-
℃ 11 تركيا
-
12 يونيو 2025
رابطة المحللين السياسيين العراقيين: التصعيد الأوكراني محاولة يائسة أمام التفوق الروسي وعرقلة للتفاوض
التفوق الروسي يدفع أوكرانيا إلى التصعيد
رابطة المحللين السياسيين العراقيين: التصعيد الأوكراني محاولة يائسة أمام التفوق الروسي وعرقلة للتفاوض
-
28 مايو 2025, 3:43:19 م
-
417
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
هادي جلو مرعي
بغداد – خاص بـ180 تحقيقات
أكد هادي جلو مرعي، رئيس رابطة المحللين السياسيين في العراق، أن التصعيد العسكري الأوكراني الأخير يأتي في إطار محاولات لجر الغرب مجددًا إلى الصراع، في ظل عجز كييف عن مواجهة التفوق الروسي المتزايد، وانخفاض مخزونها العسكري، وتراجع الدعم الأميركي الفاعل.
التفوق الروسي يدفع أوكرانيا إلى التصعيد
أوضح مرعي أن تصعيد كييف لا يرتبط بتحقيق مكاسب ميدانية بقدر ما هو تعبير عن أزمة استراتيجية، مشيرًا إلى أن زيلينسكي يسعى لخلق موجة توتر جديدة لدفع الدول الغربية إلى تشديد مواقفها السياسية، وزيادة التسليح، وتوسيع العقوبات الاقتصادية ضد موسكو، رغم أن التجربة أثبتت – حسب تعبيره – أن هذه الإجراءات "غير مجدية".
وأضاف: "كل ما يُتخذ ضد روسيا يُعطيها المزيد من القوة، ويزيد قدرتها على التأثير في المسار السياسي الدولي، ويجعل قراراتها أكثر حكمة وتأنٍ".
بوتين يربك الحسابات الغربية: هدوء يقلق أوروبا
وأشار مرعي إلى أن الهدوء النسبي الذي يبديه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يخلق حالة من الارتباك والضياع لدى صناع القرار في أوروبا، ويزيد من تعقيد إدارتهم للأزمة، في وقت يحتاجون فيه إلى مواقف حاسمة وعقلانية.
وأكد أن الاستراتيجية الروسية باتت تعتمد على إضعاف الخصم سياسيًا واقتصاديًا، أكثر من السعي إلى حسم عسكري مباشر، وهو ما يدفع كييف إلى تكثيف تحركاتها الميدانية كسبًا لأي ورقة تفاوض مستقبلية.
وزارة الدفاع الروسية: كييف تصعّد بدعم أوروبي لعرقلة التفاوض
في سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن نظام كييف، بدعم من بعض الدول الأوروبية، اتخذ خطوات استفزازية متعمدة تهدف إلى تعطيل عملية التفاوض بشأن التسوية السياسية.
وأوضحت الوزارة في بيان رسمي أن أوكرانيا كثّفت منذ 20 مايو/أيار 2025 من هجماتها باستخدام الطائرات دون طيار والصواريخ الغربية الصنع، مشيرة إلى أن روسيا ردّت على هذه الهجمات باستهداف منشآت عسكرية ومؤسسات الصناعات الدفاعية داخل أوكرانيا بأسلحة دقيقة من الجو والبحر والبر.
أرقام الهجمات والرد الروسي: آلاف المسيرات وأساليب دفاع متطورة
وجاء في البيان أنه منذ الساعة 20:00 يوم 20 مايو وحتى الساعة 08:00 صباح 27 مايو، تم تدمير واعتراض 2,331 طائرة دون طيار، منها 1,465 خارج نطاق منطقة العملية العسكرية الخاصة، في مؤشر على تصعيد غير مسبوق في عدد الطائرات المُسيّرة المستخدمة ضد أهداف داخل روسيا.
وأكدت الوزارة أن بعض هذه الهجمات استهدفت مناطق مدنية وتسببت بإصابات بين المدنيين، بما فيهم نساء وأطفال، وهو ما دفع الجيش الروسي إلى رد صارم شمل ضربات عالية الدقة على البنية التحتية العسكرية الأوكرانية فقط، وفق تأكيدها.
سياق استراتيجي: حرب استنزاف سياسي وعسكري
يرى مراقبون أن المعطيات الجديدة على الأرض تعكس تحوّل الحرب إلى حرب استنزاف طويلة الأمد، لا تقتصر على الاشتباك المباشر بل تمتد إلى أبعاد اقتصادية ودبلوماسية وجيوسياسية.
كما يتضح أن كييف، عبر هذه التحركات، تسعى إلى منع أي تقارب محتمل بين موسكو وواشنطن، خصوصًا في ظل رغبة متزايدة لدى الولايات المتحدة في ضبط إيقاع المواجهة وتخفيف حدّتها قبل الدخول في استحقاقات انتخابية داخلية.
محاولة مكشوفة لخلط الأوراق
في ظل التفوق الروسي الواضح وتراجع الدعم الغربي، يرى خبراء سياسيون أن التصعيد الأوكراني الأخير ما هو إلا محاولة مكشوفة لإرباك المشهد، وعرقلة مساعي التفاوض، والتأثير على الرأي العام الدولي عبر افتعال أزمات ميدانية مؤقتة. ومع ذلك، تبقى اليد العليا عسكريًا وسياسيًا لموسكو، في ظل ما تسجله من ثبات استراتيجي وتحكم مدروس بمسارات الصراع.










