تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

في ظل تصاعد التوتر الإقليمي وتحرك القوى الكبرى خلف الكواليس، وجهت روسيا تحذيرًا صريحًا للولايات المتحدة من مغبة التدخل العسكري إلى جانب إسرائيل ضد إيران، مؤكدة أن ذلك سيؤدي إلى "عواقب لا يمكن التنبؤ بها" إذا تصاعد النزاع أكثر.

زاخاروفا: خطوة أمريكية ستكون خطيرة جدًا

قالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، خلال مؤتمر صحفي الخميس: "نود أن نحذر واشنطن، خصوصًا، من التدخل العسكري في هذا الوضع، لأنه سيكون خطوة شديدة الخطورة ذات عواقب سلبية لا يمكن توقعها."

وجاء التحذير الروسي بعد مرور أسبوع على اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران، في وقت تزايدت فيه المؤشرات على احتمال تدخل عسكري أمريكي مباشر.

ترامب يلمّح بالتدخل ويرفض الوساطة الروسية

من جانبه، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن بلاده قد تتدخل "في اللحظة المناسبة"، ملمحًا إلى أن أحد الأهداف المحتملة للتدخل هو "تقويض البرنامج النووي الإيراني".

لكن ترامب رفض عرض الوساطة الروسية، وأبلغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين أنه "عليه حل النزاع في أوكرانيا أولاً" قبل أن يتحدث عن وساطات أخرى.

رد الكرملين: الوساطة ليست من شأن ترامب

لم تتأخر موسكو في الرد على موقف ترامب، إذ صرّح ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين: "رفض ترامب للوساطة ليس من شأنه... المبادرات الدبلوماسية الروسية موجهة للدول المعنية بالنزاع، وليس للولايات المتحدة."

بوتين وشي: لا للحل العسكري... والدبلوماسية هي الطريق

في تطور لافت، كشف الكرملين عن مكالمة هاتفية استمرت ساعة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ، ناقشا خلالها تطورات التصعيد بين إيران وإسرائيل، وأكدا:

إدانتهما للضربات الإسرائيلية على إيران.

دعمهما الكامل للحلول السياسية والدبلوماسية.

رفضهما استخدام القوة العسكرية لحل النزاعات الدولية.

شي جين بينغ: وقف إطلاق النار أولوية قصوى

شدد الرئيس الصيني خلال المكالمة على أن تشجيع وقف إطلاق النار هو الأولوية القصوى حاليًا... والقوة المسلحة ليست السبيل لحل النزاعات."

من جهته، أعرب بوتين عن استعداد بلاده لتأدية دور الوسيط في حال طلبت الأطراف المعنية ذلك، وهو ما لقي دعمًا واضحًا من بكين.
إن روسيا والصين ترسمان معالم جبهة دبلوماسية مشتركة في مواجهة التصعيد الأميركي الإسرائيلي ضد إيران، في حين يلوّح ترامب بورقة التدخل العسكري، مما يُنذر بمواجهة قد تتجاوز الحسابات الإقليمية، وتضع العالم أمام أخطر نزاع دولي منذ عقود.