تكبير الخط تصغير الخط

تقرير مترجم.. موقع 180 تحقيقات

تقييم أولي يُخالف تصريحات ترامب

أفاد تقييم استخباراتي أمريكي أولي أن الضربات العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة على ثلاث منشآت نووية إيرانية لم تُلحق دماراً كاملاً بالبرنامج النووي الإيراني، وإنما أدت إلى تأخيره لبضعة أشهر فقط. هذا التقييم، الذي أعدته وكالة الاستخبارات الدفاعية (DIA)، يستند إلى تحليل أضرار المعركة الذي أجراه القيادة المركزية الأمريكية بعد العملية.

تناقض بين التقييم الرسمي وتصريحات البيت الأبيض

على الرغم من أن التقييم لم يُعلن عنه رسمياً، فقد أكد سبعة أشخاص مطلعون على فحواه أنه يناقض مزاعم الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي أكد أن الضربات "دمرت تماماً" منشآت التخصيب النووي الإيرانية. كما صرح وزير الدفاع بيت هيغسث بأن "الطموحات النووية لإيران تم القضاء عليها".

المنشآت لم تُدمر بالكامل واليورانيوم لا يزال موجوداً

بحسب مصادر مطلعة، فإن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب لم يُدمر، والمفاعلات لا تزال "سليمة إلى حد كبير". وقد تم نقل بعض المواد الحساسة قبل تنفيذ الضربات، مما خفف من تأثيرها المباشر.

البيت الأبيض يرد: التقييم "خاطئ ومُسرب"

من جهتها، نفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، صحة التقييم، واعتبرته محاولة لتقويض إنجازات ترامب والتشكيك في نجاح المهمة. كما وصفته بأنه "خاطئ تماماً" وسُرب من قبل "فرد مجهول وعديم التأثير".

العملية نُفذت بنجاح.. لكن الأضرار كانت سطحية

رغم تأكيدات البنتاغون بأن العملية كانت "ناجحة بشكل ساحق"، إلا أن الأضرار اقتصرت على المنشآت فوق الأرض في مواقع فوردو ونطنز وأصفهان. وأشارت تقارير إلى أن القنابل الأمريكية لم تتمكن من تدمير المرافق المحصنة تحت الأرض، مما قلل من فعالية الهجوم.

إسرائيل: الضربات عطلت البرنامج النووي لعامين

في المقابل، اعتبرت إسرائيل أن الضربات الأمريكية، إلى جانب عملياتها الخاصة، نجحت في تعطيل البرنامج النووي الإيراني لمدة تصل إلى عامين، شريطة أن لا يُسمح لإيران بإعادة البناء، وهو ما تعهدت تل أبيب بمنعه.

انقسامات داخل الحكومة الأمريكية والكونغرس

رغم تفاؤل ترامب وهيغسث بنتائج الضربة، إلا أن مسؤولين مثل رئيس هيئة الأركان المشتركة دان كين أشاروا إلى أنه "من المبكر جداً" تأكيد مدى تضرر القدرات النووية الإيرانية. كما رفض النائب الجمهوري مايكل ماكول الادعاء بأن البرنامج قد "تم القضاء عليه بالكامل".

منشآت لم تُستهدف.. وقد تعود إيران بسرعة

حذر الخبير جيفري لويس من أن منشآت نووية إيرانية محصنة، مثل تلك الموجودة في نطنز وأصفهان وبارتشين، لم تُدمر بالكامل، ويمكن استخدامها لإعادة بناء البرنامج بسرعة. كما أشار إلى أن هناك منشآت سرية لم تُستهدف في الضربة ولا تزال تعمل.

تأجيل جلسات الإحاطة في الكونغرس يثير الجدل

أثار قرار ترامب بإلغاء جلسات الإحاطة السرية فيمجلسي الشيوخ  والنواب غضب بعض النواب، الذين اعتبروا أن الإدارة "لا تستطيع دعم ادعاءاتها" بشأن نجاح الضربات، مما يشير إلى وجود خلافات داخلية حول تقييم النتائج.

نجاح جزئي يُثير الجدل

في الختام، وعلى الرغم من تنفيذ الضربة بشكل دقيق، إلا أن التقييمات الاستخباراتية تشير إلى أن البرنامج النووي الإيراني لم يُدمر كلياً، بل تعرض لنكسة مؤقتة. ما إذا كانت هذه النكسة ستتحول إلى انتكاسة استراتيجية طويلة الأمد، يبقى مرهوناً بالتطورات المقبلة.