تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

في تطور خطير ينذر بانهيار إنساني وشيك، أعلنت مصادر طبية في قطاع غزة عن ارتفاع عدد الشهداء بسبب الجوع وسوء التغذية إلى 18 حالة خلال 24 ساعة فقط، في مؤشر على تفاقم الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع تحت وطأة الحصار والعدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من تسعة أشهر.

المستشفيات تغرق بحالات الإعياء الحاد... ولا طعام للطواقم الطبية

أكدت المصادر أن المستشفيات تستقبل يوميًا مئات الحالات المصابة بإجهاد حاد، وأعراض خطيرة مثل فقدان الذاكرة، ونقص الطاقة، والضعف الشديد، وسط عجز شبه كامل في الأسرّة والمستلزمات الطبية، ونفاد شبه تام للمواد الغذائية.

من جانبه، صرّح مدير مجمع الشفاء الطبي أن الطواقم الطبية تعمل دون طعام منذ أكثر من 24 ساعة، مؤكدًا أن القطاع الصحي يوشك على الانهيار، وأن الساعات القادمة قد تشهد ارتفاعًا أكبر في عدد الوفيات نتيجة الجوع والعجز العلاجي، وقال: "نحن أمام عملية إبادة جماعية منظمة بالتجويع."

حصيلة مؤلمة: الأطفال يدفعون الثمن الأكبر

حتى الآن، بلغ إجمالي عدد الشهداء بسبب الجوع 86 حالة، من بينهم 76 طفلًا، معظمهم في شمال قطاع غزة، حيث تسجّل مستويات كارثية من سوء التغذية. وتشير الإحصائيات إلى أن نحو 17 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد، منهم ما لا يقل عن 800 طفل في حالة خطيرة تهدد حياتهم بشكل مباشر.

تحذيرات متزايدة من انهيار النظام الصحي

في ظل استمرار منع الاحتلال دخول الغذاء والدواء والوقود، تعاني مستشفيات غزة من عجز تام في تلبية الاحتياجات الصحية الأساسية. ويؤكد خبراء أن هذه الظروف تنذر بانهيار وشيك للنظام الصحي بالكامل، وتفشي الوفيات نتيجة نقص العلاج والطعام، ما يجعل كل ساعة تمرّ بمثابة معركة جديدة بين الحياة والموت.

"الأونروا": معدلات سوء التغذية تضاعفت بين الأطفال

حذّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" من تضاعف حالات سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة، مشيرة إلى أنها أجرت قرابة 74 ألف فحص بين شهري آذار/مارس وحزيران/يونيو 2025، كشفت عن آلاف الحالات المصابة بسوء التغذية الحاد الشامل.

إبادة بالصمت والتجويع... والعالم يتفرّج

وسط هذا الواقع الكارثي، لا تزال قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أميركي مطلق، تواصل ارتكاب إبادة جماعية بحق السكان المدنيين في قطاع غزة، عبر القتل والتجويع الممنهج، وتدمير المرافق الحيوية، متجاهلة بشكل تام النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.

وقد أسفر العدوان حتى الآن عن أكثر من 199 ألف شهيد وجريح، إضافة إلى 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، فيما تتواصل المجاعة وتنهش أجساد الضعفاء، في مشهدٍ يعكس صمتًا دوليًا مريبًا أمام جريمة تجويع شعب بأكمله.