تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

تهديدات متبادلة وسط توتر متصاعد.. وإيران تتوعد بالرد "بلا سقف"

في ردّ حاد على التصريحات الإسرائيلية الأخيرة بشأن اغتيال محتمل لقيادات إيرانية، حذّرت طهران من أن أي محاولة إسرائيلية للمساس بالمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي ستُقابل برد عنيف وغير محسوب العواقب، معتبرة أن ذلك سيكون بمثابة "كسر للخطوط الحمراء وفتحٍ لباب الفوضى العارمة في الشرق الأوسط".

جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، العميد رمضان شريف، الذي قال في بيان رسمي:

"الاعتداء على رموز السيادة الإيرانية، وفي مقدّمتهم سماحة القائد، سيُقابل برد مزلزل... وعلى قادة الكيان الصهيوني أن يدركوا أن اللعب بالنار قرب حدود إيران سيحرق أصابعهم أولًا."

طهران: التصعيد محاولة لتصدير الفشل الداخلي

واعتبرت مصادر سياسية إيرانية أن التصريحات العدوانية الصادرة عن وزراء في حكومة الاحتلال تعكس "محاولة للتغطية على الإخفاقات العسكرية المتراكمة في غزة وعلى الجبهات الأخرى"، مؤكدة أن الكيان الصهيوني يسعى لصرف الأنظار عن خسائره الميدانية عبر تصعيد خطابه العدائي ضد إيران.

ونقلت وكالة "تسنيم" شبه الرسمية عن مصدر في مجلس الأمن القومي الإيراني أن "الرد الإيراني لن يقتصر على تل أبيب فحسب، بل سيطال كل من يدعم العدوان ويشجّع عليه".

مخاوف دولية من اشتعال إقليمي واسع

في السياق ذاته، عبّرت جهات أوروبية عن قلقها من تصاعد التصريحات التحريضية بين الطرفين، مشيرة إلى أن أي خطأ في الحسابات العسكرية أو الأمنية قد يُفجّر مواجهة شاملة تفوق نطاق غزة ولبنان وتمتد إلى ساحات أخرى.

وحذّرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، في تقرير تحليلي، من "انزلاق خطير إذا تحوّلت هذه التهديدات إلى أفعال"، مؤكدة أن استمرار العدوان الصهيوني خارج الحدود قد يُقوّض استقرار المنطقة لعقود مقبلة.

في ظل التوتر المتصاعد بين طهران وتل أبيب، يزداد خطر الانفجار الإقليمي مع تبادل التهديدات والتصريحات التصعيدية. وبينما تتمسك إيران بـ"الرد الحتمي" على أي مساس بسيادتها، يبدو أن الكيان الصهيوني يواصل انتهاج منطق الاستفزاز تحت غطاء الردع، ما يُنذر بجولة جديدة من العدوان والتصعيد في منطقة مشتعلة أصلًا.