-
℃ 11 تركيا
-
23 سبتمبر 2025
جدل بريطاني بعد تصريحات ترامب المثيرة حول استخدام الجيش لوقف المهاجرين عبر القنال الإنجليزي
جدل بريطاني بعد تصريحات ترامب المثيرة حول استخدام الجيش لوقف المهاجرين عبر القنال الإنجليزي
-
23 سبتمبر 2025, 12:38:25 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تجاوز عدد المهاجرين الذين عبروا القنال الإنجليزي هذا العام حاجز 30 ألف شخصاً
متابعة: عمرو المصري
نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية مقالاً للكاتب آرتشي ميتشيل، تناول فيه الجدل الكبير الذي أثارته تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارته الرسمية إلى المملكة المتحدة، بعدما دعا حكومة لندن إلى استخدام الجيش من أجل وقف تدفق المهاجرين غير النظاميين عبر القنال الإنجليزي. وأكد ترامب في تصريحاته أن الهجرة غير الشرعية "تدمّر الدول من الداخل"، مضيفاً: "أخبرت رئيس الوزراء أنني سأوقف ذلك، ولا يهم إن استدعيت الجيش أو استخدمت أي وسيلة أخرى". هذه التصريحات وضعت الحكومة البريطانية أمام سجال سياسي وأمني متجدد حول أسلوب التعامل مع أزمة المهاجرين التي تفاقمت في السنوات الأخيرة.
ردود متباينة
ردود الفعل في بريطانيا جاءت متباينة بشكل واضح. فالقائد السابق للبحرية الملكية الأميرال آلان ويست عارض بشدة مقترح ترامب، معتبراً أن استدعاء الجيش لمواجهة قوارب المهاجرين سيكون "منتهى الحماقة"، على حد وصفه. في المقابل، رأى بيتر كايل، الوزير في حكومة حزب العمال، أن البحرية الملكية "يمكن استدعاؤها إذا لزم الأمر"، مشيراً إلى وجود تنسيق فعلي مع قوات حرس الحدود. لكن ويست عاد وانتقد هذا الطرح أيضاً، مؤكداً أن بريطانيا لا تملك ما يكفي من السفن، وأن أقصى ما يمكن فعله هو منع غرق المهاجرين، في ظل غياب اتفاق مع فرنسا يسمح بإعادة القوارب، وهو ما يجعل أي تدخل عسكري غير فعّال عملياً.
ضغوط على ستارمر
الكاتب أشار إلى أن رئيس الوزراء البريطاني وزعيم حزب العمال كير ستارمر يواجه ضغوطاً متزايدة للسيطرة على أزمة الهجرة، خاصة بعدما تجاوز عدد المهاجرين الذين عبروا القنال الإنجليزي هذا العام حاجز 30 ألف شخص. وتعتمد حكومة ستارمر على اتفاق تجريبي مع فرنسا يقوم على قاعدة "واحد مقابل واحد"، بحيث تقبل بريطانيا بعض طالبي اللجوء من فرنسا مقابل إعادة بعض المهاجرين إليها. وقد بدأت بالفعل أولى رحلات الترحيل، رغم الطعون القانونية المتزايدة على الاتفاق، ما يعكس حجم التعقيد الذي يواجهه هذا الملف الحساس.
تحذيرات وانتقادات
في خضم النقاش، حذر رئيس لجنة الدفاع في البرلمان البريطاني تان ديسي من تحميل القوات المسلحة أعباء إضافية في ملف الهجرة، مشيراً إلى أن الجيش "مثقل بالفعل"، ومستشهداً بفشل عملية "Isotrope" السابقة التي كلّفت ملايين الجنيهات من دون نتائج ملموسة. كما نقلت الإندبندنت عن الوزير السابق توبياس إلوود وصفه لفكرة التدخل العسكري بأنها "تفكير سطحي"، مؤكداً أن الوضع في القنال الإنجليزي يختلف جذرياً عن الحدود الأمريكية التي يستند إليها ترامب في مقارناته.
جدل إنساني
من جهته، هاجم زاك بولانسكي، زعيم حزب الخضر، توجه حزب العمال في هذا الملف، معتبراً أنه يعكس "ميلاً إلى القسوة"، وقال إن الحل لا يكمن في وقف القوارب بالقوة بل في فتح طرق قانونية وآمنة للهجرة. ويعكس هذا الطرح البعد الإنساني للأزمة، حيث يرى معارضو الخيار العسكري أن المشكلة لا يمكن حصرها في الأمن والرقابة فقط، بل يجب النظر إليها من منظور حقوقي أوسع يضمن حياة المهاجرين وكرامتهم.
ملف معقد
في المحصلة، يخلص كاتب المقال آرتشي ميتشيل إلى أن ملف الهجرة يظل أحد أكثر القضايا حساسية في السياسة البريطانية، إذ تتشابك فيه الأبعاد الأمنية والإنسانية والدبلوماسية، بينما يتصاعد الخطاب الشعبوي وتتراجع الثقة في الحلول التقليدية. وبينما يواصل ترامب إثارة الجدل بتصريحاته، يجد ستارمر نفسه أمام معضلة سياسية متنامية، يصعب حسمها عبر حلول سريعة أو مقترحات عسكرية مثيرة للانقسام.







