دور وزير الخارجية تاجاني والوساطة المقترحة

جورجيا ميلوني تدين الهجوم على أسطول الصمود العالمي المتجه إلى غزة وتصفه بالعمل الخطير

profile
  • clock 25 سبتمبر 2025, 12:53:37 م
  • eye 416
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
جورجيا ميلوني

محمد خميس

في تطور جديد للأحداث المتعلقة بالهجوم الذي استهدف أسطول الصمود العالمي المتجه إلى غزة، أدانت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني الهجوم الذي وقع ليلًا في منطقة البحث والإنقاذ التابعة لليونان بواسطة طائرات مسيّرة، مؤكدة أن بلادها تتابع الموقف عن كثب وتعمل على تحديد المسؤولين عن هذا الاعتداء. تصريحات ميلوني جاءت على هامش مشاركتها في اجتماعات الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث أثارت القضية اهتمامًا واسعًا على المستويين الأوروبي والدولي.

تصريحات جورجيا ميلوني: إدانة وتحفظ

قالت ميلوني للصحفيين: "أدين بشكل تام الهجوم الذي استهدف الأسطول ليلاً، ونحن نجري تحقيقاتنا الخاصة لتحديد المسؤول عنه". وأوضحت أن الحكومة الإيطالية أرسلت فرقاطة بحرية إلى المنطقة من أجل تأمين مواطنيها وضمان سلامتهم. لكنها في الوقت نفسه استبعدت اللجوء إلى استخدام القوة العسكرية، مشيرة إلى أن إيطاليا تسعى لحل سياسي ودبلوماسي بعيدًا عن التصعيد العسكري.

وعلى الرغم من إدانتها للهجوم، إلا أن ميلوني وجهت انتقادات حادة للمشاركين في الأسطول، ووصفت مشاركتهم بأنها "غير ضرورية وخطيرة وغير مسؤولة". وأكدت أن الحكومة الإيطالية قادرة على إيصال المساعدات إلى غزة بطرق أكثر أمانًا وخلال ساعات قليلة، دون تعريض حياة المشاركين للخطر.

انتقاد للمعارضة الإيطالية

لم تكتفِ رئيسة الوزراء الإيطالية بإدانة الهجوم، بل وجهت سهام النقد أيضًا إلى المعارضة، حيث اعتبرت أن مشاركة نواب من المعارضة في الأسطول بمثابة استغلال سياسي للقضية الفلسطينية. وقالت: "يجب توجيه نداء للتحلي بالمسؤولية، فهم يتقاضون رواتب للعمل في مؤسسات الدولة، لا لإجبار هذه المؤسسات على العمل لأجلهم".

ورأت ميلوني أن المعارضة تسعى إلى توظيف مأساة غزة لتحقيق مكاسب سياسية داخلية، معتبرة أن ذلك "تصرف غير مسؤول" في وقت تحتاج فيه إيطاليا إلى وحدة داخلية لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية.

دور وزير الخارجية تاجاني والوساطة المقترحة

في سياق متصل، يعمل وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني على تقديم مقترح جديد لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر إدارة جنوب قبرص الرومية، بحيث يتم تسليمها إلى بطريركية القدس للاتين. ووفقًا لتصريحاته، فإن هذا المقترح بانتظار رد مشرفي الأسطول، في محاولة لإيجاد حل وسط يضمن وصول المساعدات الإنسانية دون المخاطرة بأرواح المدنيين أو المتضامنين الدوليين.

تفاصيل الهجوم على أسطول الصمود

يذكر أن أسطول الصمود العالمي، الذي يضم أكثر من 50 قاربًا محملاً بالمساعدات والمتضامنين من مختلف الجنسيات، قد تعرض لهجوم بطائرات مسيّرة يُعتقد أن إسرائيل نفذته. وأسفر الهجوم عن عدة انفجارات وانقطاع الاتصالات مع بعض القوارب، لكنه لم يسفر عن خسائر بشرية.

الهجوم أثار موجة استنكار واسعة، إذ أدانت الأمم المتحدة الحادث وطالبت بضرورة حماية السفن الإنسانية. كما دعت كل من اليونان وفرنسا إلى ضمان سلامة الأسطول، محذرة من خطورة استهدافه في المياه الدولية.

التحركات الإيطالية وردود الفعل الدولية

إثر الهجوم، أعلنت البحرية الإيطالية عن تحرك فرقاطة "فاسان" إلى المنطقة لمتابعة الوضع عن قرب وتقديم الدعم لمواطنيها المشاركين. وفي المقابل، التزمت إسرائيل الصمت ولم تعلق رسميًا على الهجوم، ما زاد من حدة الجدل حول مسؤوليتها.

على المستوى الدولي، اعتبرت منظمات حقوقية أن استهداف الأسطول يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، خاصة أنه يحمل مساعدات إنسانية لسكان غزة الذين يعيشون تحت الحصار منذ 18 عامًا.

مأساة غزة المستمرة

يأتي هذا الهجوم في وقت يواصل فيه الفلسطينيون في قطاع غزة مواجهة واحدة من أعنف الأزمات الإنسانية في العصر الحديث. فمنذ السابع من أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل -بدعم أمريكي وأوروبي- ما وصفته تقارير حقوقية بـ"الإبادة الجماعية"، والتي تشمل القتل الجماعي، التدمير الواسع، التجويع المتعمد، والتهجير القسري.

وقد خلفت هذه الحرب حتى الآن أكثر من 232 ألف شهيد وجريح معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب ما يزيد على 11 ألف مفقود. كما يعيش مئات آلاف النازحين في ظروف إنسانية كارثية، وسط انتشار المجاعة والأوبئة.

التعليقات (0)