سموتريتش يفتح النار على خطة ترامب: هل يجرؤ نتنياهو على خسارة اليمين المتطرف؟

profile
  • clock 30 سبتمبر 2025, 12:37:37 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

هاجم وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، اليوم الثلاثاء، خطة السلام التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والتي أعلن عنها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، واصفًا إياها في منشور على منصة «إكس» بأنها «فشل دبلوماسي مدوّ» ومغفلة «لكل دروس هجوم 7 أكتوبر». وأضاف سموتريتش تحذيراً تصعيدياً بالقول: «في تقديري، سينتهي الأمر أيضًا بالدموع. سيُجبر أطفالنا على القتال في غزة مرة أخرى».

لماذا جاءت تصريحات سموتريتش حادة إلى هذا الحد؟

تصريحات سموتريتش ليست تعبيرًا عاطفيًا منعزلًا بل تعكس مجموعة أسباب سياسية وأمنية متداخلة:

مخاوف أمنية أيديولوجية: سموتريتش يُشكّل ممثلاً لتيار يميني متشدد يرى في أي تسوية تشترط نزع السلاح أو تضع إشرافًا دوليًا على غزة إضعافًا للدفاع الإسرائيلي وتهديدًا لاستقرار الحدود. بالنسبة لهذا التيار، التخلص من السلاح كشرط مسبق يُعدّ تنازلاً استراتيجيًا يفتح الباب لتهديدات مستقبلية.

دروس 7 أكتوبر وسياسة الردع: انتقاد سموتريتش أن الخطة «تغفل دروس 7 أكتوبر» يأتي من قناعة راسخة لدى اليمين بأن الرد الحازم والمتواصل على 7 أكتوبر ضرورة للحفاظ على الرادع؛ أي أن أي جدول زمني لخفض العنف أو شروط تحفظية على العمليات تُفسَّر لدى هؤلاء كضعف محتمل يدفع إلى تكرار الهجمات.

حسابات داخلية وسياسية: سموتريتش يخاطب كذلك قاعدته الانتخابية. خطاب التحذير من «إجبار الأطفال على القتال» يعكس محاولة تعبئة رأي عام يميني ضد أي تنازل يُنظر إليه كمخاطر على أمن المستوطنات والحدود، ويهدف إلى التأثير على مواقف شركائه في الائتلاف.

إلى أي مدى تُشكّل تصريحات سموتريتش تهديدًا لالتزام نتنياهو بخطة ترامب؟

التصريحات تكشف عن مصدر توتر مركزي بين نتنياهو وكتلته اليمينية، ولها أبعاد عملية تؤثر على إمكانية تطبيق الخطة:

وزن اليمين داخل الائتلاف: سموتريتش جزء من عمود يميني متشدد داخل حكومة نتنياهو. هؤلاء الوزراء (وبالأخص من يملكون أحزابًا برلمانية صغيرة لكنها حاسمة) سبق أن هددوا بالإطاحة بالحكومة إذا امتدت سياسة تعتبر تسوية أو تنازلاً جوهريًا. هذا يمنحهم قدرة فعلية على عرقلة أي خطوات تنفيذية تُفسر على أنها تنازلية.

خطاب الموافقة مقابل التنفيذ العملي: إعلان نتنياهو تأييده العام للخطة — كما رُوِّج في واشنطن — قد يكون خطابًا تكتيكيًا لامتصاص الضغوط الدولية والأمريكية؛ لكن التنفيذ الميداني يتطلب قرارات تُصادق عليها مؤسسات الأمن والجيش وتُطبق على الأرض. إذا صارت عناصر الخطة ــ مثل نزع سلاح غزة أو تسليم صلاحيات أمنية إلى قوات دولية أو فلسطينية ــ قابلة للنقاش، فسيكون أمام نتنياهو اختبار حقيقي بين التزامه الدولي وضغوط شريكته اليمينية.

سيناريوهات التعطيل: حتى لو قبل نتنياهو الظهور داعمًا للخطة، ثمة سيناريوهات عدة قد تدور: تأجيل التطبيق بدعوى مسائل أمنية أو ميدانية، فرض شروط تحقق تعجيزية، أو استخدام أي إخفاق جزئي ذريعة لاستئناف العمليات. كل هذه الخيارات متاحة عمليًا عندما تكون الحكومة رهينة توازن هش بين رغبة دولية وضغوط داخلية.

مؤشر واضح

تصريحات سموتريتش ليست مجرد انتقاد لسياسة أمريكية بل مؤشر واضح أن أي مسعى دولي لإنهاء الحرب يواجه عاملًا داخليًا حاسمًا في إسرائيل: اليمين المتطرف داخل الائتلاف. لذلك، احتمال نجاح خطة ترامب لا يعتمد فقط على التوصل إلى اتفاق مع حماس أو تسويات فنية، بل على قدرة نتنياهو السياسية على موازنة تضاربين: الاستجابة للمطالب الدولية والأمريكية، وفي الوقت نفسه إرضاء شركائه اليمينيين الذين قد يفضّلون إبقاء الباب مفتوحًا لحملة عسكرية أوسع أو لتكريس أوضاع أمنية تضمن بقاءهم السياسي.

الرهان الآن على ما إذا كان نتنياهو سيخاطر فعلاً بإبعاد شركائه اليمينيين من أجل التقدّم بخطة تبدو مطروحة على الطاولة أم سيبقي تأييده لفظيًا فقط ويترك تنفيذها عرضة للتقويض من داخل حكومته.

التعليقات (0)