-
℃ 11 تركيا
-
19 يونيو 2025
نقص في صواريخ "حيتس".. ماذا يعني ذلك في قلب الحرب الإيرانية الإسرائيلية؟
نقص في صواريخ "حيتس".. ماذا يعني ذلك في قلب الحرب الإيرانية الإسرائيلية؟
-
19 يونيو 2025, 4:58:12 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
نقص في صواريخ "حيتس"
180 تحقيقات – رامي أبو زبيدة
في خضم التصعيد المتصاعد بين إيران و"إسرائيل"، الذي شهد أكثر من 14 موجة هجومية إيرانية بطائرات مسيّرة وصواريخ بالستية، تعالت التساؤلات حول مدى قدرة الدفاعات الجوية الإسرائيلية على الصمود في حال استمرت الحرب وتحولت إلى حرب استنزاف مفتوحة، وقد لفت الانتباه مؤخرًا تصريح رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي لم ينفِ الأنباء عن نقص في مخزون صواريخ "حيتس" الاعتراضية، بل قال صراحة: "أريد أن يكون لدينا المزيد منها"، وهو ما يعكس إرباكًا استراتيجياً في أحد أهم أعمدة الدفاع الجوي الإسرائيلي.
ما هو نظام "حيتس"؟
نظام "حيتس" (Arrow) هو حجر الزاوية في طبقة الدفاع الصاروخي الأعلى ضمن المنظومة متعددة الطبقات التي تشغلها إسرائيل، ويُستخدم لاعتراض الصواريخ البالستية بعيدة المدى خارج الغلاف الجوي، خاصة تلك التي قد تحمل رؤوسًا غير تقليدية، يتكوّن النظام من صواريخ اعتراضية (حيتس-2، وحيتس-3 الأحدث)، ورادارات فائقة التطور ومنصات إطلاق قادرة على الاستجابة السريعة.
وقد صُمم هذا النظام خصيصًا لمواجهة تهديدات مثل صواريخ "سجيل"، "خرمشهر"، و"قيام" الإيرانية، وهو ما يجعله عنصراً محورياً في هذه الحرب الدائرة.
هل بدأ مخزون "حيتس" بالنفاد؟
رغم السرية التي تحيط بكميات الصواريخ الاعتراضية، إلا أن الاعتراف الضمني من نتنياهو، وحديث مصادر عبرية عن ضغوط أميركية لتسريع تزويد تل أبيب بصواريخ إضافية، يشير إلى أحد أمرين:
1. أن وتيرة الهجمات الإيرانية الأخيرة، التي شملت صواريخ ذات رؤوس حربية كبيرة (بعضها يتجاوز الطن كما في صاروخ "خرمشهر")، استنزفت عدداً كبيراً من الصواريخ الاعتراضية.
2. أن وتيرة الإنتاج أو الإمداد الأميركي لا تواكب حجم الاستهلاك الحالي، خاصة في ظل التخوف من اندلاع مواجهة مع حزب الله أو جبهات أخرى قد تفرض معركة متعددة الاتجاهات.
ماذا يعني ذلك عسكرياً؟
تراجع قدرة الردع: تعرّض المنظومة لضغط مستمر قد يقلّص قدرة "إسرائيل" على اعتراض الصواريخ القادمة، ويمنح إيران نقاط تفوّق نفسية وعملياتية.
زيادة الخطر على الجبهة الداخلية: أي فجوة في نظام "حيتس" قد تسمح لصواريخ بالستية بالوصول إلى أهداف حساسة، مثل المنشآت النووية، العسكرية، أو حتى مناطق مدنية.
حاجة ملحّة للدعم الخارجي: إسرائيل ستسعى على الأرجح إلى تفعيل مخزونات الطوارئ الأميركية أو طلب صفقات عاجلة لتعويض النقص، وهو ما يضع واشنطن أمام تحدٍّ لوجستي وسياسي.
إلى أين يتجه الموقف؟
نقص صواريخ "حيتس" لا يعني فقط خللاً تكتيكياً، بل يشير إلى هشاشة منظومة الدفاع عندما تواجه حرباً طويلة الأمد ومن عدة جبهات، وفي ظل تصريحات إيرانية بأن ما تم استخدامه هو "جزء يسير من القوة"، فإن السؤال الذي يقلق دوائر القرار في تل أبيب وواشنطن على حد سواء هو:
هل يمكن للدفاعات الإسرائيلية مواصلة التصدي إذا تحولت الحرب إلى حرب استنزاف استراتيجية؟
اعتراف نتنياهو بنقص "حيتس"، حتى وإن جاء بصيغة غير مباشرة، يُعتبر مؤشراً نادراً على ضغوط ميدانية غير مسبوقة تتعرض لها المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وإذا استمر التصعيد الإيراني بنفس الوتيرة، فقد تجد "إسرائيل" نفسها أمام خيارات صعبة: إما توسيع الحرب وتكثيف الضربات أملاً بردع الخصم، أو الدخول في مفاوضات تحت ضغط التهديدات الصاروخية… وهي مفارقة لم تعهدها تل أبيب منذ عقود.








