-
℃ 11 تركيا
-
6 سبتمبر 2025
زيارة قائد سنتكوم لإسرائيل.. تمهيد لحروب أوسع وتورط أمريكي أعمق في إبادة غزة
زيارة قائد سنتكوم لإسرائيل.. تمهيد لحروب أوسع وتورط أمريكي أعمق في إبادة غزة
-
6 سبتمبر 2025, 12:47:23 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
في خطوة تعكس حجم التورط الأمريكي في سياسات الحرب والإبادة التي تقودها إسرائيل في المنطقة، أجرى القائد الجديد للقيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) الأدميرال براد كوبر زيارة إلى إسرائيل هي الأولى له منذ توليه منصبه في 8 أغسطس الماضي. الزيارة التي لم يُعلن مسبقًا عن تفاصيلها، عكست بوضوح التوجه الأمريكي نحو تعميق التحالف العسكري مع تل أبيب، ليس فقط في ظل حرب الإبادة المستمرة في قطاع غزة، بل أيضًا في إطار التحضير لاحتمال شن عدوان جديد ضد إيران خلال الشهور المقبلة.
وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية في تدوينة عبر منصة "إكس"، صباح السبت، أن كوبر التقى برئيس هيئة الأركان الإسرائيلي، الفريق إيال زامير، لبحث "الأمن الإقليمي والتحالف العسكري الأمريكي–الإسرائيلي القوي". وأكد كوبر أن "الولايات المتحدة تحافظ على التزامها الراسخ بأمن إسرائيل، وأن واشنطن ملتزمة بتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين". غير أن هذا الخطاب بدا متناقضًا مع الواقع، إذ يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب مجازر يومية بحق الفلسطينيين في غزة، بدعم وتسليح وحماية أمريكية مطلقة، ما يجعل واشنطن شريكًا مباشرًا في الإبادة الجماعية والتطهير العرقي المستمر منذ 7 أكتوبر 2023.
صحيفة "معاريف" العبرية أوضحت أن كوبر عقد اجتماعات مع قادة الجيش والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، مشيرة إلى أن زيارته تأتي في "توقيت حرج" مرتبط بإمكانية شن هجوم واسع على إيران خلال الأشهر المقبلة. واعتبرت الصحيفة أن "التعاون مع كوبر مهم لتنسيق الجهود الإسرائيلية مع الولايات المتحدة لمواجهة إيران"، وهو ما يسلط الضوء على الدور الأمريكي ليس فقط كداعم سياسي وعسكري لإسرائيل، بل كمخطط وشريك فعلي في أي عدوان جديد.
حرب يونيو على إيران.. نموذج للشراكة العسكرية
الزيارة تأتي بعد أشهر قليلة من العدوان الإسرائيلي–الأمريكي على إيران في 13 يونيو الماضي، والذي استمر 12 يومًا واستهدف مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية، إلى جانب اغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين. وأسفر الهجوم عن 606 قتلى و5,332 مصابًا وفق السلطات الإيرانية. وردت طهران باستهداف مقرات عسكرية واستخبارية إسرائيلية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، ما أدى إلى مقتل 28 إسرائيليًا وإصابة أكثر من 3,200، في مشهد غير مسبوق من الدمار والذعر داخل إسرائيل.
لكن الدور الأمريكي لم يقتصر على الدعم اللوجستي لإسرائيل، بل تجاوز ذلك إلى مشاركة مباشرة، إذ شنت القوات الأمريكية لاحقًا هجمات على منشآت نووية إيرانية، لترد طهران بقصف قاعدة "العديد" الأمريكية في قطر. وتدخّلت واشنطن لاحقًا لإعلان وقف إطلاق النار في 24 يونيو، وهو ما عكس تحكمها المباشر في إدارة مسار الحرب.
اليمن على خط الاستهداف
صحيفة "معاريف" كشفت أيضًا أن مباحثات كوبر في إسرائيل تناولت الملف اليمني، خاصة بعد الضربة الإسرائيلية الأخيرة التي أدت إلى استشهاد رئيس حكومة "أنصار الله" أحمد غالب الرهوي وعدد من الوزراء في صنعاء. وترى الصحيفة أن إسرائيل "حققت إنجازًا كبيرًا" عبر هذه الضربة، بينما يصر الحوثيون على مواصلة استهداف إسرائيل ما دامت حرب الإبادة في غزة مستمرة.
إسرائيل من جانبها كثّفت غاراتها الجوية على اليمن خلال الأسابيع الماضية، متسببة بسقوط قتلى وجرحى بين المدنيين، وتدمير واسع للمباني والبنية التحتية. ومجدّدًا، ظهر الدور الأمريكي واضحًا في توفير الغطاء والدعم العسكري والاستخباري لهذه الضربات، في سياق توسيع الحرب الإقليمية لتشمل جبهات متعددة.
أمريكا شريك في إبادة غزة
ورغم كل ما سبق، يبقى المشهد الأكثر دموية في غزة، حيث تواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بدعم أمريكي سياسي وعسكري غير مسبوق، حرب الإبادة الجماعية ضد أكثر من 2.4 مليون فلسطيني. ووفق آخر الإحصاءات، بلغت حصيلة الشهداء 64,300 فلسطينيًا، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 162,005 مصابًا، إضافة إلى ما يزيد على 9,000 مفقود لم يُعرف مصيرهم بعد تحت الركام. كما تسبب الحصار والتجويع الممنهج في وفاة 376 فلسطينيًا بسبب المجاعة، بينهم 134 طفلًا، في ظل انهيار كامل للبنية التحتية الطبية والإنسانية.
كل هذه الجرائم ما كانت لتتواصل لولا الدعم الأمريكي المفتوح الذي يشمل تزويد إسرائيل بالأسلحة الفتاكة، واستخدام حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن لعرقلة أي محاولة لوقف الحرب أو محاسبة قادتها، فضلًا عن توفير الغطاء السياسي والدبلوماسي لإفلاتها من العقاب. زيارة كوبر الأخيرة تأتي لتؤكد أن واشنطن ليست وسيطًا أو داعمًا للاستقرار كما تدّعي، بل هي شريك أصيل في صناعة الحروب وإدارة الإبادة بحق شعوب المنطقة، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني في غزة.








