تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني، عن تمكن مجاهديها من السيطرة على طائرة استطلاع إسرائيلية أثناء تنفيذها مهامها في أجواء مدينة غزة.

وقالت سرايا القدس في بيان رسمي نشرته على صفحتها في تليغرام مساء اليوم الأحد: "سيطرنا على طائرة استطلاع (إسرائيلية) خلال تنفيذها مهام استخبارية في أجواء مدينة غزة"، في خطوة تعكس قدرات المقاومة الفلسطينية في مواجهة تقنيات الاحتلال المتقدمة.

استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة

يأتي هذا التطور في وقت يشهد قطاع غزة تصعيدًا عنيفًا من قبل الاحتلال الإسرائيلي، منذ الـ11 من الشهر الماضي، ضمن عملية أطلقت عليها لاحقًا "عربات جدعون 2"، والتي تسببت في:

تدمير واسع للأحياء السكنية باستخدام روبوتات مفخخة.

قصف مدفعي وإطلاق نار عشوائي على مناطق مأهولة.

تهجير قسري للسكان المدنيين.

توغل بري أدى إلى مواجهات مباشرة مع فصائل المقاومة.

وأدى هذا العدوان إلى سقوط خسائر بشرية كبيرة بين المدنيين، فضلًا عن إعطاب مئات الآليات العسكرية التابعة للاحتلال، وفقًا لتقارير المقاومة الفلسطينية.

كمائن المقاومة الفلسطينية

دأبت فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها سرايا القدس وحركة حماس، على نصب كمائن محكمة ضد قوات الاحتلال، ما أدى إلى:

خسائر بشرية كبيرة في صفوف الجنود الإسرائيليين.

تدمير وإعطاب مئات الآليات العسكرية.

قصف مستمر للمستوطنات والمدن الإسرائيلية بصواريخ متوسطة وبعيدة المدى.

وأكدت الفصائل أن هذه العمليات تهدف إلى ردع الاحتلال وحماية المدنيين الفلسطينيين في ظل استمرار الحصار العسكري على غزة.

خروقات الاحتلال لاتفاق التهدئة

وكان قد تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، استمر لمدة شهرين، قبل أن تستأنف قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها وحصارها المشدد على غزة.

رغم الاتفاق، واصلت إسرائيل خروقات متكررة لبنود التهدئة، مما أدى إلى تجدد الاشتباكات وتصعيد المواجهات مع المقاومة الفلسطينية.

وقال مراقبون إن استمرار الاحتلال في سياسة الهجمات الجوية والبرية يعكس عدم احترامه لأي اتفاقات دولية، ويضع المدنيين الفلسطينيين تحت تهديد مباشر ومستمر.

الأوضاع الإنسانية في غزة

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شن حرب مدمرة على غزة بدعم مباشر من الولايات المتحدة ودول غربية، ما أسفر حتى اليوم عن:

استشهاد وإصابة نحو 234 ألف فلسطيني، حسب وزارة الصحة الفلسطينية.

تدمير آلاف المنازل والبنية التحتية الحيوية.

استمرار الحصار على دخول الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية.

ارتفاع حالات النزوح الداخلي بين المدنيين، وخصوصًا النساء والأطفال.

وأشار تقرير وزارة الصحة إلى أن الفئات الأكثر تأثرًا هم الأطفال والنساء وكبار السن، ما يعكس الطابع الإنساني الكارثي للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

دور سرايا القدس في مواجهة الاحتلال

تُعد سرايا القدس إحدى أبرز الفصائل الفلسطينية المسلحة، وتتمتع بقدرات تكتيكية وعسكرية عالية، تمكنها من التصدي للطائرات والدبابات الإسرائيلية.

ويعتبر السيطرة على طائرة استطلاع إسرائيلية اليوم مثالًا على قدرة الفصائل في تحييد أدوات الاحتلال التقنية وتحقيق إنجازات تكتيكية على الأرض.

وأكدت سرايا القدس أن مواصلة التصدي للاحتلال تأتي ضمن مسؤولياتها في حماية المدنيين والممتلكات، واستمرار الرد على العدوان الإسرائيلي بشكل منتظم ومدروس.

الأبعاد السياسية والعسكرية

يأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه الساحة الفلسطينية تصعيدًا مستمرًا على المستويين العسكري والسياسي، حيث تعمل الفصائل على:

حماية المدنيين في المدن والقرى الفلسطينية.

الرد على الاعتداءات الإسرائيلية بدقة وتخطيط.

تعزيز قدراتها الدفاعية لمواجهة أي هجمات مستقبلية.

وقال محللون إن السيطرة على الطائرات الاستطلاعية تمثل رسالة واضحة للاحتلال بأن المقاومة الفلسطينية مستمرة في الدفاع عن قطاع غزة، ولن تسمح بانتهاك حقوق المدنيين.