-
℃ 11 تركيا
-
28 أغسطس 2025
تهديد إسرائيلي جديد: إما تسليم الأسرى وتفكيك حماس قبل منتصف سبتمبر.. أو احتلال غزة
تهديد إسرائيلي جديد: إما تسليم الأسرى وتفكيك حماس قبل منتصف سبتمبر.. أو احتلال غزة
-
26 أغسطس 2025, 2:31:38 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري:
في خطوة تكشف عن استمرار النهج الإسرائيلي القائم على التهديد والابتزاز السياسي، خرج مساعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء 26 أغسطس 2025، ليعلن أن إسرائيل منحت حركة حماس في غزة مهلة حتى منتصف سبتمبر للموافقة على اتفاق يشمل عودة الأسرى وتفكيك حكومتها. التهديد جاء مصحوبًا بتلويح عسكري مباشر، إذ أكد المسؤول الإسرائيلي أن الجيش "أنهى استعداداته" لشن عملية واسعة في مدينة غزة إذا لم تستجب الحركة لشروط الاحتلال، ما يضع الأمور في سياق واضح من الضغط العسكري المتوازي مع الطرح السياسي.
هذا التهديد ليس جديدًا على الخطاب الإسرائيلي، لكنه يكتسب أهمية خاصة في ظل الوضع الإنساني الكارثي بغزة، حيث يسعى نتنياهو وفريقه لتوظيف ملف الأسرى الإسرائيليين كورقة ضغط على الحركة، متجاهلين آلاف الضحايا الفلسطينيين ومآسي الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023. الرسالة الإسرائيلية تحمل بوضوح مضمونًا: لا حديث عن هدنة أو إنهاء للعدوان إلا وفق شروط تُمكّن تل أبيب من فرض رؤيتها الأمنية والسياسية.
صفقات مشروطة وأبعاد سياسية
صحيفة يسرائيل هيوم العبرية كشفت أن ما يُطرح في أروقة القرار الإسرائيلي يتجاوز قضية الأسرى إلى ما هو أبعد، إذ يتضمن مقترحًا كاملاً يُشرف عليه الوزير رون ديرمر، أحد أقرب حلفاء نتنياهو وأكثر رجاله التصاقًا بالإدارة الأمريكية. هذا المقترح، بحسب الصحيفة، لا يقتصر على إعادة المختطفين وإنهاء الحرب، بل يتضمن أيضًا أبعادًا سياسية تهدف إلى إعادة تشكيل المشهد في غزة وربطه بترتيبات إقليمية تشمل لبنان وسوريا.
صحيفة بلومبرغ الأمريكية، من جانبها، أكدت أن التحركات الإسرائيلية تأتي بدعم مباشر من واشنطن، ما يعني أن الولايات المتحدة ليست مجرد وسيط، بل طرف ضاغط ومؤثر يسعى إلى توجيه مسار المفاوضات بما يتماشى مع أولوياتها في المنطقة. هذا يوضح أن "صفقة غزة" ليست معزولة، بل هي جزء من لوحة سياسية أوسع تعمل واشنطن وتل أبيب على صياغتها.
قطر بين الوساطة والتجاهل
في المقابل، جاء الموقف القطري ليكشف حجم المراوغة الإسرائيلية. المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري قال بوضوح إن الدوحة لم تتلقَّ أي رد رسمي من إسرائيل بشأن المقترح المطروح، وإن ما يخرج عبر الإعلام الإسرائيلي لا يؤخذ بجدية. وأضاف أن الوساطة القطرية ما تزال قائمة ومستمرة، وأن التواصل بين الوسطاء يتم يوميًا، لكن غياب رد رسمي يطرح تساؤلات حول نوايا إسرائيل الحقيقية.
الأنصاري دعا المجتمع الدولي للضغط على تل أبيب من أجل التعامل بجدية مع الجهود القائمة، مؤكدًا أن قطر ملتزمة باستمرار وساطتها حتى نهاية الحرب، لكنها لا تستطيع المضي قدمًا دون أن يكون هناك موقف رسمي وواضح من الجانب الإسرائيلي. هذا التصريح يعكس إدراكًا قطريًا متزايدًا بأن إسرائيل تتعمد كسب الوقت وتوظيف الإعلام في التلاعب بالمواقف.
لعبة الوقت والضغط الدولي
القراءة الأولية لهذه التطورات تشير إلى أن إسرائيل تحاول فرض معادلة قاسية: إما الرضوخ لشروطها التي تعني فعليًا إنهاء أي سيادة فلسطينية في غزة، أو مواجهة عملية عسكرية جديدة تزيد من حجم الكارثة الإنسانية. في المقابل، تحاول قطر ومعها الأطراف الوسيطة الأخرى الحفاظ على مسار سياسي ولو شكلي، لكن دون تجاوب حقيقي من تل أبيب.
المشهد إذن يتلخص في لعبة وقت تستخدمها إسرائيل بغطاء أمريكي، فيما يظل الميدان الإنساني والسياسي مفتوحًا على احتمالات أكثر قتامة. وهنا يبرز السؤال الأهم: هل يدرك المجتمع الدولي أنه أمام لحظة فارقة تستدعي الضغط الفعلي، أم يترك غزة وحدها لتدفع ثمن لعبة التهديدات والمراوغات؟









