تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في تصريحات أدلى بها مساء الخميس، إن ما وصفه بـ"إكمال المهمة" ضد البرنامج النووي الإيراني لا يمكن تحقيقه دون تدمير منشأة فوردو النووية، مشيرًا إلى أنها تشكّل قلب الطموحات الإيرانية في تخصيب اليورانيوم.

وجاءت تصريحاته خلال مؤتمر صحفي عقده في واشنطن، حيث شدد على أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي "مهما كلف الأمر"، مؤكدًا أنه يُجري مشاورات مع قادة البنتاغون وحلفاء إقليميين للنظر في الخيارات المتاحة للتعامل مع الملف.

موقع فوردو في دائرة التصعيد
 

تقع منشأة فوردو قرب مدينة قم الإيرانية وتُعد من أكثر المرافق تحصينًا في البنية النووية الإيرانية. ووفقًا لمصادر استخباراتية غربية، فإن المنشأة بُنيت داخل جبل صخري، وهو ما يجعل استهدافها عسكريًا تحديًا كبيرًا.

وكان الكيان الصهيوني قد اعتبر في تصريحات سابقة أن فوردو تمثل "الخطر المركزي" في مسار ما وصفه بـ"العدوان الإيراني النووي"، وذكرت تقارير عبرية أن سلاح الجو الإسرائيلي أعد خططًا طارئة لاستهدافها في حال نال الضوء الأخضر من واشنطن.

ردود وتحذيرات دولية

في سياق متصل، اعتبرت روسيا أن أي استهداف مباشر لفوردو قد يؤدي إلى "تدمير شامل للاتفاقات الدولية"، فيما دعت الأمم المتحدة إلى ضبط النفس وتجنّب التصعيد.

ورأت صحيفة "هآرتس" أن تصريحات ترامب تمثّل "رسالة ضغط" على إيران، لكنها أيضًا قد تكون تمهيدًا لشرعنة تدخل أميركي مباشر، بالتوازي مع ما ينفذه الكيان الصهيوني من ضربات متواصلة منذ بداية الجولة الحالية من التصعيد.

تصريحات ترامب تفتح فصلاً جديدًا في المواجهة المفتوحة مع إيران، وتضع منشأة فوردو – بما تمثله من رمزية استراتيجية – في صميم دائرة الاستهداف. وبين حسابات الردع العسكري ومخاوف الانفجار الإقليمي، يبقى الموقف الأميركي عاملًا حاسمًا في تحديد مآلات الجولة القادمة من الصراع.