
-
25 يونيو 2025
الناتو يقر زيادة الإنفاق العسكري لـ5% استجابة لمطالب ترامب
الناتو يقر زيادة الإنفاق العسكري لـ5% استجابة لمطالب ترامب
-
25 يونيو 2025, 2:18:38 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
وكالات
أقر زعماء حلف شمال الأطلسي (الناتو)، يوم الأربعاء، زيادة كبيرة في ميزانيات الدفاع، تماشياً مع مطلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كما أعادوا التأكيد على مبدأ الدفاع الجماعي المتبادل بين الدول الأعضاء. ورغم أن ترامب حصل على ما أراده خلال القمة القصيرة المصممة خصيصًا له، فإن الحلفاء الأوروبيين تنفسوا الصعداء بعد أن أعاد ترامب التزامه الصريح بمبدأ "الدفاع الجماعي" المنصوص عليه في المادة الخامسة من معاهدة واشنطن، وذلك بعد تصريحات غامضة منه في اليوم السابق.
خطة إنفاق حتى 2035
وفي بيان من خمس نقاط، أيد الناتو هدفًا جديدًا يقضي بأن يصل الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035، وهو ما يشكل استجابة لمطالب ترامب، وكذلك لمخاوف الأوروبيين من التهديد الروسي المتزايد منذ غزو أوكرانيا في عام 2022. وأضاف البيان المشترك للدول الـ32: "نُجدد التزامنا الراسخ بمبدأ الدفاع الجماعي كما هو منصوص عليه في المادة الخامسة من معاهدة واشنطن – أي أن الهجوم على أحد الأعضاء هو هجوم على الجميع". وردًا على سؤال بشأن موقفه من المادة الخامسة، قال ترامب: "أنا أؤيدها، ولهذا السبب أنا هنا. لو لم أكن أؤيدها، لما حضرت".
ماكرون يحذر من الحروب التجارية
ورغم ما بدا أنه اتفاق عام في القمة، فقد أثار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مسألة الرسوم الجمركية الحادة التي هدد ترامب بفرضها على الواردات الأوروبية، محذرًا من تأثيرها السلبي على التجارة عبر الأطلسي، ومشيرًا إلى أنها قد تعيق زيادة الإنفاق العسكري. وقال ماكرون للصحفيين: "لا يمكنكم أن تأتوا إلينا كحلفاء وتطلبوا منا إنفاق المزيد على الناتو، وفي الوقت نفسه تشنوا حربًا تجارية. هذا غير منطقي".
تحديات الإنفاق الأوروبي
من جانبه، قال الأمين العام الجديد للناتو، مارك روته، الذي استضاف القمة في مسقط رأسه مدينة لاهاي، إن الحلف سيخرج من القمة كـ"تحالف أقوى وأكثر عدلاً وأشد فتكًا". واعترف روته بأن من الصعب على الدول الأوروبية وكندا توفير الأموال الإضافية، لكنه شدد على أن ذلك أمر حتمي في ظل التهديدات المتزايدة. وقال رئيس الوزراء الهولندي السابق: "هناك قناعة تامة بين الزملاء بأن التهديد الروسي والوضع الأمني الدولي لا يتركان بديلًا أمامنا".

تفاصيل الإنفاق المقترح
الهدف الجديد للإنفاق العسكري، الممتد لعشر سنوات مقبلة، يمثل قفزة كبيرة تقدر بمئات المليارات من الدولارات سنويًا مقارنةً بالهدف الحالي البالغ 2% من الناتج المحلي الإجمالي، مع اعتماد آلية جديدة للقياس. فبحسب الخطة، ستنفق الدول 3.5% من الناتج المحلي على الدفاع الأساسي، مثل القوات والأسلحة، و1.5% على إجراءات داعمة مثل الأمن السيبراني، حماية خطوط الأنابيب، وتكييف البنية التحتية لعبور المركبات العسكرية الثقيلة.
إسبانيا ترفض الالتزام الكامل
ورغم أن جميع أعضاء الناتو وافقوا على البيان الذي يُكرّس هذا الهدف، فقد أعلنت إسبانيا أنها لا ترى نفسها ملزمة بتحقيق هذا الرقم، مؤكدة أن بإمكانها الوفاء بالتزاماتها بإنفاق أقل. وقد خالف روته هذا الموقف لكنه قبل بـ"حل دبلوماسي رمادي" مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز لتسهيل حصول ترامب على نصر رمزي وضمان سلاسة انعقاد القمة. من جانبها، قالت مدريد إنها لا تتوقع أن يؤدي موقفها هذا إلى عواقب سلبية.

زمن زيلينسكي الهامشي
حاول روته إبقاء القمة قصيرة ومركزة على تعهدات الإنفاق لتفادي أي احتكاك مع ترامب. وبالرغم من حضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عشاءً تمهيديًا ليلة الثلاثاء، إلا أنه لم يُشارك في الجلسة الرئيسية يوم الأربعاء. لكنه التقى بترامب على انفراد بعد انتهاء القمة. وفي الوقت نفسه، شنت موسكو هجومًا لفظيًا على الناتو، متهمة إياه بالمضي قدمًا في "عسكرة مفرطة" وتصوير روسيا كـ"وحش من الجحيم" لتبرير الزيادة الضخمة في الإنفاق العسكري.
القمة الأخيرة تُظهر تحوّل الناتو إلى تحالف أكثر وضوحًا في أولوياته، يضع المواجهة مع روسيا في قلب سياساته، بينما يخضع لضغوط داخلية وخارجية متزايدة من قبل إدارة ترامب الطامحة لتحقيق "عدالة" في عبء الإنفاق العسكري. ومع إصرار ترامب على معادلة أكثر "تكافؤًا"، تبدو القارة الأوروبية مقبلة على عقد جديد من سباق التسلح، تحت ظلال عودة الولايات المتحدة إلى نهج أكثر قومية وصلابة في إدارة التحالفات.










