تحليل خاص - الجدل حول استهداف منشأة فوردو النووية

profile
  • clock 19 يونيو 2025, 7:09:36 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
فوردو النووية في إيران

اعداد : رامي أبو زبيدة

تصاعدت وتيرة الجدل داخل المؤسسة الأمنية والسياسية الإسرائيلية بشأن الخيار العسكري ضد منشأة فوردو النووية في إيران، وسط تباين في الرهانات بين الحسم الإسرائيلي السريع والتريث الأميركي الاستراتيجي.

 

 منشأة "فوردو" تحت المجهر العسكري


تقع منشأة فوردو في عمق جبل في قم جنوب طهران، على عمق يصل إلى 80 مترًا تحت الأرض، مما يجعل استهدافها تحديًا لوجستيًا وقتاليًا عالي المستوى. وتُعد من أكثر المواقع تحصينًا في إيران، وتُستخدم لتخصيب اليورانيوم بدرجات عالية، ما يجعلها عنصرًا حاسمًا في المشروع النووي الإيراني.

 

 غيورا آيلاند: قنابلنا لا تكفي، نحتاج إلى "الضربة الأميركية الثقيلة"


اللواء احتياط غيورا آيلاند، الرئيس الأسبق لمجلس الأمن القومي، أكد أن سلاح الجو الإسرائيلي غير قادر منفردًا على تدمير منشأة فوردو. ويقول إن تفجيرها يتطلب استخدام القنبلة الأميركية الثقيلة "GBU-57" التي يبلغ وزنها 14 طنًا، وهي مخصصة لاختراق التحصينات العميقة، مضيفًا:  "أنا قلق إذا تأخر ترامب في الدخول معنا في الحرب، فماذا سيحدث إن قرر ذلك بعد 3 أشهر؟ الإيرانيون لديهم صواريخ قصيرة المدى قادرة على ضرب أهداف أميركية بالخليج".


 الإعلام العبري: لا ننتظر أحدًا


رغم التمنيات بانضمام أميركي قريب، نقلت القناة 12 عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الجيش لن ينتظر قرار ترامب طويلًا، وإن "إسرائيل قادرة على التعامل مع فوردو حتى بدون دعم مباشر من واشنطن".

 

 سيناريوهات المدى الزمني للعملية


يقدّر الصحفي سليمان مسودة أن الحملة العسكرية ضد إيران قد تستمر أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع بدون تدخل أميركي، بينما يمكن اختصارها إلى أيام معدودة إذا قررت واشنطن الدخول بكامل قوتها. وتضيف المصادر:  "نُقدّر الأميركيين، لكننا نعرف كيف نُنجز المهمة بمفردنا".

 

 الرهان على عنصر المفاجأة


في موازاة التصريحات العلنية، يعتقد غلعاد أردان، السفير الإسرائيلي السابق في الأمم المتحدة، أن تصريحات ترامب الإعلامية هدفها خداع طهران وخلق عنصر المفاجأة، قائلًا: "أراهن على أن الولايات المتحدة ستهاجم إيران خلال 48 ساعة".


 موقف أميركي حذر


في المقابل، نقلت قناة "كان" عن مصدر إسرائيلي أن الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل التريث بشأن مهاجمة فوردو، ما يعكس انقسامًا في أولويات واشنطن التي تخشى تصعيدًا يجرها إلى صدام مباشر مع إيران قبل أوانه.

 

 قراءة تحليلية:

 

 1. إسرائيل ترى في فوردو "العصب الحاسم" للمشروع النووي الإيراني، وتدرك أن تدميره سيُربك قدرات التخصيب المتقدمة، لكنّها تدرك أيضًا أن ضربه دون غطاء أميركي مخاطرة استراتيجية قد تستنزف قدراتها دون حسم.

 

 2. لا تزال واشنطن تميل إلى استخدام الوقت كأداة ضغط، لكنها في موقف حرج بين خيارين: إما احتواء التصعيد وإما الانخراط، لا سيما إن واصلت إيران الرد بأسلحة استراتيجية تُهدد مصالحها في الخليج.

 

3. في الخلفية، يعمل الطرف الإيراني على تكريس معادلة الردع بأسلحة دقيقة، مما قد يدفع تل أبيب لاستباق الوقت وتوجيه ضربة قبل أن تُقيدها المعادلات الإقليمية والدولية.


الهجوم على منشأة فوردو بات مسألة وقت في نظر صناع القرار الإسرائيليين، لكن توقيته وشكله النهائي سيعتمدان على مدى التجاوب الأميركي ومدى تصعيد إيران أو انضباطها. في المقابل، يبدو أن طهران تستعد لسيناريوهات المواجهة الطويلة، مدفوعة بثقة متزايدة في قدراتها الردعية والصاروخية، بما يشي بأننا أمام معركة معقدة تتجاوز الحسابات التكتيكية إلى مصير الاستراتيجيات النووية في الشرق الأوسط.

 

التعليقات (0)