تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

أعلنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، اليوم الثلاثاء، تعيين السياسي المحافظ والمستشار البارز للزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي، علي لاريجاني، في منصب أمين عام مجلس الأمن القومي الإيراني، خلفاً للقائد السابق في الحرس الثوري الإسلامي، علي أكبر أحمديان. ويأتي هذا التعيين في وقت حساس تمر فيه المنطقة بتوترات متصاعدة، خاصة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتزايد التهديدات الأمنية المرتبطة بالاحتلال والوجود العسكري الأجنبي في المنطقة.

ويُعد مجلس الأمن القومي الإيراني الهيئة العليا المعنية بصياغة السياسات المتعلقة بالأمن والدفاع وحماية الثورة الإسلامية، وقد لعب دوراً محورياً في رسم ملامح البرنامج النووي الإيراني خلال السنوات الماضية. وتخضع قرارات المجلس لموافقة الزعيم الأعلى، ما يمنحه ثقلاً سياسياً واستراتيجياً كبيراً في النظام الإيراني.

ويترأس المجلس الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، ويضم في عضويته نحو عشرة شخصيات بارزة، من بينهم وزراء الدفاع والخارجية، وقادة عسكريون رفيعو المستوى. ويُتوقع أن يسهم تعيين لاريجاني، المعروف بخبرته السياسية والعسكرية، في تعزيز التنسيق بين مؤسسات الدولة في مواجهة التحديات الإقليمية، وعلى رأسها العدوان المتواصل من قبل الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، والاحتلال المستمر للأراضي العربية.

ويرى مراقبون أن هذا التغيير في قيادة مجلس الأمن القومي يعكس رغبة طهران في إعادة ترتيب أولوياتها الأمنية، خاصة في ظل تصاعد التهديدات على حدودها، واستمرار الضغوط الغربية بشأن برنامجها النووي. كما يُنظر إلى لاريجاني باعتباره شخصية قادرة على إدارة الملفات الحساسة، بما في ذلك العلاقات مع القوى الإقليمية والدولية، والتعامل مع تداعيات العدوان الإسرائيلي الذي بات يشكل محوراً أساسياً في الخطاب السياسي الإيراني.

ويأتي هذا التعيين في وقت تتزايد فيه الدعوات داخل إيران لتعزيز الدعم السياسي واللوجستي للمقاومة الفلسطينية، في مواجهة جرائم الاحتلال الإسرائيلي، التي تجاوزت كل الأعراف الدولية، وسط صمت دولي مريب وتواطؤ واضح من بعض القوى الغربية مع الكيان الصهيوني.