-
℃ 11 تركيا
-
3 أغسطس 2025
تقرير المشهد الإسرائيلي.. تصعيد ميداني متواصل وضغوط سياسية داخلية ومناورات تفاوضية في الدوحة
تقرير المشهد الإسرائيلي.. تصعيد ميداني متواصل وضغوط سياسية داخلية ومناورات تفاوضية في الدوحة
-
6 يوليو 2025, 5:50:27 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تقرير المشهد الإسرائيلي.. تصعيد ميداني متواصل وضغوط سياسية داخلية ومناورات تفاوضية في الدوحة
إعداد: رامي أبو زبيدة – رئيس التحرير
في لحظة تتصاعد فيها نيران الميدان ويشتدّ فيها الجدل داخل غرف القرار السياسي في "تل أبيب"، يأتي تقرير "المشهد الإسرائيلي" ليواكب بدقة تفاعلات الساحة الإسرائيلية السياسية والعسكرية والإعلامية تجاه التطورات المرتبطة بالحرب المستمرة على قطاع غزة، والضغوط الدولية المتعاظمة لبلورة تسوية مؤقتة قد تُفضي إلى صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار.
أولًا: الشأن العسكري والميداني
مواصلة الاشتباك في غزة: أُصيب جنديان إسرائيليان بجراح خطيرة إثر استهداف آلية هندسية بصاروخ مضاد للدروع في شمال القطاع، فيما أعلنت مصادر إسرائيلية عن استهداف آخر بقذائف هاون لعناصر الاحتلال وسط القطاع أسفر عن إصابات طفيفة أخرى.
حرب الاستنزاف مستمرة: مصادر عسكرية تشير إلى سماع دوي انفجار في "هرتسيليا" قرب "تل أبيب"، وسط إرسال طائرات إنقاذ إلى مستشفى تل هشومير، ما يعكس استمرار تهديدات الأمن الداخلي رغم الادعاءات بتفوق ميداني.
تحولات استراتيجية: بحسب دراسة حديثة لمعهد القدس للأمن والاستراتيجيا كتبها العقيد البروفيسور غابي سيبوني، فإن إسرائيل مطالبة بإنهاء تهديد غزة كجزء من مشروع إقليمي مدعوم أمريكيًا لتوسيع اتفاقيات أبراهام، ما يعكس بعدًا استراتيجيًا جديدًا للحرب.
الأنفاق، الكمائن، والضربات الدقيقة: تفيد مصادر الاحتلال بفشل محاولاتها في إقامة مجموعات محلية لحماية مراكز توزيع المساعدات، كما حذّر الجنرال احتياط إيرز فينر من أن العمليات الميدانية تعرض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر.
ثانيًا: الشأن الإسرائيلي الداخلي
أزمة ثقة في الجبهة الداخلية: أظهر استطلاع لصحيفة معاريف أن 78% من سكان مستوطنات غلاف غزة لا يشعرون بالأمان، و91% يرون أنه لا توجد سياسة أمنية واضحة، فيما أعلن 30% نيتهم مغادرة المنطقة نهائيًا.
جدل داخلي حول المساعدات وصفقة الأسرى: أثار قرار الحكومة بإدخال المساعدات من خلال الآلية القديمة غضب الأحزاب اليمينية، في وقت توعّدت فيه الغرفة المشتركة الفلسطينية أحد قادة الميليشيات الموالية للاحتلال شرق رفح، ياسر أبو شباب، ما يعكس هشاشة رهانات الاحتلال على الحلفاء المحليين.
قانون التجنيد يشعل الكنيست: تقدّم وزير الجيش بمشروع تجنيد الحريديم وسط رفض واسع من الأحزاب الدينية التي هددت بمقاطعة الكنيست، فيما أعلن الجيش استعداده لإرسال 54 ألف أمر استدعاء لتجنيد الحريديم خلال يوليو الجاري.
انتحار جندي جديد: كشفت صحيفة "والا" عن انتحار جندي بعد معاناة نفسية شديدة نتيجة مشاركته بنقل جثث قتلى الجيش من غزة ولبنان، ما يكشف عن أزمة نفسية داخل صفوف الجيش الإسرائيلي.
ثالثًا: الشأن الدولي
واشنطن تراقب وقطر تستضيف: انطلق الوفد الإسرائيلي إلى الدوحة لبدء مفاوضات غير مباشرة مع حماس برعاية مصرية-قطرية، تزامنًا مع زيارة مرتقبة لنتنياهو إلى واشنطن للقاء ترامب، وسط أنباء عن ضغوط أمريكية لإنجاز اتفاق تهدئة قبل اللقاء.
رسائل أمريكية مباشرة: أكد مسؤولون أمريكيون أن واشنطن تدفع باتجاه "نفي رمزي" لبعض قيادات حماس كحل وسط، ووافقت إسرائيل على تليين مواقفها بشأن الشروط المسبقة لوقف إطلاق النار.
تجاهل رسمي لنتنياهو في واشنطن: ذكرت القناة 13 أن زيارة نتنياهو إلى واشنطن تفتقر إلى أي برنامج إعلامي أو لقاءات رسمية في البيت الأبيض، في مؤشر على برود العلاقات بين الطرفين.
رابعًا: آراء وتحليلات إسرائيلية
إسحق بريك: "النجاحات كاذبة": اللواء احتياط إسحاق بريك وصف ما تعلنه الحكومة من إنجازات في غزة بأنه "لا يتطابق مع الواقع المرير"، محذرًا من انهيار قدرة الردع الإسرائيلي.
تحذير من فشل إدارة المعركة: العقيد سيبوني انتقد تجاهل توصيات بإنشاء إدارة عسكرية لإدارة المساعدات والسكان في غزة، معتبرًا أن القانون الدولي لا يمنع مثل هذه الخطوة، وأن التأخر في تنفيذها يُهدر الفرصة الاستراتيجية.
الوزير إيلي كوهين: "الاعتبار أمني وليس سياسيًا": في خضم الانقسام الحكومي، شدد كوهين على أن الموقف من صفقة الأسرى يجب أن يُبنى على أساس الأمن القومي وليس اعتبارات سياسية ضيقة.
غانتس ينتقد نتنياهو بصيغة ناعمة: غانتس أكد أن رئيس جهاز الأمن العام يعمل بمسؤولية، في إشارة إلى أن الفشل في إدارة الحرب سياسي وليس أمنيًا.
تعيش المؤسسة السياسية والعسكرية في إسرائيل اليوم حالة من الانكشاف الاستراتيجي غير المسبوق، حيث تتزايد الضغوط من كل الاتجاهات: جبهة غزة التي لم تُحسم رغم مرور 20 شهرا من الحرب، الانقسام الداخلي حول ملف الأسرى والمساعدات، والتحفظ الأمريكي الواضح على ممارسات الاحتلال في القطاع. أمام هذا المشهد، يبدو أن الحكومة الإسرائيلية تدخل مرحلة حاسمة، قد تُحدد ملامح ما تبقى من هذه المعركة، بل ومن مستقبل الساحة السياسية برمتها.








