-
℃ 11 تركيا
-
14 أغسطس 2025
حماس تؤكد حرصها على استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار والتهدئة في غزة
دور مصر في إدخال المساعدات وإغاثة غزة
حماس تؤكد حرصها على استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار والتهدئة في غزة
-
13 أغسطس 2025, 3:31:06 م
-
424
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
حماس
محمد خميس
في تطور جديد على صعيد الجهود السياسية الرامية لإنهاء التصعيد العسكري في قطاع غزة، كشف مصدر مصري مطلع لقناة القاهرة الإخبارية عن عقد لقاء مهم بين وفد من حركة حماس ورئيس المخابرات العامة المصرية، جرى خلاله بحث سبل دفع مفاوضات التهدئة ووقف إطلاق النار. يأتي هذا اللقاء في إطار التحركات المكثفة التي تبذلها القاهرة مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية للوصول إلى صيغة نهائية تضع حدًا للحرب المستمرة في القطاع منذ أشهر.
حرص حماس على العودة السريعة للمفاوضات
أوضح المصدر أن حركة حماس عبّرت خلال الاجتماع عن حرصها الشديد على سرعة العودة إلى مفاوضات وقف إطلاق النار، مؤكدة أن استمرار التصعيد لن يخدم أي طرف، وأن الحل الأمثل يكمن في التوصل إلى اتفاق شامل يضمن حماية المدنيين ورفع الحصار عن قطاع غزة. كما شددت الحركة على أهمية أن تتضمن أي تسوية قادمة ضمانات واضحة لوقف العدوان، وبدء خطوات عملية لإعادة إعمار ما دمرته الحرب.
دور مصر في إدخال المساعدات وإغاثة غزة
خلال اللقاء، ثمّنت قيادة حماس الدور المحوري الذي تلعبه مصر في تسهيل دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، وسط الظروف الصعبة التي يعيشها السكان نتيجة الحصار والقصف المستمر. وأشاد الوفد الفلسطيني بالجهود المصرية في تنسيق قوافل الإغاثة الطبية والغذائية عبر معبر رفح، وحرص القاهرة على تخفيف المعاناة الإنسانية في القطاع.
تحركات مصرية مكثفة على مسار التهدئة
المصدر المصري أشار أيضًا إلى أن القاهرة تكثف اتصالاتها مع جميع الأطراف، بما في ذلك الجانب الإسرائيلي، والسلطة الفلسطينية، والأطراف الدولية المؤثرة، بهدف التوصل إلى صيغة متفق عليها لوقف إطلاق النار. وتعمل مصر على ضمان أن تكون التهدئة خطوة تمهيدية لإنهاء الحرب، وفتح الباب أمام مفاوضات سياسية أوسع تتناول الملفات الجوهرية، مثل رفع الحصار وإعادة الإعمار.
أهمية الدور المصري تاريخيًا
منذ اندلاع جولات التصعيد السابقة في قطاع غزة، لعبت مصر دور الوسيط الأساسي بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل. ويستند هذا الدور إلى علاقات القاهرة المتوازنة مع جميع الأطراف، فضلًا عن خبرتها في إدارة ملفات التهدئة والمفاوضات المعقدة. ونجحت الوساطة المصرية في مرات عديدة في وقف جولات العنف، وهو ما يجعل تدخلها الحالي محوريًا في هذه المرحلة الحساسة.
التحديات التي تواجه جهود التهدئة
رغم التفاؤل الحذر، فإن طريق التهدئة ليس خاليًا من العقبات. فهناك خلافات جوهرية حول شروط وقف إطلاق النار، خاصة فيما يتعلق بآلية رفع الحصار، وضمان حرية الحركة للبضائع والأفراد، وإعادة إعمار القطاع، إضافة إلى ملف الأسرى والمفقودين. كما أن استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في مناطق مختلفة من غزة يزيد من صعوبة تثبيت أي اتفاق قبل وقفه الكامل.
الموقف الدولي من الجهود المصرية
تحظى جهود مصر بدعم واضح من أطراف دولية وإقليمية، بما في ذلك الأمم المتحدة وقطر والأردن وتركيا، إلى جانب الولايات المتحدة التي ترى في الدور المصري عنصرًا أساسيًا لضمان استقرار المنطقة. وقد عبّر مسؤولون أمميون مؤخرًا عن تقديرهم للمساعي المصرية، مؤكدين أن أي تقدم على مسار التهدئة سيساهم في تسريع وصول المساعدات الإنسانية وإنقاذ أرواح المدنيين.
حماس والمرونة السياسية
اللافت في هذا اللقاء هو إبداء حماس مرونة سياسية واضحة، إذ أكدت استعدادها للانخراط في مفاوضات شاملة تتناول مختلف القضايا العالقة، شريطة أن تضمن حقوق الشعب الفلسطيني وتحقق أهدافه في الحرية ورفع الحصار. هذه المرونة قد تفتح المجال أمام تفاهمات أوسع إذا ما تجاوب الطرف الآخر مع المقترحات المطروحة.
سيناريوهات المرحلة المقبلة
وفق تقديرات مراقبين، فإن المرحلة القادمة قد تشهد أحد ثلاثة سيناريوهات:
التوصل إلى اتفاق تهدئة شامل بضمانات دولية، يتبعه بدء إعادة الإعمار.
هدنة مؤقتة تسمح بإدخال المساعدات وتبادل الأسرى، مع استمرار التفاوض حول القضايا الكبرى.
فشل المفاوضات وعودة التصعيد الميداني، وهو السيناريو الذي يسعى الوسطاء لتجنبه بكل الوسائل.
لقاء وفد حماس مع رئيس المخابرات المصرية يمثل خطوة مهمة في مسار الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة. ومع استمرار التحركات المصرية الحثيثة واتساع دائرة الدعم الدولي لهذه الجهود، يبقى الأمل قائمًا في أن تثمر هذه المساعي عن اتفاق يوقف نزيف الدم ويحمي المدنيين، ويمهد الطريق أمام مرحلة جديدة من الاستقرار وإعادة الإعمار في القطاع.









