-
℃ 11 تركيا
-
11 أغسطس 2025
خاص/ سياسي عراقي لـ"180 تحقيقات" : استهداف الصحفيين في غزة تحدٍ خطير لحرية الإعلام ونقل الحقيقة
ما هي مسؤوليات المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية في حماية الصحفيين؟
خاص/ سياسي عراقي لـ"180 تحقيقات" : استهداف الصحفيين في غزة تحدٍ خطير لحرية الإعلام ونقل الحقيقة
-
11 أغسطس 2025, 3:26:45 م
-
428
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
استهداف الصحفيين في غزة
خاص موقع 180 تحقيقات
استهداف الصحفيين في غزة ومسؤولية المجتمع الدولي: رؤية الدكتور عبد الكريم الوزان
في ظل تصاعد الأحداث في غزة واستمرار استهداف الصحفيين الذين يحاولون نقل الحقيقة، يبرز سؤال حاسم حول مدى تأثير هذا الاستهداف على حرية الإعلام وكيفية حماية الإعلاميين في مناطق النزاع. في حوار خاص مع موقع "180 تحقيقات"، قدم الكاتب والمحلل السياسي العراقي الدكتور عبد الكريم الوزان قراءة معمقة حول هذه القضية الحساسة.
كيف يؤثر استهداف الصحفيين في غزة على حرية الإعلام ونقل الحقيقة إلى العالم؟
يرى الدكتور الوزان أن الحديث عن حرية الإعلام في ظل استهداف الصحفيين في مناطق مثل غزة يجب أن يكون واقعياً بعيداً عن المثالية:
"لا تصدق بحرية الإعلام. لم يتركوا قدسية للإعلام بشكل عام."
بحسب تحليله، الإعلام الذي يلتزم بالحقائق وينتهج خطاباً إعلامياً رصيناً وهادفاً غالبًا ما يصبح هدفاً للاستهداف. فكما يصف، الإعلام هو "القابض على الجمر"، من يحمل الحقيقة في بيئة ملتهبة تتصارع فيها قوى متشابكة.
يضيف الوزان أن الإعلام في غالب الأحوال لا يكون مستقلاً تماماً، بل يخضع بشكل أو بآخر لتأثير السياسات الحكومية أو القوى العميقة التي تدير الصراعات الدولية. ويشير إلى أن الإعلام كثيرا ما يصبح أداة لحماية مصالح الدول والجيوش والتكنولوجيا المتقدمة، ما يحد من حرية نقل الحقيقة كاملة بلا قيود أو مخاطر.
لكن رغم هذه التحديات، يؤكد أن الإعلام لا يزال المرآة العاكسة للحقيقة، ولا يمكن تجاهل دوره المركزي في توثيق الأحداث وكشف الانتهاكات. لذلك فإن استهداف الإعلاميين هو محاولة لإسكات صوت الحقيقة، وهو ما يمثل تهديداً مباشراً للشفافية والعدالة.
ما هي مسؤوليات المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية في حماية الصحفيين وضمان حقوقهم أثناء النزاعات المسلحة؟
حول هذا المحور، يوضح الدكتور الوزان أن المسؤولية تقع بشكل كبير على عاتق المجتمع الدولي، ولكنه يشدد على أن دور الإعلاميين أنفسهم لا يقل أهمية:
"المجتمع يتحمل مسؤولية كبيرة في حماية الإعلاميين والصحفيين من خلال تشريع قوانين، من خلال التثقيف والوعي، وأيضاً من خلال قيام الإعلاميين أنفسهم بتحريك الرأي العام."
ويؤكد أن الرأي العام، سواء المحلي أو الإقليمي أو الدولي، يشكل القوة الأساسية التي يمكنها الضغط لوقف الانتهاكات وحماية الإعلام. فالصحفيون مجرد ناقلين للحقيقة، ونجاحهم في تحريك الرأي العام هو العامل الأهم في ضمان سلامتهم ومهنيتهم.
يشدد الوزان على أن الإعلام يجب أن يظل محايداً وغير مرتبط بأي أقطاب أو صراعات، وأن "كلمة الحق كلمة مقدسة"، وهذا الالتزام بالمصداقية والموضوعية هو ما يجب أن يحفظ الصحفيين من دفع ثمن مهنيتهم.
ويضيف: "الإعلام حينما يستخدم واجبه في المصداقية، فأن هذا لا يعني أن يدفع ثمن المهنية الإعلامية والالتزام بالتربية الإعلامية."
من خلال رؤية الدكتور عبد الكريم الوزان، تتضح صورة واقع الإعلام في مناطق النزاع مثل غزة على أنه ميدان صراع حقيقي، حيث يتحول الصحفيون إلى أهداف بسبب تمسكهم بنقل الحقيقة. لا توجد حرية إعلام كاملة في بيئة يسودها القتل والاستهداف، خصوصًا حين يكون الإعلام مستقلاً وملتزماً بالمصداقية.
في الوقت ذاته، تقع مسؤولية كبيرة على المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية في سن القوانين وتوعية الجمهور ودعم الإعلاميين نفسياً وقانونياً. لكن الأهم من ذلك، كما يؤكد الوزان، هو دور الإعلاميين في تحريك الرأي العام لخلق ضغط حقيقي يوقف الانتهاكات.
تظل كلمة الحق، والمهنية الإعلامية، والتربية الإعلامية، هي الدرع الوحيد لحماية الإعلاميين، وهي المعيار الذي يميز الإعلام الحقيقي عن الدعاية أو التلاعب.







