من النصيرات إلى العالم: صرخة من الأواني الفارغة

حملة قرع الأواني تنتشر عالميًا نصرة لغزة: صوت الجوع يدوّي من الشرفات

profile
  • clock 24 يوليو 2025, 3:35:10 م
  • eye 471
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية غير المسبوقة في قطاع غزة، دعا ناشطون من مختلف دول العالم إلى المشاركة في حملة احتجاج يومية رمزية تحمل اسم "الضرب على الأواني من أجل غزة" (#PotBangingForGaza)، تهدف إلى رفع مستوى الوعي الدولي إزاء ما يتعرض له سكان القطاع من تجويع ممنهج وحصار قاتل وإبادة جماعية مستمرة منذ أكثر من 22 شهرًا.

من النصيرات إلى العالم: صرخة من الأواني الفارغة

استُلهمت الحملة من مقطع فيديو مؤثر تم تداوله على نطاق واسع من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، حيث ظهر رجال ونساء وأطفال يطرقون على أوانيهم الفارغة، في محاولة يائسة للتعبير عن جوعهم، ومطالبة بفتح المعابر الإنسانية وإدخال الغذاء والدواء والمساعدات.

من هنا، دعا النشطاء إلى قرع الأواني من النوافذ والشرفات يوميًا في تمام الساعة السادسة مساءً بالتوقيت المحلي، لمدة تتراوح بين دقيقتين وخمس دقائق، وتوثيق الحدث بمقاطع فيديو قصيرة تُنشر على منصات التواصل الاجتماعي، مرفقة بالوسم العالمي #PotBangingForGaza، واسم المدينة المشاركة.

تضامن عالمي واسع مع غزة

تحولت المبادرة سريعًا إلى ظاهرة تضامنية عالمية، حيث شهدت الحملة تفاعلًا كبيرًا من آلاف المشاركين في عشرات المدن حول العالم، مثل لندن، باريس، برلين، نيويورك، روما، عمان، إسطنبول، وتونس، وغيرهم من المدن في أوروبا، وأمريكا الشمالية والجنوبية، والشرق الأوسط.

"Cacerolazo"... أسلوب احتجاج سلمي ذو جذور تاريخية

يعتمد الشكل الرمزي لهذه المبادرة على أسلوب الاحتجاج المعروف باسم "كاسيرولازو" (Cacerolazo)، وهو تقليد احتجاجي استخدمته الشعوب في أمريكا اللاتينية وأوروبا خلال الأزمات السياسية والاجتماعية. وكان لهذا النمط صدى واسع أيضًا خلال جائحة كورونا، حيث استُخدم للتعبير عن الدعم أو الاعتراض في زمن القيود.

غزة... مجاعة وكارثة إنسانية بلا أرقام واضحة

تشير المعطيات الميدانية إلى أن قطاع غزة يواجه واحدة من أسوأ المجاعات في العصر الحديث، حيث يعاني المدنيون من نقص حاد في الغذاء، والماء، والدواء، وانتشار واسع لسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء وكبار السن.

وفي ظل الحصار الإسرائيلي الكامل منذ أكثر من 145 يومًا، صرّح المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن المستشفيات سجلت أكثر من 115 حالة وفاة بسبب الجوع وسوء التغذية، مؤكدًا أن القطاع بحاجة إلى أكثر من 500,000 كيس طحين أسبوعيًا لتفادي الانهيار الكامل.

منظمة العفو الدولية: إسرائيل تستخدم الجوع كسلاح حرب

اتهمت منظمة العفو الدولية "إسرائيل" بشكل مباشر بأنها تستخدم التجويع كسلاح حرب وأداة لارتكاب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة. وأشارت إلى أن أكثر من 800 فلسطيني قُتلوا أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات، وأن نظام التوزيع القائم على التمييز المسلح يُسهم في تعميق الأزمة.

وطالبت المنظمة برفع جميع القيود فورًا، وضمان وصول آمن وغير مشروط للمساعدات، وتفعيل آليات الأمم المتحدة لتوزيع الإغاثة.

حملة "الأواني" كوسيلة ضغط شعبية على الحكومات

يؤكد منظمو حملة #PotBangingForGaza أن الهدف ليس فقط التعبير عن التضامن، بل الضغط على الحكومات الدولية للتحرك الجاد والفوري من أجل:

إنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة

وقف الحرب والإبادة الجماعية

فتح المعابر الإنسانية بشكل دائم

تأمين دخول المساعدات بلا قيود أو رقابة مسيّسة

الرسالة واضحة: لا تصمتوا

في ظل عجز الأنظمة وتخاذل المجتمع الدولي، يدعو النشطاء الشعوب إلى أخذ زمام المبادرة من خلال هذا الفعل السلمي، وإيصال صوت غزة إلى العالم، خاصة في ظل انقطاع وسائل الإعلام والتعتيم الإسرائيلي المتعمد على جرائم الحرب المستمرة.

التعليقات (0)