الكمائن المركبة ودورها في إرباك الاحتلال

تحليل استراتيجي.. رامي أبو زبيدة: تكتيكات جديدة للمقاومة : حرب استنزاف مدروسة ضد الاحتلال

profile
  • clock 28 أبريل 2025, 7:56:43 م
  • eye 438
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
رامي أبو زبيدة

تحول نوعي في أداء المقاومة خلال أبريل

 

قال الدكتور  رامي أبو زبيدة رئيس تحرير موقع 180 تحقيقات، إن العمليات الأخيرة للمقاومة الفلسطينية، خاصة خلال شهر أبريل، أظهر تحولاً بارزاً في تكتيكاتها العسكرية فبدلاً من المواجهات المباشرة، باتت تعتمد بشكل متزايد على حرب العصابات، العمليات الخاطفة، والكمائن المركبة، مستفيدةً من الطبيعة الجغرافية المعقدة للمناطق التي تشهد وجوداً عسكرياً إسرائيلياً.

وفي منشور عبر موقع “فيس بوك” قال: ومع أن التوغل الإسرائيلي السابق ألحق دماراً واسعاً بالبنية التحتية لعدة مناطق في قطاع غزة، إلا أن المقاومة نجحت في توظيف هذا الدمار كغطاء لعملياتها، مما أتاح لها تنفيذ هجمات مفاجئة ألحقت خسائر مباشرة في صفوف جيش الاحتلال.

استراتيجية الاستنزاف: ضغط متزايد على الجيش وصانعي القرار

وتابع: من ناحية أخرى، تتبع المقاومة الفلسطينية استراتيجية استنزاف محكمة تهدف إلى جعل الكلفة البشرية والمادية لأي عملية عسكرية إسرائيلية باهظة ومن خلال هذه الخطة، تحاول المقاومة ضرب الروح المعنوية للجنود الإسرائيليين وإضعاف حماسهم للمشاركة في العمليات، إلى جانب الضغط السياسي المتزايد على صناع القرار في تل أبيب.

ولعل الأهم، أن هذه الخسائر تدفع قطاعات متزايدة من المجتمع الإسرائيلي إلى التشكيك في جدوى استمرار الحرب، خصوصاً مع تصاعد القناعة بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواصل الحرب من أجل مصالحه السياسية الشخصية، لا من أجل تحقيق أهداف أمنية حقيقية.

الكمائن المركبة ودورها في إرباك الاحتلال

بالتوازي مع ذلك، أكدت المشاهد الميدانية والتقارير العسكرية أن المقاومة باتت تنفذ كمائن مركبة تستهدف قوات الاحتلال في مناطق سبق أن شهدت معارك عنيفة.
وتعتمد هذه الكمائن على ضربات مفاجئة باستخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، فضلاً عن الألغام الأرضية والعبوات الناسفة، مما أربك تحركات الجيش وأجبره على التراجع أو إعادة تقييم خططه الميدانية.

ومن الجدير بالذكر أن هذه الأساليب تضع الاحتلال أمام تحديات غير تقليدية يصعب مواجهتها عبر التفوق التكنولوجي وحده، مما يعزز فاعلية المقاومة رغم الفارق الهائل في القدرات العسكرية.

التحديات أمام إسرائيل: معركة مفتوحة واستنزاف طويل الأمد

 

في ظل استمرار العمليات النوعية للمقاومة، يواجه جيش الاحتلال تحدياً استراتيجياً يتمثل في استنزاف طويل الأمد قد يصعب تحمله سياسياً وعسكرياً.
وعلى الرغم من التصعيد العسكري والضغط الميداني، إلا أن مؤشرات عدة تؤكد أن الكفة الميدانية لم تحسم لصالح إسرائيل، بل إن تزايد خسائرها قد يؤدي إلى تحولات سياسية داخلية تضغط باتجاه إنهاء الحرب عبر تسوية سياسية أو وقف إطلاق نار مشروط.

معركة الإرادات مستمرة

وبناءً على ما تقدم، يبدو أن المقاومة الفلسطينية قد نجحت حتى الآن في فرض معادلة جديدة على الأرض، تقوم على إرغام الاحتلال على دفع أثمان باهظة مقابل أي مكسب ميداني محدود.
وبينما تسعى حكومة نتنياهو إلى استمرار الحرب لتحقيق مكاسب سياسية داخلية، تستمر المقاومة في تعزيز تكتيكاتها وتحقيق إنجازات ميدانية مؤثرة، في معركة يبدو أن نهايتها مرهونة بصمود الإرادة الفلسطينية وحجم الضغوط الداخلية على الحكومة الإسرائيلية.

تصاعد كمائن المقاومة الفلسطينية في غزة وسط تمسك نتنياهو بمواصلة الحرب

عودة المقاومة الفلسطينية إلى أسلوب الكمائن

في الأيام الأخيرة، عادت المقاومة الفلسطينية بقوة إلى أسلوب الكمائن لمواجهة التوغل البري الإسرائيلي في قطاع غزة، وسط استمرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حربه.
ومنذ استئناف حرب الإبادة في 18 مارس/آذار الماضي، حافظت الأذرع العسكرية للمقاومة على ضبط ميداني ملحوظ، مع استثناءات محدودة لإطلاق رشقات صاروخية نحو مدن مثل تل أبيب وعسقلان وأسدود.
غير أن التصعيد الميداني عاد بشكل لافت عبر سلسلة كمائن كان أبرزها "كمين كسر السيف" في بيت حانون شمالي القطاع، بالإضافة إلى عمليات مماثلة في حي التفاح شرق غزة ومدينة رفح جنوباً.

تغيرات في قيادة الجيش الإسرائيلي وتداعياتها

بالتوازي مع تصاعد عمليات المقاومة، شهدت قيادة الجيش الإسرائيلي تغييرات بارزة، على رأسها استبدال رئيس الأركان هرتسي هاليفي بإيال زامير، إلى جانب تغيير وزير الأمن السابق يوآف غالانت، المتهم بجرائم حرب، وتعيين يسرائيل كاتس مكانه.
هذه التغييرات تزامنت مع تصعيد ميداني ومواجهات دامية بين المقاومة والقوات الإسرائيلية في مختلف مناطق القطاع.

تفاصيل كمائن المقاومة: "كسر السيف" نموذجاً

خلال الأيام الماضية، بثّت "كتائب القسام" مشاهد توثّق استهداف مجموعات من الجنود والمجندات الإسرائيليين عبر كمائن محكمة بالأسلحة الرشاشة والمضادات للدروع.
ووفقاً للمتحدث العسكري باسم القسام، أبو عبيدة، فإن المقاومين يواصلون خوض معارك بطولية وتنفيذ كمائن قاتلة بدقة عالية، رغم ضعف الإمكانات العسكرية مقارنة بالتفوق الإسرائيلي.
وأكد أبو عبيدة عبر قناته على "تلغرام" أن المجاهدين "بايعوا على الثبات حتى النصر أو الشهادة"، مشدداً على جاهزيتهم الكاملة لصد أي توغل إسرائيلي.

العمليات الميدانية تكشف تصعيداً واضحاً

وفي تصريحات لـ" رامي أبو زبيدة، قال إن الساحة الميدانية في غزة تشهد تصعيداً ملحوظاً في عمليات المقاومة.
وأشار أبو زبيدة إلى أن العمليات الأخيرة تضمنت اشتباكات مباشرة، قنص محكم، تفجير عبوات ناسفة، ونصب كمائن في أنفاق مفخخة، مما يدل على تطور ملحوظ في تكتيكات حرب العصابات.
وأوضح أن الهدف الأساسي لهذه العمليات هو إلحاق خسائر مباشرة بالقوات الإسرائيلية وتدمير معداتها العسكرية، مع الاعتماد على ضربات مركزة ومنسقة بأقل الإمكانيات، مما يعكس كفاءة عالية في إدارة المعركة.

التعليقات (0)