تفاصيل الشروط الأمريكية ورد دمشق

سوريا ترد على شروط واشنطن: استعداد للنقاش وتمسك بالثوابت الوطنية

profile
  • clock 27 أبريل 2025, 2:27:16 م
  • eye 421
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

بعثت الحكومة السورية ردًا خطيًا إلى الولايات المتحدة الأمريكية بشأن قائمة الشروط التي قدمتها واشنطن مقابل تخفيف جزئي للعقوبات المفروضة على دمشق. وأكدت سوريا أنها استجابت لمعظم الشروط، مع الإشارة إلى ضرورة إجراء تفاهمات متبادلة حول بعض القضايا العالقة، وفق ما تسرب من نص الرسالة إلى الصحافة.

تفاصيل الشروط الأمريكية ورد دمشق

كانت واشنطن قد سلّمت دمشق، في آذار/مارس الماضي، قائمة تضمنت ثمانية شروط رئيسية، أبرزها:

تدمير ما تبقى من الترسانة الكيميائية.

ضمان عدم تولي أجانب مناصب قيادية في الحكم.

منع تواجد الفصائل الفلسطينية المسلحة على الأراضي السورية.

في المقابل، أوضحت الرسالة السورية أن دمشق تجاوبت مع معظم الشروط، وأعلنت تشكيل لجنة خاصة لمراقبة أنشطة الفصائل الفلسطينية، مع تأكيد عدم تشكيل سوريا أي تهديد لأي طرف، بما في ذلك إسرائيل. لكنها شددت على أن قضيتي المقاتلين الأجانب وإصدار الرتب العسكرية تحتاجان إلى مشاورات إضافية.

انحناءة مؤقتة أم نهج جديد؟

حول هذا التطور، تباينت التحليلات بين من اعتبره انحناءة تكتيكية ومن رآه تحولًا استراتيجيًا.

تحليل الدكتور كمال عبدو: استجابة ظرفية

اعتبر أستاذ العلوم السياسية كمال عبدو أن الرد السوري "انحناءة مؤقتة أمام العاصفة"، مشيرًا إلى أن الشعب السوري لا يزال داعمًا للقضية الفلسطينية، وأن أي تطبيع مع إسرائيل مرفوض تمامًا طالما أن الجولان محتل.
كما رأى أن الضغوط الأمريكية قاسية جدًا، لكن الانصياع لبعض المطالب يأتي في إطار محاولة سوريا لإعادة بناء قدراتها من جديد، وليس تغييرًا جذريًا في السياسات.

رؤية باسل معراوي: مسار سياسي جديد

في المقابل، رأى المحلل السياسي السوري باسل معراوي أن ما يحدث يمثل بداية "نهج دولة جديدة"، موضحًا أن القيادة الحالية تسعى لإعادة بناء سوريا داخليًا وخارجيًا بعد سنوات من الدمار.
وأشار إلى فتح قنوات مع موسكو وتحسين العلاقات مع دول الخليج وتركيا، معتبرًا أن هذه التحركات تندرج ضمن مسار دولي وإقليمي مرحب بالتغيير في دمشق.

قضايا خلافية قائمة

رغم الإشارات الإيجابية، لا تزال بعض القضايا العالقة قائمة بين سوريا والولايات المتحدة، أبرزها:

رفض واشنطن منح مناصب قيادية لمقاتلين أجانب سابقين.

تنفيذ عمليات أمنية داخل سوريا ضد من تعتبرهم تهديدًا لأمنها القومي.

مستقبل العلاقة مع إسرائيل

على صعيد آخر، أوضح معراوي أن إسرائيل تخشى من إعادة تكرار تجربة "طوفان الأقصى" داخل الأراضي السورية، ما يدفعها لتفضيل وجود جيش نظامي مستقر في الجنوب السوري، مع الالتزام باتفاق فصل القوات لعام 1974، دون السعي لإبرام معاهدة سلام شاملة.

نحو استقرار إقليمي مشترك

ختامًا، يرى المحللون أن التقدم في المفاوضات بين دمشق وواشنطن، إلى جانب انخراط سوريا في تحالفات إقليمية جديدة مع الأردن والعراق وتركيا، قد يساهم في تعزيز استقرار المنطقة بأسرها، رغم التحديات الجسيمة التي لا تزال ماثلة أمام الحلول الشاملة.

التعليقات (0)