تفاصيل العملية المشتركة

تصعيد ميداني في غزة: كتائب الشهيد أبو علي مصطفى وسرايا القدس تستهدفان قوات الاحتلال شرق المدينة

profile
  • clock 13 أغسطس 2025, 3:37:38 م
  • eye 419
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
كتائب الشهيد أبو علي مصطفى وسرايا القدس

محمد خميس

في تصعيد ميداني جديد ضمن معركة المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، نشرت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مشاهد مصوّرة لعملية نوعية مشتركة مع سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، استهدفت خلالها قوات العدو وآلياته العسكرية شرقي مدينة غزة، باستخدام وابل من قذائف الهاون النظامي عيار (60) ملم.

تفاصيل العملية المشتركة

بحسب ما ورد في البيان المصاحب للفيديو، فإن العملية جاءت في إطار "الرد المستمر على جرائم الاحتلال بحق شعبنا"، حيث تم رصد تحركات قوات الاحتلال المتمركزة في المناطق الشرقية لمدينة غزة، قبل استهدافها بشكل مباشر بالقذائف. وأظهرت المشاهد إصابات دقيقة في مواقع وآليات الاحتلال، ما تسبب في إرباك صفوفه وإجباره على تغيير تمركزاته.

تكتيك القصف بقذائف الهاون

قذائف الهاون، خاصة من عيار (60) ملم، تُعد من الأسلحة الفعالة في القتال الميداني القريب، إذ تمتاز بقدرتها على إصابة الأهداف بدقة على مسافات قصيرة إلى متوسطة، مع سرعة في الانتشار والتنفيذ. ويستخدم هذا السلاح عادة لاستهداف التحصينات العسكرية أو تجمعات الجنود، وهو ما يمنح المقاومة ميزة هجومية سريعة قبل أن يتمكن العدو من الرد.

توقيت العملية ورسائلها

توقيت العملية يتزامن مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث تشن قوات الاحتلال عمليات قصف مكثف على الأحياء السكنية والبنية التحتية، ما أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى. ووفق محللين، فإن تنفيذ المقاومة لهذه الضربة المشتركة يحمل عدة رسائل، أبرزها:

تأكيد استمرار العمل المقاوم رغم الضربات الجوية المكثفة.

إظهار التنسيق العالي بين فصائل المقاومة الفلسطينية.

القدرة على ضرب أهداف عسكرية محصّنة حتى في ظل ظروف ميدانية معقدة.

سرايا القدس ودورها في المعركة

سرايا القدس تعد من أبرز الفصائل المسلحة في غزة، ولها تاريخ طويل في تنفيذ عمليات نوعية ضد الاحتلال. مشاركتها في هذه العملية مع كتائب الشهيد أبو علي مصطفى يعكس وحدة الصف المقاوم، كما يوجه رسالة أن المقاومة بمختلف أطيافها السياسية والعسكرية تتعامل مع الميدان كجبهة موحدة ضد العدو.

كتائب الشهيد أبو علي مصطفى: حضور ميداني ثابت

كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، منذ تأسيسها، اعتمدت على أسلوب الكرّ والفرّ، وتنفيذ ضربات موجعة لقوات الاحتلال. وتؤكد هذه العملية استمرار الكتائب في تبني استراتيجية العمل الميداني المباغت، الذي يربك حسابات الاحتلال ويرفع تكلفة عملياته البرية.

ردود فعل ميدانية وإعلامية

رغم تكتم الاحتلال الإسرائيلي على حجم خسائره، إلا أن مصادر محلية أكدت سماع أصوات انفجارات متتالية في منطقة الاستهداف، أعقبها تحليق مكثف للطائرات الحربية والمسيّرة في أجواء شرق غزة، في محاولة لرصد مواقع إطلاق القذائف. كما تناولت وسائل إعلام فلسطينية وإقليمية المشاهد التي بثتها الكتائب وسرايا القدس، معتبرة أنها دليل على قدرة المقاومة على مواصلة العمل المسلح في ظل الحصار والقصف المستمر.

الاحتلال في موقف دفاعي

هذه العملية تأتي ضمن سلسلة من الضربات التي تتلقاها قوات الاحتلال على أكثر من محور في قطاع غزة، ما يجعلها في حالة استنفار دائم، ويضطرها إلى استنزاف المزيد من قواتها ومواردها اللوجستية. ويرى خبراء عسكريون أن مثل هذه الضربات، حتى وإن كانت محدودة النطاق، تترك تأثيرًا كبيرًا على الروح المعنوية للجنود، وتزيد من كلفة أي عملية برية ينفذها الاحتلال.

تصعيد متواصل في الميدان

الأوضاع الميدانية في غزة تشهد تصعيدًا مستمرًا، حيث تواصل قوات الاحتلال استهداف الأحياء السكنية، فيما ترد الفصائل الفلسطينية بهجمات صاروخية وقصف مواقع عسكرية. وتؤكد قيادات المقاومة أن المعركة لن تتوقف إلا بزوال الاحتلال، وأن أي جريمة جديدة ترتكب بحق المدنيين ستقابل برد مباشر في الميدان.

البعد السياسي للعملية

إلى جانب بعدها العسكري، تحمل هذه العملية رسالة سياسية واضحة، وهي أن المقاومة قادرة على فرض معادلات جديدة على الاحتلال، وأن الضغوط العسكرية لن تدفعها للتراجع عن حقها في الدفاع عن الشعب الفلسطيني. كما تشير إلى أن العمل الميداني المشترك بين الفصائل يعزز موقفها التفاوضي في أي محادثات تهدئة أو وقف لإطلاق النار.

عملية استهداف قوات الاحتلال وآلياته شرقي مدينة غزة بقذائف الهاون من قبل كتائب الشهيد أبو علي مصطفى وسرايا القدس، تمثل نموذجًا لفعالية التنسيق الميداني بين فصائل المقاومة الفلسطينية، وقدرتها على المبادرة حتى في أصعب الظروف. ومع استمرار العدوان، تبقى هذه العمليات مؤشرًا على أن المقاومة ما زالت تمسك بزمام المبادرة في الميدان، وتؤكد أن خيار الرد العسكري سيظل حاضرًا بقوة حتى تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

التعليقات (0)