تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، في تصريحات عاجلة، أنه لا يستبعد انسحاب الولايات المتحدة من المحادثات الأوكرانية – الروسية في المستقبل. وتأتي هذه التصريحات وسط تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا، واستمرار الحرب في الأراضي الأوكرانية، في وقت يشهد فيه الملف الدبلوماسي تحركات مكثفة لإيجاد حلول سلمية أو على الأقل تخفيف حدة الصراع.

تصريحات زيلنسكي حول المحادثات الدولية

قال زيلنسكي خلال مؤتمر صحفي عقده مساء أمس، إن "الأوضاع الراهنة قد تؤدي إلى انسحاب محتمل للولايات المتحدة من أي جولة مقبلة من المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا". وأضاف أن "واشنطن تلعب دورًا حيويًا في دعم أوكرانيا، لكن الظروف والتغيرات في السياسة الأمريكية قد تؤثر على استمرارية هذا الدعم في المفاوضات المستقبلية".

وأكد الرئيس الأوكراني أن بلاده مستعدة لمواصلة الحوار مع روسيا، لكنه شدد على أن أي انسحاب محتمل من الولايات المتحدة قد يُؤثر على ديناميكية المحادثات ويجعل الحلول السلمية أكثر تعقيدًا.

السياق الدولي للمحادثات الأوكرانية – الروسية

تجري المحادثات بين أوكرانيا وروسيا برعاية دولية عدة، أبرزها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بهدف إيجاد حل سياسي للأزمة المستمرة منذ 2022. وتلعب واشنطن دورًا بارزًا في تقديم الدعم العسكري والاقتصادي لأوكرانيا، إضافة إلى المشاركة في عملية التفاوض وطرح حلول محتملة لتخفيف التصعيد.

ويرى محللون أن انسحاب الولايات المتحدة من هذه المحادثات قد يؤدي إلى:

زيادة الضغط العسكري على أوكرانيا.

صعوبة إيجاد حلول دبلوماسية فعّالة.

توسع نفوذ روسيا في مناطق النزاع.

أسباب احتمالية انسحاب واشنطن

وفق تصريحات زيلنسكي، فإن انسحاب الولايات المتحدة من المفاوضات قد يكون مرتبطًا بعدة عوامل:

تغير أولويات السياسة الأمريكية: قد تركز واشنطن على قضايا أخرى على الصعيد الدولي، مما يقلل اهتمامها المباشر بالنزاع الأوكراني.

الإرهاق السياسي الداخلي: الضغط الشعبي والمالي على الحكومة الأمريكية نتيجة الدعم المستمر لأوكرانيا قد يؤثر على استعدادها للاستمرار في المحادثات.

تعقيدات الملف الروسي: استمرار التصعيد العسكري الروسي قد يجعل واشنطن أكثر حذرًا في التدخل المباشر بالمفاوضات.

موقف أوكرانيا تجاه الانسحاب المحتمل

أكد زيلنسكي أن أوكرانيا لن تتوقف عن الدفاع عن أراضيها، وأن بلاده مستعدة للتعامل مع أي تغييرات في الديناميكية الدولية، سواء باستمرار الدعم الأمريكي أو في حالة انسحاب محتمل.

وقال: "نعمل مع شركائنا الأوروبيين والدوليين لضمان استمرار الضغط الدبلوماسي على روسيا، وحماية مصالح أوكرانيا، حتى في حال تغير موقف الولايات المتحدة".

وأضاف الرئيس الأوكراني أن بلاده تولي أهمية كبيرة للتعاون مع الاتحاد الأوروبي، الناتو، ودول أخرى لضمان استمرار العملية التفاوضية والحفاظ على الحلول السياسية الممكنة.

ردود فعل دولية متوقعة

تحليل الخبراء يشير إلى أن أي انسحاب أمريكي من المحادثات قد يؤدي إلى موجة قلق بين الحلفاء الأوروبيين، خاصة الذين يعتمدون على واشنطن كوسيط وضامن لأمن المنطقة.

كما قد يستغل الجانب الروسي أي تراجع في دور الولايات المتحدة لتكثيف الضغوط العسكرية والدبلوماسية على أوكرانيا، بما يغير موازين القوى على الأرض.

أهمية استمرار الولايات المتحدة في المحادثات

يعتبر استمرار دور الولايات المتحدة في المحادثات أمرًا حيويًا لاستقرار الوضع في أوكرانيا، حيث تلعب واشنطن دور الضامن لتوازن القوى وتقديم الحلول الوسط بين الطرفين.

ويشير مراقبون إلى أن أي انسحاب أمريكي قد يؤدي إلى تأجيل التوصل لأي اتفاق، وإطالة أمد الحرب، بما يفاقم الأزمة الإنسانية والاقتصادية في أوكرانيا، ويزيد من الضغط على المجتمع الدولي للعثور على بدائل فاعلة.