في ظل حرب مفتوحة… سلاح الهندسة "الهدف الأهم" للمقاومة

خسائر غير مسبوقة في صفوف سلاح الهندسة الإسرائيلي: المقاومة تُفكك "العمود الفقري" للقوات البرية في غزة

profile
  • clock 10 يوليو 2025, 4:46:06 م
  • eye 432
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

أكثر من 70 قتيلاً من وحدات الهندسة منذ بدء "طوفان الأقصى" وعمليات مركّزة تُربك تقدم الاحتلال ميدانيًا

كشفت وسائل إعلام عبرية، عن تكبّد سلاح الهندسة في جيش الاحتلال الإسرائيلي خسائر بشرية ومادية غير مسبوقة خلال الأشهر الأخيرة، بفعل تكتيكات قتالية متقدمة اعتمدتها المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب القسام، في معاركها المستمرة ضمن عملية طوفان الأقصى.

 38 قتيلًا و98 جريحًا منذ مارس… ويونيو الأسوأ

ووفقًا لما أوردته صحيفة "واللا نيوز" على لسان مراسلها العسكري أمير بوخبوط، فإن الفترة من مارس/آذار 2024 وحتى يوليو الجاري شهدت مقتل أكثر من 38 جنديًا إسرائيليًا، معظمهم من وحدات الهندسة، وإصابة نحو 98 آخرين، بينهم حالات خطيرة.

وأشار التقرير إلى أن شهر يونيو/حزيران شكّل ذروة الخسائر، حيث بلغ عدد القتلى خلاله 20 جنديًا وضابطًا، بالإضافة إلى عشرات الجرحى، وهو ما يُعدّ الأعلى منذ بداية الحرب.

 سلاح الهندسة في مرمى المقاومة: أكثر من 70 قتيلًا منذ أكتوبر

تشير التقارير العبرية إلى أن وحدات سلاح الهندسة الإسرائيلي فقدت أكثر من 70 جنديًا منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، بينهم 23 قتيلاً منذ مارس فقط، فضلًا عن تدمير عدد كبير من الجرافات والآليات المدرعة وناقلات الجنود، بفعل كمائن محكمة نفذتها المقاومة الفلسطينية في عدة محاور قتالية.

 تكتيكات نوعية وخطط استدراج دقيقة

بحسب التقرير، نجحت كتائب القسام في جمع معلومات استخباراتية دقيقة عن تحركات قوات الاحتلال، وخاصة وحدات الهندسة، مما مكّنها من تنفيذ عمليات قنص محكم، وزرع عبوات ناسفة تعمل بتقنيات متقدمة، سواء عبر تفجير سلكي أو عن بُعد، إلى جانب القذائف المضادة للدروع والأسلحة الرشاشة وقذائف الهاون.

وقال قائد ميداني في القسام في تصريحات صحفية: "نستهدف العناصر الأكثر حساسية في منظومة الاحتلال، وعلى رأسها سلاح الهندسة… نعتمد على الكمائن المحكمة، وخطط الخداع والاستدراج، لضرب هذه الوحدات بدقة، وغالبًا تكون فرص النجاة شبه معدومة."

لماذا سلاح الهندسة بالتحديد؟

تُعد وحدات الهندسة الركيزة الأساسية لأي عملية توغل بري إسرائيلية، إذ تقوم بمهام:

كشف الأنفاق وتفجيرها.

إزالة العوائق أمام الدبابات والمشاة.

تفكيك العبوات الناسفة.

هدم الأبنية وتدمير البنى التحتية.

تمهيد الطرق للقوات المتقدمة.

لذلك فإن تعطيل هذه الوحدات يضعف القدرة العسكرية البرية للاحتلال ويُبطئ تقدمه الميداني بشكل كبير.

 هيكل سلاح الهندسة ووحداته المتخصصة

يتوزع سلاح الهندسة الإسرائيلي إلى ثلاث وحدات رئيسية:

الهندسة الثقيلة: متخصصة في تجريف الأرض وهدم البنى التحتية.

الهندسة المدرعة: ترافق الدبابات والمدرعات وتؤمّنها من الكمائن.

هندسة المهام الخاصة (مثل وحدة "ياحالوم"): متخصصة في كشف وتفكيك الأنفاق وتنفيذ عمليات متقدمة عالية الخطورة.

وتشير التقارير إلى أن الضربات الموجعة لهذه الوحدات لم تتسبب فقط في الخسائر البشرية، بل أربكت خطط الاحتلال العسكرية في مناطق سبق أن أعلن السيطرة عليها.

تراجع القدرة العملياتية للاحتلال… والمقاومة تتقدّم ميدانيًا

تؤكد مصادر إسرائيلية أن هذه الضربات النوعية أدت إلى تراجع فعالية القوات البرية الإسرائيلية، وتباطؤ في تنفيذ خططها على الأرض، خصوصًا في المناطق الجنوبية مثل خانيونس ورفح، حيث تتكرر كمائن المقاومة وتُكبّد الاحتلال خسائر فادحة.

 في ظل حرب مفتوحة… سلاح الهندسة "الهدف الأهم" للمقاومة

تُدرك المقاومة الفلسطينية أن استهداف سلاح الهندسة هو ضرب للعمود الفقري للآلة العسكرية الإسرائيلية، لذا ركزت عملياتها على هذه الوحدات، عبر تطوير تكتيكات هجومية ودفاعية دقيقة، ما حوّل قطاع غزة إلى ساحة اشتباك معقّدة تفقد فيها إسرائيل تفوّقها الميداني تدريجيًا.

المقاومة تفرض معادلاتها

في ظل استمرار الحرب، تؤكد الوقائع الميدانية أن المقاومة الفلسطينية باتت تمتلك خبرة تكتيكية وأمنية عالية، تمكنها من استهداف الوحدات الإسرائيلية الحيوية بدقة قاتلة، ما ينبئ بتحوّل في مسار المعركة وتفكك تدريجي في القدرات البرية لجيش الاحتلال.

 

التعليقات (0)