-
℃ 11 تركيا
-
16 يونيو 2025
تكتيكات "العمليات الخاصة".. كمائن مباغتة للقسَّام تُغرق الاحتلال في حرب استنزاف
الدور الحاسم للمفاجأة والتخطيط الدقيق
تكتيكات "العمليات الخاصة".. كمائن مباغتة للقسَّام تُغرق الاحتلال في حرب استنزاف
-
30 أبريل 2025, 2:52:20 م
-
416
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
القسام
في ظل التصعيد المستمر والمواجهات العسكرية التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، برزت تكتيكات جديدة للمقاومة الفلسطينية، تعتمد بشكل أساسي على الكمائن المباغتة والعمليات الخاصة. هذه التكتيكات، التي يصفها البعض بأنها حرب استنزاف حقيقية، فرضت تحديات كبيرة على جيش الاحتلال الإسرائيلي. فما هي هذه التكتيكات، وكيف تساهم في إغراق الاحتلال في مستنقع من الخسائر والمعنويات المنهارة؟
استفادة المقاومة من دروس الماضي
وقال الدكتور رامي أبو زبيدة رئيس تحرير موقع 180 تحقيقات، شهدت العمليات العسكرية الأخيرة للمقاومة تحولًا واضحًا في التكتيكات التي يتم استخدامها. ويعزو أبو زبيدة هذا التحول إلى استخلاص المقاومة للدروس من الجولات القتالية السابقة. إذ أن الجولة الأخيرة التي استمرت نحو عام ونصف كانت بمثابة اختبار كبير لطبيعة العمليات العسكرية، ما جعل المقاومة تعيد النظر في استراتيجياتها.
وتجدر الإشارة إلى أن المقاومة استفادت بشكل ملموس من التجارب السابقة، ما دفعها لتبني أسلوب حرب العصابات والكمائن المركبة. هذه العمليات لا تقتصر على المواجهات المباشرة، بل تعتمد أيضًا على تفعيل أساليب التنقل السريع، مثل استخدام الأنفاق التي توفر للمقاومة القدرة على التحرك بسرعة خلف خطوط العدو.
الكمائن: سلاح المباغتة
من خلال تتبع العمليات التي نفذتها المقاومة، يتبين أن الكمائن تمثل أحد العناصر الأساسية في تكتيكاتها الحديثة. فبدلاً من المواجهات المفتوحة، تركز المقاومة على استدراج قوات الاحتلال إلى مناطق محددة، حيث يتم تنفيذ الكمائن باستخدام عبوات ناسفة، أو من خلال اشتباكات عنيفة، أو باستخدام القنص والقذائف المضادة للدروع.
كما تعتمد المقاومة على عنصر المفاجأة والاختفاء السريع، وهي عناصر تمكنها من تنفيذ هجماتها بشكل دقيق ومدروس. وفي هذا السياق، يلفت أبو زبيدة إلى أن المقاومة تعتمد بشكل كبير على فهم عميق لنقاط القوة والضعف في جيش الاحتلال، وهو ما يمكنها من اختيار الأماكن المناسبة لشن الهجمات.
الدور الحاسم للمفاجأة والتخطيط الدقيق
نجاح هذه الكمائن لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتاج تخطيط دقيق للمقاومة، يراعي تحركات قوات الاحتلال وتمركزاتها، بالإضافة إلى استغلال نقاط ضعفها. على سبيل المثال، استفادت المقاومة من الجغرافيا والمناطق المدمرة التي تعرضت للعديد من التوغلات السابقة، مما منحها غطاء طبيعيًا لتنفيذ العمليات.
ويؤكد أبو زبيدة أن نجاح العمليات لا يرتبط فقط بالقوة العسكرية، بل أيضًا بمرونة وسرعة الحركة، فقد أظهرت المقاومة قدرة فائقة على الاشتباك بسرعة ثم الانسحاب فورًا قبل وصول تعزيزات الاحتلال، وهو ما يزيد من فعالية الكمائن ويقلل من إمكانية اكتشافها.
تأثير الكمائن على معنويات جيش الاحتلال
أحد أبرز تأثيرات الكمائن التي نفذتها المقاومة كان على معنويات الجنود الإسرائيليين. فهذه الكمائن تزرع في صفوف قوات الاحتلال شعورًا مستمرًا بعدم الأمان، مما ينعكس على حالتهم النفسية والجسدية. ووفقًا لأبو زبيدة، فإن الجنود يعانون من توتر دائم وحالة من اليقظة المفرطة، وهو ما يؤدي إلى إنهاكهم جسديًا وعقليًا.
علاوة على ذلك، فإن الخسائر البشرية من القتلى والجرحى تساهم في زيادة الضغط النفسي على الجنود الإسرائيليين، وتؤدي إلى تدهور معنوياتهم. هذا الضغط المستمر يزيد من حالة الإحباط والغضب، ويجعل الجنود يشككون في جدوى العمليات العسكرية، مما يساهم في إضعاف قدرة جيش الاحتلال على الاستمرار في القتال بكفاءة.
وتُظهر تكتيكات المقاومة الحديثة، وخاصة الكمائن المباغتة، قدرة غير مسبوقة على استنزاف جيش الاحتلال الإسرائيلي. من خلال التخطيط الدقيق واستغلال الجغرافيا بشكل فعّال، استطاعت المقاومة أن تفرض واقعًا عسكريًا جديدًا يؤثر على معنويات جنود الاحتلال ويزيد من تحدياتهم. وفي ظل هذه الاستراتيجية المدروسة، تواصل المقاومة الفلسطينية تعزيز قوتها من خلال أساليب غير تقليدية تصيب الاحتلال في الصميم، محققة بذلك انتصارات على المستوى العسكري والنفسي.








