تكبير الخط تصغير الخط

متابعة: شيماء مصطفى

تشهد مناطق جباليا البلد والنزلة وأبو إسكندر شمال غزة تصعيدًا ميدانيًا خطيرًا مع دخول العملية العسكرية الإسرائيلية يومها الثالث عشر على التوالي، حيث تتعرض الأحياء السكنية لقصف عنيف وعمليات نسف متواصلة، ما أدى إلى تدمير شبه كامل للبنية التحتية والمنازل.

سياسة هدم ممنهجة 

يواصل جيش الاحتلال سياسة الهدم الممنهجة في المناطق الشمالية الشرقية من مدينة غزة، خصوصًا جباليا البلد والنزلة والزرقا وأبو إسكندر. وتستخدم قوات الاحتلال في ذلك القصف الجوي والمدفعي إلى جانب تفجير "الروبوتات" المفخخة، فيما لا تتوقف الطائرات المسيرة عن إطلاق النار والبراميل المتفجرة على المدنيين.
وقد تركز القصف من دوار النزلة حتى منطقة أبو إسكندر وبركة الشيخ رضوان، ما أدى إلى تدمير واسع وتهجير قسري للسكان.

استهداف مباشر للمنازل والعائلات

خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، قصفت طائرات الاحتلال عددًا من منازل المواطنين في جباليا النزلة، كان من بينها منزل المواطن ذيب الددا، حيث أدى القصف إلى استشهاد ثلاثة من أبنائه وفقدان عدد آخر من أفراد العائلة تحت الأنقاض.
كما دُمر منزل لعائلة الصباغ في منطقة الزرقا، في وقت تتواصل فيه عمليات النسف الممنهج لما تبقى من بيوت المواطنين بين دوار النزلة وأبو إسكندر.

الروبوتات العسكرية

شهدت المنطقة منذ فجر اليوم تفجيرات متكررة نفذتها الروبوتات المفخخة التابعة لجيش الاحتلال، التي تُستخدم لتدمير المنازل وإشاعة الرعب بين السكان. في المقابل، تدفع قوات الاحتلال بآليات عسكرية لتحقيق تقدم بطيء بين الزرقا وجباليا النزلة، وسط إطلاق نار وقذائف متواصلة.

استهداف المدنيين والبنية الاجتماعية

لم يسلم المدنيون من القصف المتكرر، حيث أسفر استهداف طائرات الاحتلال النادي الأهلي في حي الشيخ رضوان عن استشهاد طفل وإصابة آخرين. كما تعرضت المناطق شرق بركة الشيخ رضوان لسلسلة من الغارات والقصف المدفعي، مما حولها إلى مناطق منكوبة يصعب العيش فيها.

حصار خانق 

تواجه مناطق أبو إسكندر والنزلة وحليمة السعدية حصارًا خانقًا، إذ انقطعت عنها جميع الخدمات الأساسية: لا مياه للشرب أو الاستخدام، ولا كهرباء أو غذاء.
العائلات التي لا تزال محاصرة داخل منازلها تعيش على فتات طعام أو بقايا طحين، وسط عجز تام عن الخروج بسبب الغطاء الناري الكثيف الذي يفرضه الاحتلال.

مجاعة تهدد حياة الآلاف

مع استمرار القصف وفقدان المقومات الأساسية للحياة، يواجه سكان شمال غزة خطرًا متصاعدًا من المجاعة، في وقت لا يملك فيه معظم من بقوا في منازلهم أي مخزون غذائي. الأوضاع في جباليا والنزلة وأبو إسكندر تعكس مشهدًا إنسانيًا كارثيًا، حيث القصف والمجاعة يسيران جنبًا إلى جنب، في ظل غياب أي أفق لوقف المأساة المستمرة.