العراق كساحة لتصفية الحسابات بين إيران وأمريكا

خاص/ تحذير أمريكي من السفر إلى العراق: انعكاس لتصاعد التوترات الإقليمية بين واشنطن وطهران

profile
  • clock 12 يونيو 2025, 1:08:13 م
  • eye 430
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
واشنطن وطهران

خاص موقع 180 تحقيقات

تحذير أمريكي من السفر إلى العراق: انعكاس لتصاعد التوترات الإقليمية بين واشنطن وطهران، في ظل تزايد المخاطر الأمنية في منطقة الشرق الأوسط، أصدرت الولايات المتحدة تحذيرًا جديدًا لرعاياها بعدم السفر إلى العراق، مشيرة إلى "مخاطر أمنية متزايدة"، في خطوة تؤكد تصاعد التوترات مع إيران وتزايد احتمالية التصعيد الميداني في المنطقة.

تدهور العلاقات الأمريكية الإيرانية يدفع العراق إلى واجهة التوتر

يأتي هذا التحذير في وقت حساس تشهد فيه العلاقات بين واشنطن وطهران توترًا متصاعدًا، وذلك بسبب تعثر مفاوضات البرنامج النووي الإيراني، والتصريحات التصعيدية المتبادلة بين الجانبين، والتي تلوّح بخيارات ميدانية وردود فعل عسكرية محتملة.

وفي هذا السياق، أوضح الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي، عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة بغداد، في تصريحات لموقع "180 تحقيقات"، أن التحذير الأميركي ليس خطوة اعتيادية، بل يمثل مؤشراً على احتمالية انفجار الوضع الأمني في العراق، نتيجة الصراع غير المباشر بين إيران والولايات المتحدة.

العراق كساحة لتصفية الحسابات بين إيران وأمريكا

تشير المعطيات إلى أن العراق قد يتحول مجددًا إلى ساحة لتصفية الحسابات بين واشنطن وطهران، خصوصًا في ظل النشاط المتزايد للميليشيات الموالية لإيران، والتي غالبًا ما تستهدف القواعد والمصالح الأمريكية داخل الأراضي العراقية.

وتخشى واشنطن من أن تكون الهجمات التي تنفذها هذه الميليشيات، من طائرات مسيرة وصواريخ وعمليات اغتيال، بمثابة ردود غير مباشرة من طهران في ظل انسداد الأفق الدبلوماسي.

تحذير أمريكي ليس روتينياً بل انعكاس لمخاوف حقيقية

ورغم أن الولايات المتحدة اعتادت على إصدار تحذيرات لرعاياها من السفر إلى مناطق النزاع، إلا أن التحذير الأخير تجاه العراق لا يمكن اعتباره روتينيًا. بل هو تعبير صريح عن قلق أمريكي متزايد من انفلات الوضع الأمني وتحول العراق إلى نقطة اشتعال جديدة في الصراع الإيراني الأمريكي.

وقد شهد العراق خلال الأشهر الماضية تصعيداً أمنياً متقطعًا، شمل هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ وعمليات اغتيال طالت نشطاء بارزين، وسط استمرار حالة الفوضى السياسية والانقسامات العميقة في مؤسسات الدولة.

العراق... ضحية “التوازنات القذرة”

في الواقع، يبدو أن العراق يدفع ثمن كل جولة توتر بين طهران وواشنطن. فالميليشيات المدعومة من إيران تبرر عنفها ووجودها المسلح بذريعة "مقاومة الاحتلال الأمريكي"، بينما تستغل واشنطن وجودها العسكري كورقة ضغط في مفاوضاتها مع طهران دون مراعاة للواقع العراقي الداخلي.

وهنا تتجلى المفارقة المؤلمة: لا إيران تحترم سيادة العراق، ولا أمريكا تهتم بحماية العراقيين، بل تحوّل البلاد إلى ساحة صراع وتصفية حسابات فوق جثث المدنيين.

يذكر أن تحذير واشنطن الأخير يجب أن يُقرأ في سياقه الجيوسياسي الكامل، كجزء من صراع أكبر يتجاوز العراق نفسه، لكنه يُلقي بظلاله الثقيلة على أمنه واستقراره. ويستدعي ذلك تحركًا وطنيًا ودوليًا عاجلاً لحماية السيادة العراقية من تدخلات الخارج وصراعات لا ناقة للعراقيين فيها ولا جمل.

التعليقات (0)