تحليل عسكري – معهد مسغاف العبري: الحرب على إيران إلى أين؟

profile
  • clock 19 يونيو 2025, 7:40:09 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الحرب بين إيران وإسرائيل

الدكتور رامي أبو زبيدة - رئيس تحرير موقع 180 تحقيقات

في تقرير لافت نشره معهد مسغاف للأبحاث الأمنية، تم الكشف عن تحول جوهري في أهداف الحملة الإسرائيلية على إيران، مشيرًا إلى أن الغاية لم تعد مجرد ردع تكتيكي، بل إعادة صياغة البيئة الإقليمية برمتها، وفرض معادلة تمنع إيران من العودة إلى سلوكها الإقليمي التقليدي.

 

 الهدف الاستراتيجي: "إلغاء التهديد الوجودي"


يؤكد التقرير أن الهدف النهائي للحرب الحالية هو شطب التهديد الإيراني كليًا، سواء في ما يتعلق بالمشروع النووي أو بأذرع إيران الإقليمية. ويرى المعهد أن الحرب يجب أن تنتهي بمعادلة جديدة تمنع إيران من مواصلة مشروع الهيمنة والتوسع الذي تبنته منذ عقود.

 

الولايات المتحدة تقترب من لحظة الحسم


المعطى الأخطر الذي أبرزه التقرير هو اقتراب الولايات المتحدة من التدخل العسكري المباشر، بعيدًا عن الخطابات والتصريحات.
وأشار المعهد إلى اجتماع غير معتاد في البيت الأبيض بين مستشار الأمن القومي الأميركي ورئيس أركان الجيش الباكستاني – الاجتماع تم في جلسة مغلقة دون الإفصاح عن تفاصيله، ما يعزز فرضية استخدام باكستان كقناة خلفية لإرسال رسالة تحذير صريحة إلى إيران.

 

مضمون الرسالة الأمريكية لإيران – بحسب التقديرات: "إذا لم توافق طهران على تفكيك منشآتها النووية بالكامل، وتحت إشراف أو تدخل مباشر أمريكي، فإن واشنطن ستنضم فعليًا للحرب خلال 24 إلى 48 ساعة."

 

ترامب تحت الضغط.. مصداقية الردع الأمريكي على المحك


التقرير يلفت إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب – والمتوقع عودته إلى المشهد قريبًا – لا يملك رفاهية التردد. فمصداقيته الشخصية، إضافة إلى مكانة الردع الأميركي في المنطقة، أصبحت على خط النار. وتُقدّر الدوائر الإسرائيلية أن قرار التدخل العسكري قد أُتخذ بالفعل، والمسألة باتت مسألة توقيت تكتيكي لا أكثر.

 

قراءة عسكرية: لماذا هذا التحول؟

 

1. الرد الإيراني الفعّال والموجع في العمق الإسرائيلي رفع منسوب الضغط السياسي والأمني على صناع القرار في تل أبيب وواشنطن.

 

2. العجز الإسرائيلي عن حسم ملف فوردو أو اختراق التحصينات النووية الإيرانية بقدراته الذاتية، فرض ضرورة إشراك الولايات المتحدة.

 

3. تصاعد خطر توسع الحرب إقليميًا (حز.ب الله، الحوثيون، وحتى جبهات البحر الأحمر) فرض على واشنطن حسابات جديدة لتفادي انهيار الردع.

 

خلاصة استراتيجية


نحن أمام تبدل جذري في قواعد الاشتباك: من رسائل ردعية إلى إعادة رسم الخرائط الأمنية والسياسية في الإقليم.

 

إذا تم تفعيل التدخل الأمريكي فعليًا، فستتحول هذه الحرب من مواجهة موضعية إلى حرب كبرى ذات أبعاد استراتيجية شاملة، قد تُعيد ترتيب التحالفات وتُبدّل وجه المنطقة.

كلمات دليلية
التعليقات (0)