عبد الكريم صنوبر: من شاب مطارد إلى أيقونة مقاومة

تفجيرات، مطاردات، ومخابرات عاجزة.. حكاية عبد الكريم صنوبر الذي هز أمن إسرائيل

profile
  • clock 24 يوليو 2025, 3:23:22 م
  • eye 426
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
عبد الكريم صنوبر

محمد خميس

أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، يوم الأربعاء 23 يوليو 2025، اعتقال المطارد الفلسطيني عبد الكريم صنوبر، بعد ملاحقة استمرت أكثر من خمسة أشهر، على خلفية تنفيذه لعمليات تفجير استهدفت حافلات إسرائيلية في مدينتَي بات يام وحولون جنوبي تل أبيب، بتاريخ 20 شباط/فبراير 2025.

المطارد عبد الكريم صنوبر… خمس أشهر أربكت أمن الاحتلال

تحوّل اسم عبد الكريم صنوبر إلى أيقونة نضالية بين صفوف الشباب الفلسطيني، بعدما نجح في التواري عن أنظار أجهزة الأمن الإسرائيلية طوال 5 أشهر، رغم عمليات المطاردة المكثفة، والاقتحامات اليومية، والملاحقات الأمنية التي لم تتوقف منذ وقوع تفجيرات بات يام وحولون.

وخلال تلك الفترة، نفذت قوات الاحتلال عشرات الاقتحامات لمنازل عائلته وأصدقائه في نابلس، واعتقلت عددًا من أقاربه، بمن فيهم والده ووالدته وإخوته، في محاولة للضغط عليه لتسليم نفسه. كما هددته قوات الاحتلال بالقتل الفوري عند العثور عليه.

الإصابة التي كشفت مكانه: انفجار عرضي في نابلس

في يوم الثلاثاء، 22 يوليو 2025، أصيب عبد الكريم صنوبر بحروق خطيرة نتيجة انفجار عبوة ناسفة أثناء تجهيزها، ما اضطره للانتقال إلى أحد مستشفيات مدينة نابلس لتلقي العلاج. وعلى الفور، قامت أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، التي تراقب المستشفيات، بإبلاغ الاحتلال، ما أدى إلى اقتحام المدينة ومحاصرة عدة مرافق طبية.

ورغم الحصار الإسرائيلي، تمكن صنوبر من التخفي والخروج مجددًا، قبل أن تعود القوات وتكثف تواجدها في حي المعاجين غرب نابلس، بعد ورود معلومات استخباراتية عن مكان اختبائه.

النهاية: اعتقال صنوبر في نابلس بعد 14 ساعة من الحصار

بعد أكثر من 14 ساعة من الحصار والاشتباكات في حي المعاجين، أعلنت قوات الاحتلال مساء الأربعاء أنها تمكنت من اعتقال عبد الكريم صنوبر، أثناء اختبائه في أحد المباني السكنية، وهو مصاب بجراح نتيجة الانفجار السابق.

وتتهم سلطات الاحتلال صنوبر بالمسؤولية المباشرة عن تفجير ثلاث حافلات إسرائيلية كانت متوقفة في بات يام وحولون، الأمر الذي أدى إلى إصابات وأضرار مادية كبيرة، ودفع بالمؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى فتح أوسع عملية مطاردة في الضفة الغربية منذ سنوات.

تفاعل شعبي واسع: صنوبر رمز للإرادة والتحدي

جاء اعتقال عبد الكريم صنوبر كحدث مؤثر في الشارع الفلسطيني، حيث امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بمنشورات تشيد بصموده وقدرته على التخفي، رغم الإمكانيات الاستخباراتية والتقنية الهائلة للاحتلال.

وكتب الشاب محمد فطاير من نابلس عبر فيسبوك: "يعزّ علينا أن الاحتلال نجح في اعتقال المقاوم عبد الكريم صنوبر، ولكن ما يواسينا هو أن شابًا في العشرين من عمره استطاع أن يُربك دولة بكامل أجهزتها الأمنية طيلة خمسة أشهر".

وأضاف آخر: "إن اعتُقل عبد الكريم، فقد جسّد لنا معنى الإرادة والسرية والانتماء، وكان درسًا في النضال والوعي السياسي المبكر".

عبد الكريم صنوبر: من شاب مطارد إلى أيقونة مقاومة

ولد عبد الكريم صنوبر في مدينة نابلس، وهو في أوائل العشرينيات من عمره، وبرز اسمه بعد تفجيرات فبراير 2025، حيث تمكّن من إرباك أجهزة الاحتلال والاستخبارات العسكرية، وأصبح اسمه يتصدر قوائم المطلوبين للاعتقال أو التصفية.

وظلّ على مدى الأشهر الماضية موضوعًا لعمليات اقتحام وهجمات مكثفة على الأحياء التي يُشتبه بتواجده فيها، وهو ما أدى إلى خسائر واسعة بين المدنيين الفلسطينيين، ودمار للمنازل والبنية التحتية، نتيجة عمليات الاحتلال العسكرية.

التعليقات (0)