تكبير الخط تصغير الخط

حذّرت روسيا، مساء الخميس، من أن أي مشاركة مباشرة من الولايات المتحدة في الهجمات الجارية على إيران، وخاصة تلك التي ينفذها الكيان الصهيوني، قد تؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية لا يمكن احتواؤها، مؤكدة أن توسّع نطاق العدوان يشكل تهديدًا بالغًا للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية، قالت المتحدثة باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا: "موسكو تتابع بقلق بالغ التصعيد الحالي، وتدين بشدة الضربات الجوية التي استهدفت البنية التحتية الإيرانية، ونعتبر أن أي تدخل أميركي إضافي سيزيد الأمور تعقيدًا".

مخاوف من تدويل النزاع وتفاقم العنف

وأكدت زاخاروفا أن ما وصفته بـ"العدوان المتكرر من قبل الكيان الصهيوني" لا يسهم سوى في تأجيج العنف ودفع الأطراف نحو مواجهة غير محسوبة العواقب، محذّرة من أن واشنطن ستكون مسؤولة عن العواقب في حال قررت الانخراط في العمليات العسكرية الجارية.

وأعربت روسيا عن دعمها لـ"مبادرات تهدئة فورية"، ودعت إلى فتح قنوات اتصال مباشرة بين الأطراف المعنية، بما في ذلك إيران وإسرائيل، تحت إشراف دولي، مطالبة مجلس الأمن بعقد جلسة طارئة لمناقشة التطورات.

قنوات دبلوماسية مغلقة وتوتر غير مسبوق

يأتي هذا التحذير الروسي في وقت تتواصل فيه الغارات الجوية التي يشنها الطيران الإسرائيلي على أهداف في طهران ومحيطها، ووسط تقارير عن تنسيق استخباراتي مع واشنطن. وأشارت مصادر عسكرية إلى أن الهجمات شملت مواقع مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، ما يُعد تطورًا نوعيًا في طبيعة المواجهة.

بينما يصعّد الكيان الصهيوني من ضرباته ضد إيران، تتنامى التحذيرات الدولية من تحوّل الصراع إلى مواجهة إقليمية كبرى، خصوصًا في ظل الانقسام السياسي وغياب مسارات دبلوماسية جدية. وفي ظل هذه المعادلة المعقّدة، يبقى مستقبل التصعيد رهنًا بقرارات القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، التي لم تحسم موقفها حتى الآن.