انتقادات واسعة لتصريحات نعومي زيني

زوجة رئيس الشاباك تروّج لحرب غزة باعتبارها "وصية إلهية"

profile
  • clock 30 يوليو 2025, 4:28:30 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
غزة

وجة رئيس الشاباك تروّج لحرب غزة باعتبارها "وصية إلهية": انتقادات واسعة لتصريحات ميسيانية تتجاهل الجرائم ضد الفلسطينيين

رؤى دينية وتبرير للعدوان العسكري

أثارت تصريحات نعومي زيني، زوجة رئيس جهاز الشاباك المعين، اللواء دافيد زيني، موجة جدل واسعة في الأوساط الحقوقية والإعلامية، عقب ما ورد في كتابها المنشور عام 2024 بعنوان: "بَنوتكوما – أحاديث إلى زوجة الجندي في وقت الحرب"، حيث قدمت فيه رؤيتها الشخصية للحرب على قطاع غزة بوصفها "فريضة ربانية"، معتبرة تدمير البيوت وتصـفية السكان الفلسطينيين جزءًا من إرادة إلهية يجب تنفيذها.

وكتبت زيني:

"حرب الفريضة التي نخوضها اليوم هي طريق شعب إسرائيل نحو العودة لأرضه وتطبيق الوصايا... نحن نعيش ولادة وطنية وشعبنا يُولد من جديد".

تصريحات زيني تأتي في سياق ميسياني واضح، يتبنى أيديولوجيا قومية دينية متطرفة، وتُضفي بُعدًا دينيًا على العدوان الذي ينفذه الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، خصوصًا في قطاع غزة، والذي أدى إلى مجازر بحق المدنيين وتدمير واسع للبنية التحتية السكنية والطبية.

تجاهل للرهائن وغياب للنساء المقاتلات

الكتاب، الذي يتضمن مقابلات مع زوجات الجنود المشاركين في العدوان، يغفل الإشارة إلى مأساة الرهائن الفلسطينيين أو النساء اللواتي يشاركن في القتال، ويركز على إظهار دور النساء كداعمات خلفية لحرب الرجال، عبر الحفاظ على المنازل والسكوت عن طرح الأسئلة المقلقة.

وكتبت زيني في أحد المقاطع:

"إذا كنتِ ترغبين في حماية زوجك في المعركة، فاحذري من كل شيء قد يُضعفه... قومي بدورك في البيت لكي يقاتل بقوة".

انتقادات للفكر التقدمي ودعم للسياسات العسكرية

نعومي زيني هاجمت الفكر التقدمي داخل الجيش الإسرائيلي، واعتبرت أنه أحد أسباب الضعف الإداري والعقائدي في إدارة الحرب، موجهة دعوة صريحة إلى الاستيطان ووراثة الأرض بوصفها جزءًا من الفريضة العسكرية والروحية، في انسجام مع أفكار المدرسة الحريدية-القومية "هار همور" وحاخامات طاو.

الكتاب لم يتطرق نهائيًا إلى إخفاقات الهجوم في 7 أكتوبر، بل تعامل مع العدوان على غزة باعتباره جزءًا من "مخطط الفداء الإلهي"، يهدف إلى "إظهار الخير في العالم"، كما جاء في نصه.

ردود فعل غاضبة وتحذيرات حقوقية

منظمات حقوقية اعتبرت تصريحات زوجة رئيس الشاباك المعيّن بمثابة تحريض عقائدي مغطى برداء ديني، ويُضفي شرعية زائفة على جرائم الحرب والعدوان الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.

وقالت منظمة حقوق الإنسان في بيان لها:

"تحويل العدوان إلى وصية دينية يُعد تجاوزًا خطيرًا للقيم الإنسانية ويُغذّي التطرف داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية في الكيان الصهيوني."

 

وترى زيني أن الحرب في غزة ليست خيارًا سياسيًا، بل تنفيذ لإرادة إلهية تسهم في ولادة قومية جديدة لشعب إسرائيل، بحسب رؤيتها. وبين تصعيد العدوان وتبريره دينيًا، تتكشف ملامح أيديولوجيا تُحوّل المأساة الإنسانية في غزة إلى احتفالية بالخلاص، ما يُثير تساؤلات مقلقة حول مستقبل الصراع وحدود العقلانية داخل دوائر اتخاذ القرار في الكيان الصهيوني.

كلمات دليلية
التعليقات (0)