جرائم حرب منظمة وانتهاكات صارخة

استهداف مجمع الشفاء الطبي في غزة: هجمات الاحتلال الإسرائيلي تهدد المنظومة الصحية

profile
  • clock 28 سبتمبر 2025, 5:14:59 م
  • eye 428
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
المستشفيات تحت الحصار

محمد خميس

تتعمد قوات الاحتلال الإسرائيلي شن هجمات ليلية متكررة على مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، مستخدمة الأحزمة النارية وتفجير العربات المفخخة، ما يزرع الموت في محيط المستشفى، ويربك المرضى ومرافقيهم. هذه الهجمات تأتي بالتزامن مع اقتراب الآليات العسكرية من الجهة الشمالية والشرقية للمجمع، ما اضطر العديد من المواطنين إلى الفرار رغم حاجتهم الماسة للعلاج.

تسببت الهجمات المتكررة في تعطيل وصول الطواقم الطبية، ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية، مما اضطر الأطباء لإجراء عمليات جراحية معقدة في ظروف صادمة، تفتقر إلى التخدير الكامل والأدوات الأساسية.

مأساة تتكرر في غزة

قال الطبيب حسن الشاعر، المدير الطبي لمجمع الشفاء، في شهادة نقلها المركز الفلسطيني للحقوق الإنسان، إن جزءًا من الطواقم الطبية يواصل العمل رغم الظروف القاسية والمخاطر المستمرة، مستندًا إلى تجارب سابقة شهدت حصار المجمع والنيل من الكوادر الطبية.

وأضاف الشاعر أن هناك حاجة عاجلة لتوفير الأدوية والمستلزمات المنقذة للحياة، مؤكدًا وجود أكثر من 100 مريض يتلقون العلاج في ظروف صعبة جدًا، في ظل تهديد دائم لهجوم عسكري على المجمع.

ويستذكر أهالي غزة، الهجمات السابقة على مستشفيات رفح وبيت حانون، والتي أسفرت عن سقوط مئات الشهداء ودمار واسع في المباني والمعدات الطبية، لتؤكد استمرار ما وصف بـ الإبادة الجماعية المكتملة الأركان.

الهجمات تتوسع وتدمير البنية الصحية

وفق وزارة الصحة الفلسطينية، أدت الهجمات الأخيرة إلى إخراج 4 مستشفيات عن الخدمة، ليصل عدد المستشفيات والمنشآت الصحية المدمرة أو المخلاة إلى 20 مستشفى، بينما لم يتبق سوى 7 مستشفيات منهكة تقدم الحد الأدنى من الخدمات الطبية.

ويشير الفلسطيني لحقوق الإنسان إلى أن الاحتلال يسعى إلى تدمير المنظومة الصحية بالكامل، وإعدام المرضى المصابين بأمراض خطيرة، وترك المدنيين بلا خدمات صحية أساسية، لدفعهم قسرًا للنزوح جنوبًا.

المستشفيات تحت الحصار

تواجه المستشفيات المتبقية، بما فيها:

مجمع الشفاء الطبي

مستشفى أصدقاء المريض

مجمع الصحابة الطبي

المستشفى الأهلي المعمداني

مستشفى الوفاء للتأهيل

مستشفى الحلو

مستشفى السرايا الميداني

مخاطر التوقف الكامل عن تقديم خدماتها بسبب العمليات العسكرية المكثفة، ونفاد الوقود والأدوية والمستلزمات الطبية، ما يؤدي إلى شلل الأقسام الحيوية وتعريض حياة المدنيين للخطر.

كما تواجه بنوك الدم أزمة خانقة، مع نقص حاد في وحدات الدم ومكوناته، فيما بلغت مستويات نقص الأدوية الأساسية 52٪، ونسبة النقص في المواد الطبية ذات الاستخدام الواحد 68٪، بحسب إدارة الصيدلة في وزارة الصحة.

الوضع الإنساني كارثي

أكدت منظمة الصحة العالمية أن الهجمات الإسرائيلية ونقص الموارد تسبب في إضعاف المنظومة الصحية بشكل خطير، وأن الاحتلال دمر 94٪ من المستشفيات، ما أدى إلى تعطيل العديد من الخدمات الأساسية.

كما أظهرت تقارير مجموعة الصحة في فلسطين تعليق 16 نقطة طبية و11 مركز رعاية صحية أولية خدماتها خلال الفترة من 1 إلى 23 سبتمبر، بينما تعمل المستشفيات المتبقية بنسبة 300٪ من طاقتها الاستيعابية، مستقبلة جرحى ومرضى بشكل مستمر.

المرضى يواجهون مصيرًا مجهولًا

أعلن جاكوب غرانجيه، منسق شؤون الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود، تعليق أنشطة المنظمة ومغادرة مدينة غزة بعد حصار مقراتها وعياداتها، مما يترك آلاف المرضى بدون خدمات علاجية أساسية.

ورغم الهجوم المتصاعد، قدمت المنظمة الأسبوع الماضي أكثر من 3640 استشارة وعالجت 1655 شخصًا يعانون من سوء التغذية وإصابات خطيرة وحروق، إضافة إلى النساء الحوامل والمرضى المزمنين.

جرائم حرب منظمة وانتهاكات صارخة

يشدد الفلسطيني لحقوق الإنسان على أن استهداف المستشفيات والكوادر الطبية وحرمان المدنيين من الغذاء والدواء يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ويعد جريمة حرب وفق اتفاقيات جنيف الأربع، كما يرقى إلى جريمة إبادة جماعية بموجب المادة السادسة من اتفاقية منع الإبادة ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

وحذر المركز من أن الصمت الدولي يشجع الاحتلال على الاستمرار في جرائمه، داعيًا إلى:

وقف فوري ومستدام لإطلاق النار

ضمان الوصول غير المقيد للمساعدات الإنسانية

توفير الوقود والأدوية والمستلزمات الطبية

تمكين المستشفيات من العمل بأمان

فتح ممرات إنسانية آمنة للمرضى والجرحى

إجراء تحقيق دولي مستقل في الانتهاكات

وأكد المركز أن هذه الخطوات عاجلة ولا تحتمل التأجيل، لتجنب انهيار كامل للمنظومة الصحية في غزة، مع تداعيات كارثية على حياة مئات الآلاف من المدنيين.

التعليقات (0)