تضامن لبناني – فلسطيني

صحافيون لبنانيون وفلسطينيون يحتجون في ساحة الشهداء ببيروت تنديدًا باستشهاد زملائهم في غزة

profile
  • clock 1 سبتمبر 2025, 6:21:14 م
  • eye 435
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تضامن لبناني – فلسطيني

محمد خميس

في مشهد مؤثر عبّر عن وحدة الموقف الإعلامي والإنساني، احتشد عشرات الصحافيين اللبنانيين والفلسطينيين في ساحة الشهداء وسط بيروت، اليوم الإثنين، في وقفة احتجاجية للتنديد باستشهاد زملائهم في قطاع غزة على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي، وللتعبير عن التضامن مع الصحافيين الذين يواصلون أداء واجبهم المهني رغم المخاطر الهائلة.

رسالة احتجاج وصوت تضامني

رفع الصحافيون المشاركون لافتات تحمل صور زملاءهم الشهداء في غزة، وشعارات تطالب بوقف استهداف الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية، باعتبارهم شهودًا على الجرائم والانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون الفلسطينيون منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأكد المحتجون أن استهداف الصحافيين الفلسطينيين جريمة حرب مكتملة الأركان، تهدف إلى تغييب الحقيقة ومنع نقل الصورة للعالم، داعين المنظمات الدولية المعنية بحرية الصحافة مثل اليونسكو والاتحاد الدولي للصحافيين ومراسلون بلا حدود إلى تحمل مسؤولياتها والضغط على الاحتلال لوقف هذه الانتهاكات المتعمدة.

أعداد الشهداء من الصحافيين في غزة

وبحسب بيانات وزارة الإعلام الفلسطينية ونقابة الصحافيين، فقد استشهد منذ بدء العدوان أكثر من 150 صحافيًا وصحافية، بينما أصيب العشرات بجروح متفاوتة، وتعرضت مؤسسات إعلامية محلية ودولية للتدمير الكامل أو الجزئي نتيجة القصف الجوي والمدفعي.

وأشار صحافيون لبنانيون خلال الوقفة إلى أنّ الأرقام الصادمة لاستشهاد الإعلاميين في غزة تعكس استهدافًا منظّمًا للصحافة الفلسطينية، خاصة أن معظم الشهداء قضوا أثناء تأدية عملهم الميداني في تغطية المجازر والدمار.

تضامن لبناني – فلسطيني

حملت الوقفة الاحتجاجية في بيروت طابعًا رمزيًا خاصًا، حيث جمعت بين صحافيين لبنانيين وفلسطينيين يعملون في وسائل إعلام مختلفة، ليؤكدوا أن استهداف الكلمة الحرة في غزة هو استهداف لكل الصحافيين في العالم.

وقال أحد الصحافيين المشاركين إنّ "ساحة الشهداء في بيروت، التي كانت دائمًا رمزًا للتضحيات والنضال، باتت اليوم منصةً للتعبير عن التضامن مع زملائنا في غزة الذين يواصلون الكتابة والتصوير رغم الموت الذي يلاحقهم".

مطالب المحتجين

طالب الصحافيون في بيان مشترك:

وقف فوري للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي يحصد أرواح الأبرياء بمن فيهم الصحافيون.

تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة في جرائم استهداف الصحافة الفلسطينية.

توفير حماية دولية عاجلة للصحافيين والمؤسسات الإعلامية في مناطق النزاع.

محاكمة الاحتلال الإسرائيلي أمام المحاكم الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

السياق الإنساني الكارثي في غزة

يأتي هذا التحرك التضامني فيما تتواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة للشهر الحادي عشر على التوالي، حيث أسفرت حتى الآن عن استشهاد وإصابة أكثر من 224 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وتدمير شامل للبنية التحتية، بما فيها المدارس والمستشفيات والمراكز الإعلامية.

ويؤكد مراقبون أن استهداف الصحافيين يندرج في إطار سياسة ممنهجة لـ"طمس الحقيقة"، إذ يسعى الاحتلال إلى إسكات الصوت الفلسطيني ومنع وصول مشاهد الجرائم إلى الرأي العام العالمي.

البعد الدولي

على الصعيد الدولي، صدرت إدانات متعددة لاستهداف الصحافة في غزة، أبرزها من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمات حقوقية عالمية. لكن المحتجين في بيروت شددوا على أن هذه الإدانات تبقى "حبراً على ورق" ما لم تُترجم إلى إجراءات عملية، مثل فرض عقوبات على إسرائيل أو إحالتها إلى المحكمة الجنائية الدولية.

الإعلام كسلاح مقاومة

رأى مشاركون في الوقفة أن الإعلام الفلسطيني يشكل "خط الدفاع الأول" في مواجهة الحرب النفسية والدعاية الإسرائيلية، وأنّ استشهاد هذا العدد الكبير من الصحافيين يعكس خطورة الدور الذي يلعبونه في فضح الانتهاكات.

كما أكدوا أن الاحتجاج في بيروت ليس سوى خطوة أولى ضمن سلسلة فعاليات ستنظم لاحقًا في عواصم عربية وعالمية للضغط على المجتمع الدولي كي يتحرك من أجل حماية الصحافة في فلسطين.

وحدة المصير

لفت الحضور إلى أنّ القضية الفلسطينية كانت ولا تزال جزءًا من الوعي الجمعي للشعوب العربية، وأن التضامن اللبناني–الفلسطيني هو امتداد طبيعي للعلاقات التاريخية المشتركة ولتجربة النضال المشترك.

واعتبر بعض الصحافيين أن مشهد الوقفة في ساحة الشهداء "رسالة مزدوجة": الأولى إلى الاحتلال بأن استهداف الإعلام لن يسكت الحقيقة، والثانية إلى العالم بأن الصحافيين يقفون صفًا واحدًا دفاعًا عن حق الشعوب في الحرية والعدالة.

يؤكد احتجاج الصحافيين اللبنانيين والفلسطينيين في بيروت أن صوت الكلمة أقوى من الرصاص، وأنّ استشهاد الصحافيين في غزة لم ولن يُرهب زملاءهم، بل زادهم إصرارًا على المضي في نقل الحقيقة.
وتبقى ساحة الشهداء في بيروت اليوم شاهدًا على التلاحم الإعلامي والإنساني مع غزة، فيما يواصل الصحافيون في القطاع المحاصر أداء رسالتهم رغم كل المخاطر، ليكتبوا بدمائهم ملحمة الحرية وفضح الاحتلال أمام العالم.

التعليقات (0)