تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

رحبت حركة حماس بالبيان المشترك الصادر عن رئاسة المؤتمر الدولي لحل الدولتين في نيويورك، معتبرة أن هذه الدعوة تمثل خطوة مهمة لتحويل المواقف الدولية إلى أفعال ملموسة تُلزم الاحتلال الإسرائيلي بوقف دائم لإطلاق النار، وتبادل الأسرى، وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، بالإضافة إلى الانسحاب الكامل من القطاع ووقف الاستيطان ومخططات الضم ومصادرة الأراضي.

وأكدت الحركة في بيان رسمي أن مثل هذه المواقف الدولية تُعتبر انعكاسًا واضحًا لدعم حقوق الشعب الفلسطيني وتطلعاته في تحرير أرضه والعودة إليها، مشددة على أن كافة الدعوات التي تهدف إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة، تمثل التزامًا أخلاقيًا وسياسيًا تجاه الشعب الفلسطيني.

وأشار البيان إلى أن استمرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي المتطرفة في ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والتجويع بحق المدنيين الفلسطينيين منذ ما يزيد عن 23 شهراً يُعدُّ وصمة عار على جبين المجتمع الدولي وكل من يساند الاحتلال أو يتقاعس عن محاسبة قادته.

وحذرت حماس من أن السكوت الدولي على الانتهاكات المتكررة للإرادة الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني يُعطي الاحتلال الضوء الأخضر لمواصلة سياسته العدوانية، مؤكدة أن استمرار هذا الوضع يزيد من تعقيد عملية السلام ويُطيل معاناة المدنيين الأبرياء.

وجددت الحركة التأكيد على أن سلاح المقاومة الفلسطينية حق وطني مشروع، يندرج ضمن كل الشرائع والقوانين الدولية، وأنه سيبقى مكفولاً للشعب الفلسطيني حتى زوال الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. كما شددت حماس على أن المقاومة بجميع أشكالها تُعد حماية للشعب الفلسطيني ودفاعًا عن حقوقه الوطنية المشروعة.

الموقف الدولي والتحرك نحو إنهاء الاحتلال

وأكدت حماس أن المواقف الدولية الرامية لإنصاف الشعب الفلسطيني وتحقيق حقوقه المشروعة يجب أن تتحول من بيانات وتصريحات إلى أفعال ملموسة، تشمل فرض ضغوط سياسية واقتصادية على إسرائيل، وفرض عقوبات على الانتهاكات، وضمان التزام الاحتلال بالقوانين الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان وحقوق المدنيين في مناطق النزاع.

واعتبرت الحركة أن التعاون الدولي والمساندة السياسية والقانونية للفلسطينيين يمكن أن يكون له أثر بالغ في حماية المدنيين وتخفيف المعاناة الإنسانية، وضمان إيصال المساعدات الأساسية من غذاء ودواء وماء، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.

كما أشادت حماس بالدور الذي يمكن أن تلعبه المنظمات الدولية والهيئات الحقوقية في فضح الجرائم الإسرائيلية، ومحاسبة قادة الاحتلال على انتهاكاتهم، داعية المجتمع الدولي إلى الالتزام بقرارات الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي ذات الصلة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

الحق الفلسطيني في المقاومة والتحرير

شددت الحركة على أن المقاومة الفلسطينية لا تمثل خيارًا سياسيًا فحسب، بل هي واجب وطني وأخلاقي، وتكفلها كل المواثيق والاتفاقيات الدولية، وأنه لا يمكن للشعب الفلسطيني أن يرضى بالاحتلال أو يتنازل عن حقوقه التاريخية والثابتة في أرضه ووطنه.

وأكدت حماس أن سلاح المقاومة ليس تهديدًا، بل وسيلة دفاع عن المدنيين وحماية للحقوق الوطنية المشروعة، وأن استمرار الاحتلال وفشله في الاستجابة للمطالب الدولية يضاعف من الحاجة إلى المقاومة المنظمة للحفاظ على كرامة الشعب الفلسطيني.

وأضاف البيان أن كل محاولات التشكيك في حق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم أو وصف المقاومة بأنها غير مشروعة هي محاولات لتبرير استمرار الاحتلال وممارساته العدوانية، وهو ما ترفضه الحركة بشكل قاطع.

الدعوة إلى وحدة الصف الفلسطيني

وأشارت حماس إلى أهمية تكامل قوى المقاومة الفلسطينية، والعمل كوحدة وطنية متجانسة لتحقيق أهداف التحرير والعودة، موضحة أن أي تفرقة أو انقسام داخلي قد يضعف جهود الفلسطينيين ويعطي الاحتلال فرصة لاستغلال الأوضاع لتحقيق مصالحه.

وأكدت الحركة أن كل الجهود التي تبذلها على الصعيد الداخلي والخارجي، بما في ذلك تعزيز الوحدة الوطنية وتوحيد المواقف تجاه الاحتلال، تهدف إلى تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه الوطنية كاملة، وضمان إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة على كامل الأراضي الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف.