خلافات بين القيادة العسكرية والسياسية الإسرائيلية حول مسار الحرب على غزة

profile
  • clock 30 يونيو 2025, 8:27:15 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

أفادت "القناة 12" العبرية مساء الأحد بوجود خلافات عميقة داخل الاجتماع الأمني بين القيادة العسكرية والسياسية في إسرائيل حول مسار الحرب على قطاع غزة، حيث نقلت القناة أن الجيش الإسرائيلي يعارض بشكل صريح فكرة احتلال غزة بالكامل، وبدلاً من ذلك يوصي بالسعي إلى إبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس. في نقاش أمني مغلق، أوضح رئيس الأركان أن الجيش يرى أنه نجح فعلاً في إخضاع حماس، في حين أصر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على أن هذا لم يحدث، مطالبًا بمواصلة العملية العسكرية. وأشارت القناة إلى أن قيادة الجيش ضغطت على الحكومة لتحديد خطواتها المقبلة بشكل واضح، تجنبًا لمزيد من التخبط الاستراتيجي.

أيام حاسمة مقبلة

في سياق متصل، ذكرت "القناة 13" العبرية أن مسؤولين كبارًا في إسرائيل يصفون الأيام القليلة المقبلة بأنها "مصيرية"، ويتحدثون عن "فرصة ذهبية" قد لا تتكرر لحسم المسار في غزة. ووفقًا لمصادر إسرائيلية مطلعة تحدثت لموقع "والا"، يشهد الجيش الإسرائيلي انقسامًا واضحًا بين قيادات تدفع باتجاه تكثيف العمليات العسكرية، وأخرى ترى ضرورة إنهاء الحرب عبر التفاوض. يأتي ذلك في وقت يستعد الجيش لعملية غير مسبوقة في القطاع قد تشمل الدفع بخمس فرق عسكرية كاملة، في تحرك أكبر من العمليات السابقة، وفق تسريبات "والا"، مع التخطيط لإجبار أعداد كبيرة من الفلسطينيين على الإخلاء في واحدة من أوسع عمليات التهجير منذ بداية الحرب.

خيارات أمام الكابينت

بحسب "القناة 12"، من المقرر أن يعرض الجيش الإسرائيلي أمام المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) عدة خيارات حول غزة، تبدأ من استكمال احتلال القطاع وصولًا إلى التفاوض لإبرام صفقة مع حركة حماس. كما يتوقع أن يبلغ رئيس الأركان إيال زامير الوزراء أن الجيش بات قريبًا من تحقيق أهدافه المعلنة، في محاولة لطمأنة القيادة السياسية رغم الضغوط. لكن صحيفة "يديعوت أحرونوت" نقلت عن قادة عسكريين اعترافهم بأن "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحماس، ما زالت نشطة وتنتشر من خان يونس جنوبًا حتى مدينة غزة وضواحيها شمالًا، وهو ما يبرز الصعوبات الكبيرة التي يواجهها الجيش رغم مرور أشهر على بدء الحملة العسكرية.

استمرار الحرب والحصار

تأتي هذه التسريبات في وقت تؤكد فيه الوقائع الميدانية أن إسرائيل استأنفت الحرب على غزة بقوة منذ انهيار الهدنة الهشة في مارس الماضي، مع تكثيف عملياتها البرية، خاصة في جنوب القطاع، والدعوة إلى إخلاء مساحات واسعة في الشمال. كما شددت إسرائيل حصارها على المساعدات الإنسانية، الطبية والغذائية، مانعة وصولها إلى مئات الآلاف من المدنيين. وتوعدت الحكومة الإسرائيلية مرارًا بالبقاء في غزة وعدم الانسحاب من المناطق الجديدة التي سيطرت عليها منذ مارس، في تحدٍ للضغوط الدولية والانتقادات الحقوقية.

ترامب يضغط لاتفاق

في هذه الأثناء، تتجه الأنظار إلى الموقف الأمريكي، حيث يعمل الرئيس دونالد ترامب من أجل دفع إسرائيل وحماس نحو إبرام صفقة تبادل أسرى. وكتب ترامب في منشور على منصة "تروث سوشيال" الأحد مخاطبًا الأطراف: "اعقدوا صفقة غزة.. وأعيدوا المحتجزين". ومع ذلك، كشف ثلاثة مسؤولين إسرائيليين كبار في تصريحات سابقة أن الفجوات بين إسرائيل وحماس لا تزال واسعة، خصوصًا في ما يتعلق بشروط وقف إطلاق النار وترتيبات تبادل الأسرى، ما يزيد من تعقيد المشهد التفاوضي ويطيل أمد المأساة الإنسانية في القطاع.

التعليقات (0)