التحديات التي تواجه أي اتفاق محتمل

ترامب يبحث في قمة ألاسكا سبل التوصل لوقف إطلاق النار في أوكرانيا

profile
  • clock 13 أغسطس 2025, 3:23:31 م
  • eye 414
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
ترامب

محمد خميس

كشفت مصادر مطلعة لموقع أكسيوس أن الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الحالي دونالد ترامب أجرى محادثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي وعدد من قادة أوروبا، أكد خلالها عزمه على السعي في قمة ألاسكا المقبلة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الحرب الأوكرانية الروسية، وفتح باب المفاوضات نحو سلام شامل ينهي النزاع المستمر منذ أكثر من عامين ونصف.

ترمب يسعى لفهم إمكانية إبرام اتفاق سلام كامل

وفقًا لما نقلته أكسيوس عن مصدرين مطلعين، فإن ترمب أبلغ زيلنسكي والقادة الأوروبيين أن أحد أهدافه الرئيسية في القمة هو تقييم مدى إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام كامل بين كييف وموسكو. وأكد أنه يريد استكشاف فرص الحلول الدبلوماسية التي يمكن أن تضع حدًا للحرب، وتعيد الاستقرار إلى المنطقة، وتحد من تداعيات النزاع على الاقتصاد العالمي وأمن الطاقة.

زيلنسكي: لا يمكن الوثوق ببوتين

المصادر أوضحت أن زيلنسكي، خلال مكالمته مع ترمب، شدد على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يمكن الوثوق به، مؤكدًا أن أي اتفاق سلام يجب أن يتضمن ضمانات دولية صارمة تلزم موسكو باحترام سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها. كما شدد على أن التجارب السابقة أظهرت أن روسيا قد تستخدم أي هدنة لإعادة تنظيم قواتها.

قضية الأراضي على طاولة النقاش

بحسب مصدر مطلع تحدث لـأكسيوس، أبلغ ترمب القادة الأوروبيين أنه لا يستطيع اتخاذ قرارات نهائية بشأن قضية الأراضي المتنازع عليها، لكنه أشار إلى أن تبادل بعض المناطق قد يكون ضروريًا في إطار أي اتفاق سلام. وأوضح أن هذا الملف يجب أن تتم مناقشته مباشرة بين بوتين وزيلنسكي، باعتبارهما المعنيين الأساسيين باتخاذ القرار حول مستقبل تلك المناطق.

أهمية قمة ألاسكا في المسار التفاوضي

قمة ألاسكا، المقرر عقدها خلال الفترة المقبلة، يتوقع أن تجمع أطرافًا دولية وإقليمية فاعلة في محاولة لدفع المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا إلى الأمام. ويرى مراقبون أن مشاركة ترمب، الذي يحظى بعلاقات متشابكة مع قادة الطرفين، قد تسهم في تقريب وجهات النظر، خاصة إذا استطاع إقناع موسكو وكييف بقبول صيغة وسطية.

مواقف متباينة في أوروبا

في الوقت الذي رحبت فيه بعض العواصم الأوروبية بالتحركات التي يقودها ترمب، أبدت دول أخرى حذرًا من أي تسوية قد تأتي على حساب وحدة الأراضي الأوكرانية. ويؤكد دبلوماسيون أوروبيون أن أي حل يجب أن يكون متوازنًا، ويحظى بدعم كييف، وأن يتم تحت مظلة القانون الدولي، مع ضمان عدم إفلات روسيا من المساءلة عن انتهاكاتها خلال الحرب.

الأبعاد الدولية للأزمة

الحرب في أوكرانيا لم تعد مجرد صراع إقليمي، بل تحولت إلى أزمة ذات أبعاد دولية، أثرت على سلاسل الإمداد العالمية وأسواق الطاقة والغذاء. ويرى خبراء أن نجاح قمة ألاسكا في تحقيق تقدم ملموس نحو وقف إطلاق النار سيعني بداية مرحلة جديدة من الاستقرار، قد تخفف من الأعباء الاقتصادية على الدول النامية، وتفتح المجال أمام إعادة إعمار أوكرانيا.

التحديات التي تواجه أي اتفاق محتمل

رغم التفاؤل الحذر الذي يرافق التحركات الدبلوماسية، إلا أن هناك تحديات جوهرية تقف أمام التوصل إلى اتفاق نهائي، أبرزها انعدام الثقة بين موسكو وكييف، واختلاف الرؤى حول مستقبل الأراضي التي سيطرت عليها روسيا. كما أن الضغوط الداخلية في كلا البلدين، والمواقف المتشددة لدى بعض الأطراف الدولية، قد تجعل من الصعب الوصول إلى صيغة ترضي الجميع.

الأنظار تتجه إلى قمة ألاسكا بوصفها اختبارًا حقيقيًا لقدرة الأطراف الدولية على إنهاء واحدة من أعقد الأزمات الجيوسياسية في العصر الحديث. وإذا ما نجح ترمب في لعب دور الوسيط الفعال، فقد يشكل ذلك نقطة تحول في مسار الحرب الأوكرانية الروسية، ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الحوار، يكون عنوانها الأبرز: السلام الممكن بعد حرب طويلة.

التعليقات (0)