روبيو يتوجه إلى إسرائيل وسط تصاعد التوترات بعد غارة على قطر وتوسع الاستيطان

profile
  • clock 12 سبتمبر 2025, 5:04:54 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

كتبت/ غدير خالد

زيارة دبلوماسية في ظل أزمة إقليمية متفاقمة

يتوجه وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو غدًا السبت إلى إسرائيل، في زيارة تأتي في توقيت بالغ الحساسية، وسط تصاعد التوتر بين واشنطن وعدد من حلفائها في الشرق الأوسط. وتأتي هذه الزيارة بعد أيام من الغارة الجوية التي شنها الكيان الصهيوني على العاصمة القطرية الدوحة، في محاولة لاغتيال قادة سياسيين من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، إضافة إلى استمرار سياسة التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة.

رسائل أمريكية مزدوجة: دعم أمني وتحفظات على التصعيد

وفي بيان رسمي، قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تومي بيجوت، إن روبيو سيغادر غدًا متوجهًا إلى إسرائيل، قبل أن ينضم إلى الرئيس دونالد ترامب في زيارته المرتقبة إلى بريطانيا الأسبوع المقبل. وأوضح أن الوزير سيؤكد خلال لقائه المسؤولين الإسرائيليين على الأهداف المشتركة بين البلدين، وعلى رأسها ضمان عدم عودة حماس إلى حكم غزة، والعمل على إعادة الرهائن المحتجزين.

لكن في المقابل، وصف مسؤولون أمريكيون الغارة الجوية التي استهدفت الدوحة بأنها "تصعيد أحادي لا يخدم المصالح الأمريكية أو الإسرائيلية"، في إشارة إلى وجود تحفظات داخل الإدارة الأمريكية على هذا النوع من العمليات التي تُنفذ دون تنسيق مسبق، خاصة على أراضي دولة حليفة للولايات المتحدة.

تنديد عربي واسع وتعطيل جهود الوساطة

الغارة التي استهدفت قطر أثارت موجة تنديد واسعة من دول عربية، واعتُبرت انتهاكًا غير مبرر لسيادة دولة خليجية، ما أدى إلى تعثر محادثات كانت تُجرى بوساطة قطرية لوقف إطلاق النار في غزة وتحرير الرهائن. هذا التصعيد العسكري من قبل الكيان الصهيوني يُهدد بتقويض جهود التهدئة، ويُعيد المنطقة إلى مربع التوتر والانقسام.

تحركات دولية مرتقبة في الأمم المتحدة

وتأتي زيارة روبيو قبل اجتماعات رفيعة المستوى في الأمم المتحدة بنيويورك هذا الشهر، والتي من المتوقع أن تشهد تحولات دبلوماسية مهمة، أبرزها احتمال اعتراف دول أوروبية مثل فرنسا وبريطانيا بدولة فلسطينية. هذا التحول الدولي يُشكل ضغطًا إضافيًا على الكيان الصهيوني، ويضع الإدارة الأمريكية أمام تحدي الحفاظ على توازن علاقاتها في المنطقة.

بيان أمريكي: التصعيد يُهدد الاستقرار

وفي ختام البيان، شدد مسؤول في الخارجية الأمريكية على أن "التحركات غير المنسقة تُضعف فرص الحلول السياسية، وتُهدد الاستقرار الإقليمي". وأضاف: "نحن ملتزمون بأمن شركائنا، لكننا نؤمن أن التنسيق والدبلوماسية هما الطريق الأمثل لتحقيق الأهداف المشتركة".

زيارة روبيو بين الدعم والتحفظ

زيارة روبيو إلى إسرائيل تُعد اختبارًا حقيقيًا للدبلوماسية الأمريكية في ظل استمرار العدوان العسكري والتوسع الاستيطاني من قبل الكيان الصهيوني، وما يرافقه من تداعيات إقليمية ودولية. وبينما تسعى واشنطن لتثبيت مصالحها، فإن الأحداث الأخيرة تُظهر أن التوازن بين الدعم والتحفظ بات أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى.

كلمات دليلية
التعليقات (0)