-
℃ 11 تركيا
-
14 أغسطس 2025
خاص/ كيف يؤثر استهداف الصحفيين على تغطية الأحداث في النزاعات المسلحة؟
حرمان العالم من المعلومات المباشرة في غزة
خاص/ كيف يؤثر استهداف الصحفيين على تغطية الأحداث في النزاعات المسلحة؟
-
14 أغسطس 2025, 4:28:43 م
-
413
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
خاص موقع 180 تحقيقات
تستمر الانتهاكات ضد الصحفيين في غزة، في ظل تصاعد النزاع المسلح بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، مما يضع حرية الإعلام ونقل الحقيقة على المحك. فكل استهداف للصحفيين لا يؤثر فقط على حياة هؤلاء الأفراد، بل يمتد أثره ليشمل إخفاء المعلومات عن العالم، وإضعاف قدرة المجتمع الدولي على فهم الواقع على الأرض.
في هذا السياق، علّق الأستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي، أستاذ الإعلام والدعاية الدولية لموقع "180 تحقيقات" قائلاً إن استهداف الصحفيين له تأثيرات عميقة ومدمرة، مؤكداً أن حماية الصحفيين ليست مجرد قضية حقوقية، بل ضرورة لضمان حق الجميع في المعرفة.
تأثير استهداف الصحفيين على حرية الإعلام
1. إخفاء الحقائق
يُعد استهداف الصحفيين محاولة مباشرة لإسكات الشهود ومنع تدفق المعلومات والصور التي تكشف عن الخسائر والأضرار، خصوصًا بين المدنيين. عند قمع الصحافة، يصبح من السهل على الأطراف المتحاربة التحكم في الرواية الرسمية وتجنب أي مساءلة دولية. هذا الأسلوب يُضعف قدرة العالم على فهم الحقيقة، ويخلق فجوة كبيرة بين الأحداث الواقعية والمعلومات المنشورة.
2. خلق بيئة من الخوف
استهداف الصحفيين يولد خوفًا شديدًا بينهم وبين عائلاتهم، ويجعل استمرارهم في تغطية الأحداث خطراً يهدد حياتهم. هذا الخوف يؤدي إلى تراجع التغطية الميدانية، ويُضعف الصحافة المحلية، ما يترك المجال للجهات المتحاربة لتشكيل صورة أحادية الجانب عن النزاع.
3. فقدان وجهات النظر المحلية
معظم الصحفيين المستهدفين في غزة هم صحفيون فلسطينيون محليون. هؤلاء يمتلكون معرفة دقيقة بالسياق الاجتماعي والسياسي واللغة المحلية، ما يجعلهم مصدرًا حيويًا للمعلومات. فقدانهم يعني غياب رواية حقيقية ومتنوعة، لا يمكن تعويضها بالكامل من قبل الصحفيين الأجانب.
4. حرمان العالم من المعلومات
في ظل منع الصحفيين الأجانب من الوصول إلى غزة، يصبح الصحفيون المحليون المصدر الأساسي للمعلومات المباشرة. استهدافهم يحرم المجتمع الدولي من الصور والشهادات الحية، ويقلل من قدرة وسائل الإعلام العالمية على توثيق الانتهاكات ورفع الوعي الدولي.
مسؤوليات المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية
1. احترام القانون الدولي الإنساني
ينص القانون الدولي الإنساني على أن الصحفيين في مناطق النزاع يعتبرون مدنيين، ولا يجوز استهدافهم مباشرة إلا إذا شاركوا فعليًا في الأعمال العدائية. لذا، أي انتهاك لهذه القاعدة يُعد جريمة حرب محتملة.
2. المطالبة بالمساءلة
على المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية الضغط على الأطراف المتحاربة لاحترام القانون الدولي والتحقيق في جميع حالات استهداف الصحفيين. الإفلات من العقاب يشجع على المزيد من الانتهاكات، لذا فإن المساءلة أمر حاسم لردع المخالفين.
3. التوثيق والإبلاغ
تلعب منظمات مثل لجنة حماية الصحفيين ومراسلون بلا حدود دورًا رئيسيًا في توثيق حالات الانتهاكات والقتل ضد الصحفيين، وتقديم هذه الأدلة إلى هيئات مثل المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في جرائم الحرب المحتملة. هذا التوثيق يساهم في إنشاء سجل دولي موثوق يضمن عدم تكرار الانتهاكات.
4. الدعوة إلى اتخاذ إجراءات دولية
يمكن للمنظمات الدولية، بما فيها الأمم المتحدة ومجلس الأمن، اتخاذ قرارات ملزمة لحماية الصحفيين في مناطق النزاع. يجب أن تتجاوز هذه القرارات الإدانة اللفظية لتشمل آليات حماية فعالة وعقوبات ضد من يستهدفون الصحفيين، لضمان توفير بيئة آمنة للتغطية الإعلامية.
5. توفير الحماية والدعم
يجب على المنظمات الحقوقية تقديم الدعم المادي والنفسي للصحفيين في مناطق الخطر، بما يشمل تزويدهم بـ:
معدات الحماية الشخصية
تدريب على الأمن الرقمي
دعم قانوني للناجين من الهجمات
هذه التدابير تساعد الصحفيين على الاستمرار في عملهم رغم المخاطر المتزايدة، وتعزز قدرة الإعلام على نقل الحقيقة إلى العالم.
إن استهداف الصحفيين في غزة يُشكل تهديدًا مباشرًا لحرية الإعلام وحق المجتمع الدولي في الوصول إلى المعلومات الدقيقة. إن الصحفيين المحليين هم العمود الفقري لتوثيق الأحداث ونقلها، وفقدانهم يعني غياب رواية حقيقية ومتنوعة عن الواقع في غزة.
من هنا، تظهر أهمية دور المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية في حماية الصحفيين، من خلال المساءلة والتوثيق واتخاذ الإجراءات الدولية وتوفير الدعم المادي والنفسي. حماية الصحفيين ليست فقط قضية أخلاقية أو حقوقية، بل هي ضرورة لضمان حق الجميع في المعرفة وفهم ما يجري على الأرض.
.jpeg)





